اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (42)- (المقام العراقي الى اين .؟) الجزء الرابع

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعظمي (42)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

(المقام العراقي الى اين .؟)

الجزء الرابع

 

       اعزائي القراء الكرام . في هذه الحلقة من موسوعتنا ، اضع بين ايديكم اهم ما ورد في مقدمة الكتاب ، وهي حسب اعتقادي ربما توفي بالغرض في عرض موضوع مضمون الكتاب برمته ..

 

المقدمة

كتب من كتب عن الفن الرجولي (1) وادلى دلوه من احسَّ ان الامانة توجب عليه ان يثري ويغني المكتبة العربية والعراقية على وجه الخصوص . ولما كان الفن النبيل او الفن الرجولي هذا ، واعني به – فن موسيقى وغناء المقام العراقي - الاصيل ، قد تهادت الغيوم حول نشأته الاولى ، وهبت العواصف حول ترعرعه ، وتبخترت الامواج حول صمده وبقائه شامخاً ..! فلابد من الادلاء بالمعلومات الحقيقية المتاحة ، من اجل ارشفة وتوثيق حقائق ما يحمله هذا التراث الخالد ، من تاريخ وثقافة ومعلومات . ولما كان القرن الحادي والعشرون ايضا ، قد جاءنا محمولا على صواريخ الفضاء الخارجة عن تصور عقول البشر ، وخاصة ابناء الدول النامية ، فما بالنا ان كان القرن العشرون قد وصف بعصر السرعة وبدا القرن الحادي والعشرون يوصف من الان بعصر الالكترون ..! الذي لا اعتقد انه سيبقى عند هذه الصفة ، بل ستزداد صفاته بتطور العلم التكنلوجي المذهل – منذراً باسرار وخفايا تكنولوجية مخيفة ومرعبة ، ظاهرها فائدة البشر والحياة ، وباطنها تدمير وتحطيم للبشرية والحياة ، ومنذرا من ناحية اخرى ، بأن السرعة هي العقل المدبر وان نوع وكم الانتاج الفني هو المعيار الوحيد للبقاء في الساحة . فلا وقت لتضييعه ، ولامجال للذوق ان يتحكم ، كما يحلو له وينتقي بدلال وهدوء ما ترنو اليه خلجاته الهيمى ووجدانه الخجل ..

اقول ان كتاباتي هذه ، هي حصيلة فطرة وخبرة ودراسة وتجربة وتطبيق وبعد نظر نسبي ، آليت على نفسي فيه الدقة والامانة والصدق . مبتعدا عن الخلاف المبالغ فيه في الرأي والتطرف ، في وجهة النظر التي تعود في جزء منها على الاقل الى التذوق الفردي ، فانطلقت من احترام الذات ، واقصد احترام التذوق الشخصي ، على اعتبار ان كل انسان هو عالم بحد ذاته ، مع مراعاة وتأكيد المفاهيم العلمية والفنية والمنطقية المسلّم بحقيقتها ، متجنبا ما استطعت ، سبر ماطرح من آراء متباينة حول فنية وعلمية المقام العراقي ، وحول امكانية تنويطه وتدوينه . فقد رأى البعض ، ان النقل الشفاهي المتواتر عبر الآباء والاجداد ، هو الضمان الحقيقي لاستمرارية هذا الفن ، وان لا ثمة تجديد مطلق ..! بيد انهم اصطدموا بعصر الالكترون الهائل وتساءلوا ، ماذا تعني امكانية تدوين رنين صوت قادم عن بعد سنوات ضوئية عدة …؟! ولسان حالهم يقول . ماهو الليزر وماهو الانترنيت وما دخله بالموسيقى ..!؟  ولسان حالهم هذا وقف عاجزا عن الاجابة عن سبب انحسار تذوق الناس للمقام العراقي . في نهاية القرن العشرين ..!؟

ان كتاباتي هذه تتضمن دعوة للجميع ، الى ان يعطوا للتطرف اجازة ، وللتصلب موضعا على الرف ، ويدعو من يريد ان يعمل ، وللقادر على العطاء ، ومن له وجهة نظر فليطرحها ويحاول اثباتها ، وليثبت ان لا تعارض بين عصر السرعة وبين انسيابية غناء المقام العراقي واسلوبه الادائي الملائم . انه تراثنا العتيد والاصيل ، انه نحن . فدعونا نرفده بدم جديد طهور ، بيد اننا لابد ان ننتبه الى مواكبة روح العصر بحيويته وحركته وديناميكيته وديمومته ، مايجعل شباب الامة ينجذب اليه ويتقاطر نحوه . ولا يحلو لهم بديل مهما تزيّـن بآلات مخترعة تعطي رنيناً مصطنعاً ..

