اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1072)- رحلاتي الى الجزائر/1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1072)

 

***

رحلاتي الى الجزائر / 1

      منذ نشأتنا الاولى في مدارسنا الابتدائية وغيرها، في بلدنا العراق، كنا صباح كل يوم عند اصطفاف تلاميذ المدرسة قبل دخولهم الى صفوفهم وبدء الحصص التدريسية، كذلك اسبوعيا عند رفعة العلم في عموم المدارس العراقية يوم الخميس من كل أسبوع حيث نقرأ وننشد بصوتٍ عالٍ موحد لكل تلاميذ وصفوف المدرسة نشيد الثورة الجزائرية الكبرى(قسماً) تضامناً مع الثورة العربية الجزائرية في حرب استقلالها وحريتها وتحريرها من دنس الاستعمار الفرنسي التي بدأت في عام 1954 حتى الاستقلال الكامل في عام 1962. وقد راح ضحيتها اكثر من مليون شهيد..! نشيد (قسماً) الذي اصبح فيما بعد السلام الجمهوري الوطني للجزائر الحرة منذ الاستقلال حتى هذا اليوم.

 

النشيد الوطني الجزائري

تأليف شاعر الثورة الجزائرية -مفدي زكريا- لحن الفنان المصري محمد فوزي.

نـُظـِّم هذا النشيد بسجن بربروس في الزنزانة رقم 69 بالجزائر

                   قســــماً

قسماً بالنازلات الماحــقـــات     والدماء الزاكيات الطــاهــرات

والبنود اللامعات الـخافقــات     في الجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثرنا فحـــياة أو ممــات     وعـقـدنا العزم أن تحيا الجزائـر

                فاشهدوا ، فاشهدوا ، فاشهدوا

 

نحن جند في سبيل الحق ثـرنا      والى إستقلالنا بالحرب قمنــا

لم يكن يصغى لنا لمــا نطقــنا      فاتخـــذنا رنة البارود وزنـــا

وعزفـنا نغمة الرشاش لحـــنا      وعقدنا العزم أن تحيا الجزائـر

                فاشهدوا ، فاشهدوا ، فاشهدوا

 

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب     وطويناه كما يطوى الكــتاب

يا فرنسا إن ذا يـــوم الحســاب     فاستعدي وخذي منا الجـواب

إن في ثورتنا فصل الخـطــاب    وعقدنا العزم أن تحيا الجزائـر

               فاشهدوا ، فاشهدوا ، فاشهدوا

 

نحن من أبطالنا نــــدفع جنـــدا    وعلى أشلائــــنا نصنع مجـــدا

وعلى أرواحـــنا نصعد خلـــدا    وعـــــــلى هاماتنا نرفع بنــــدا

جبهة التحرير أعطيناك عهـدا     وعقدنا العزم أن تحيا الجزائـر

               فاشهدوا ، فاشهدوا ، فاشهدوا

 

صرخة الاوطان من ساح الفـدا   إسمعوهــــا وإستجيبوا للنــــدا

وإكتبوها بــــــــدماء الشهـــــدا    وإكتـــبوها لبني الجيــــل غدا

قد مـــــــــددنا لك يا مجــــد يدا   وعقدنا العزم أن تحيا الجزائـر

             فاشهدوا ، فاشهدوا ، فاشهدوا(هامش1 )

 

      من ناحية اخرى، يوم الرابع من تموز عام 1979 كان يوما مشهوداً ومنعطفاً جوهرياً كبيراً في حياتي الاجتماعية والفنية..! ففي هذا اليوم تم عقد قراني على زوجتي الحبيبة وداد خضر الجبوري(من بيت الزنكين بالاعظمية) ويبدو انه كان فاتحة خير، حيث صدر في اليوم التالي الأمر الوزاري المرقم (14604 ذاتية) بالتاريخ المذكور في 5/7/1979. في وزارة الثقافة والفنون(هامش2 ) الذي يقضي بسفر أعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي الى العاصمة الجزائرية، للمشاركة في مهرجان الموسيقى التقليدية الدولي. المحدد موعده من 25/7 حتى 1/8/1979. او المدة التي تستغرقها المهمة، ويتحمل الجانب الجزائري كافة نفقات الاستضافة. وانتظرتُ سفري القريب الى الجزائر ليتحقق حلم طفولتي لزيارة الجزائر العربية الشامخة لاول مرّة. التي طالما حلمتُ بها. وفي هذه المشاركة، كان جل أعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي فيها، مع بعض الاعضاء من خارج دائرة الفنون الموسيقية(هامش3 ) ومن خارج فرقتنا على مبدأ الاستعارة أو التنسيب.

      كانت ظروف حياتنا في العراق وكل اخوتنا العرب مرتبطة بأحداث واخبار ثوار الجزائر. والثورة الجزائرية حديث الساعة في كل انحاء العالم زمنذاك. ومن هنا نشأت أحلامي الفتية بزيارة جزائرنا العربية لاسيما بعد انتصار الثورة المبين والتضحيات الكبيرة من الشهداء..! وذكرى المناضلة جميلة بوحيرد النموذج الثوري الراسخ والباقي في قلوبنا حتى يوم الناس هذا..! وما زلتُ شخصياً، لااتصور كم كانت فرحتي ولو بعد حين عندما تم اختياري للسفر الى الجزائر برحلة فنية عام 1979..! حمدتُ الله كثيراً الذي منَّ عليَّ لتحقيق حلمي في زيارة الجزائر هذه المرّة، بل لثلاث مرّات اخرى بعد هذه الزيارة الاولى.