وعلى اساس من الثقة والايمان ، استعرضتُ في هذه الموسوعة ، وجهات نظر مطروح بعضها ، وأخريات بمثابه صدىً لها ، وأخريات لها صلة بالتنظير . كل ذلك وارد حول الاداء المقامي في القرن العشرين ، من خلال المؤدين لهذا القرن ، مع اننا الآن في العقود الاولى للقرن الحادي والعشرين ، أي منذ حقبة بدء التسجيلات الصوتية وتطورها مطلع القرن العشرين . وتوخيت توضيح بعض الجوانب السلبية والايجابية على حد سواء ، وناقشت بعض المستلزمات المطلوبة لأداء الفنان الناجح بشكل عام ، أي انني تحدثت بعض الشيء عن القضية الادائية وتحليلها ، بما يعتلج في داخلي من معاناة وهموم حول مايسمى بالقضية التحليلية للاداء المقامي ، والتي لم يتطرق اليها كتاب حاول مؤلفه بصبر وروية ان يتحدث بتحليل علمي موسيقي حول تماسك البناء اللحني لهذا الاداء ، وكذلك عن تطور العلاقات اللحنية داخل المقام العراقي الواحد المغنى ، او خلال وحدة العمل الفني بشكل عام . وكما اسلفت فليس المهم التنظير لذاته ، والا احسست للتو ، بالفقر المدقع ..

 مهما تكن خلفية المرء الموسيقية ، ومهما تكن ميوله ، يجب عليه مراعاة القواعد الاساسية للاصول التقليدية التاريخية للمسارات اللحنية لغناء المقام العراقي  (Form) ، باعتبار اننا نغني تراثاً تاريخياً يقترب الى التقديس ، فهو تراثنا نحن ، تاريخنا نحن ، سجل احداث الآباء والاجداد ، ومانحن الا جسر صلب ، يجب ان نعمل ونوصل الامانة بكل اخلاص وصدق الى الاجيال اللاحقة ، مع اضافة هويتنا وهوية عصرنا الذي نعيش فيه ، ليتنسى لنا ولاجيالنا المستقبلية الحماية والحفاظ على هذا التراث الغناسيقي الاصيل ، كذلك يتسنى للباحث مستقبلاً ايضا ، ان يستنبط احكاماً واحداثاً وتاريخاً من خلال بحثه في هذا التراث الخالد .

ففي هذا الكتاب ايضا ، شيء من الرؤية المستقبلية لما سيحدث ، ولا أدّعي التنظير هنا ، ولكني ومن حقي ان اثبت رؤيتي الخاصة وتوقعاتي المستندة الى دراسة وبحث وتجربة وخبرة . فصفة القرن الحادي والعشرين مثلاً صفة الالكتروني كما قلت قبل قليل ، ارى انها قد لاتتعدى هذه الصفة عقده الاول وستغلب عليه صفات تطورية عديدة كلما توغل الزمن فيه . ويبقى السؤال المهم والملح : هل ستنهي التكنولوجيا خصوصية البيئات ..!؟ وتصهر هذه الخصوصيات وتضمحل وتتمازج لتصبح بيئة واحدة ..؟ ام يبقى هاجس العودة الغريزي لدى الانسان الى الماضي والتراث ملحاً رغم هذه الظواهر العلمية وتطورها المستمر ..!!؟

بقي ان اقول شيئاً عن موضوعات هذه اليوميات التي كتبت في فترات زمنية مختلفة . امتدت لاكثر من عشرين عاما مضت قبل طبع الكتاب ..! ويمكنني القول انني بدأت بكتابة شيء اشبه بالمقالة عن المقام العراقي وهموم ادائه واساليب عرضه التي لاتزال بائسة ، وانا لم ازل في بداية دراستي الموسيقية في معهد الدراسات النغمية العراقي وبداية تجربتي الفنية في غناء المقام العراقي ، التي جعلتني اكتشف شيئا فشيئا هذه المعاناة والهموم الادائية في غناء المقامات العراقية . فتطور الامر حتى تجرأت على نشر بعض من هذه الكتابات على شكل مقالة في الصحف العراقية . حتى تطور الامر مرة اخرى ، الى ان اجعل من هذه المحاولات الكتابية ، كتابا جامعا يوثق ويؤرشف ما حاولت ان ادلو بدلوي في الرأي والتجربة الخاصة في الشأن المقامي ، وذلك بعد الحاح بعض اصدقائي الكتاب والنقاد الذين كنت اطلعهم على بعض هذه الكتابات ، فضلا عما يطلعون عليه مما كنت انشره في الصحف والمجلات رغم قلتها .  حتى اقنعوني باصدار اول كتاب لي مطلع عام 2001 تحت عنوان استفهامي واضح (المقام العراقي الى اين..؟) ولتصبح تلك المحاولات الكتابية كتاباً منظما واصوليا بعد اكثر من عشرين عاماً من بدء اولى المحاولات . خاصة ونحن نعيش فترة وصفت بالتطور الصناعي والهيمنة من خلالها وغير ذلك من مفردات اخرى مشابهة . ونحن ايضا نودع قرنا ونستقبل قرنا جديدا ، بل ألفية جديدة ..! فماذا تريد منا هذه التكنولوجيا.!؟ وبالتالي ماذا ستكون عليه المورثات والتراث..!؟

 

هوامش المقدمة

1 – الفن الرجولي: لا نقصد هنا الفن الرجالي تحديدا، بل الرجولي، والرجولة صفة اخلاقية يتمتع بها الرجل والمرأة على حد سواء، كالشجاعة والطيبة والمروءة والعدالة وغيرها الكثير..

 

 

 

نهاية الجزء الرابع

وللذكرى شجون

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.