     في الخامس والعشرين من شهر تموز 1979 وعلى متن طائرة خطوطنا الجوية العراقية 727 غادرنا بغدادنا الحبيبة قاصدين جزائرنا العربية الشقيقة الواقعة في أقاصى غرب وطننا العربي الكبير، ولكننا لم نتوجه مباشرة الى العاصمة الجزائرية، بل هبطت بنا الطائرة في مطار أثينا، مرور( TRANSITترانسيت). مكثنا في المطار زمناً قارب الساعة، ثم أقلعت بنا الطائرة من مطار أثينا في طريقها الى العاصمة الجزائرية، ولكنها هبطت مرَّة اخرى، ولكن هذه المرَّة في العاصمة الليبية طرابلس. مرور أيضاً (ترانسيت). ومرَّة اخرى نمكث في مطارها حوالي الساعة من الزمن. لتقلع طائرتنا أخيراً من بلدنا العربي الشقيق ليبيا وتحط بعد وقت في مطار العاصمة الجزائرية الدولي. والساعة تشير عند وصولنا الى السادسة والنصف مساءاً بتوقيت الجزائر والثامنة والنصف بتوقيت بغداد.

 

من هنا، يعود تاريخ أول رحلة لي من زياراتي الاربعة لأرض الجزائر العربية، الى أواخر تموز (July) حتى بداية آب (August) من عام 1979، إثر مشاركة فرقتنا الفنية الرسمية(فرقة التراث الموسيقي العراقي) في (مهرجان الموسيقى التقليدية الدولي) الذي أُقيم بالجزائر العاصمة، فرقتنا التي أسسها والدنا الروحي الموسيقار الراحل منير بشير قبل انتصاف السبعينات من القرن الماضي. وكنتُ من الأعضاء الأوائل لهذه الفرقة قبل تأسيسها رسمياً عام 1975، وهي تابعة إداريا الى دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والاعلام، وقد تكوَّن الوفد الفني المسافر الى الجزائر من اعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي مع بعض المنسبين من دوائر اخرى، وقد كنتُ أصغر اعضاء الوفد سناً وهم..!

1-  مائدة جاسم محمد (مائدة نزهت) مطربة

2-  ابراهيم رحيم عبد الله (ابراهيم العبد الله) مطرب

3-  حسين اسماعيل صالح العبيدي (حسين الاعظمي) مطرب

4-  عبد الجبار محسن ولي (عبد الجبار الدراجي) مطرب، منسب من دائرة الاذاعة والتلفزيون

5-  حسن علي اسماعيل (حسن النقيب) عازف على آلة الجوزة

6-  سعد عبد اللطيف صدقي العبيدي، عازف على آلة السنطور

7-  سامي عبد الاحد جرجيس، عازف على آلة الطبلة

8-  احمد هربود جاسم، عازف على آلة الطبل

9-  جبار سلمان احمد، عازف على آلة الرق

10-باهر هاشم الرجب، عازف على آلة القانون، منسب من مديرية النشاط المدرسي في وزارة التربية والتعليم

11-علي اسماعيل مصطفى(علي الامام) عازف على آلة العود منسب من دائرة الاذاعة والتلفزيون

12-علي اسماعيل جاسم، عازف على آلة المزهر والطار

13-صبحي صالح حسون، عازف على آلة الخشبة والزرنة

14-ابراهيم عبد محمد، عازف على آلة الناي

 

        وفي أمر وزاري لاحق إنظم الى الوفد المذكور، الفنان الكبير عباس جميل عازفاً على آلة العود أيضاً ومؤديا لبعض اغانيه. منسَّباً من دائرة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون.

       وفي هذه المشاركة الفنية، تجولنا في بعض المدن وأقمنا بعض الحفلات في مدن البليدة والشريعة وتيزي ووزو وسيدي فرج وأخيراً في قاعة(الموقار) الشهيرة بالعاصمة الجزائرية التي تم تصويرها تلفزيونيا. ولتفصيل ايام هذه الرحلة الاولى لي الى الجزائر، نؤجلها الآن الى الحلقات القادمة استكمالاً للموضوع. مع اني كتبتُ تفاصيل كل رحلاتي الى الجزائر في كتابي المخطوط(الجزائر عروس المغرب العربي) آملاً أن يرى النور باذنٍ منه تعالى.

 

والى حلقة اخرى استكمالاً للموضوع ان شاء الله.

 

 1 - هامش1: النشيد الوطني الجزائري منقول من موقع المرادية www.al-mouradia.dz

  2 - هامش2: في أواخر السبعينات إنقسمت وزارة الثقافة والاعلام الى وزارتين، الثقافة والفنون، ووزارة الاعلام.

  3 - دائرة المستشار الفني سابقاً.

 

 

صورة 1 / خبر الرحلة الى الجزائر في مجلة (الف باء)

 

 

صورة 2 / خبر الرحلة في (جريدة الجمهورية)

 

 

صورة 3 / مجموعة من اعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي في الجزائر اواخر تموز1979 من اليمين المرحوم حسن النقيب والمطرب عبد الجبار الدراجي وباهر الرجب وحسين الاعظمي وابراهيم العبد الله ومائدة نزهت والمرحوم عباس جميل وابراهيم عبد نادر.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.