كـتـاب ألموقع

• من المستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم: نبيل عودة

·        من المستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!

·            هل جريمة بلدية الناصرة أنها أعدت الخرائط والأرض لتقيم صرحاً جامعياً عربياً؟!

·            عرض جبهة الناصرة وكأنها تستولي على الجامعة، ينبع من جهل كامل للأسماء ومكانتها في الناصرة .

·            للنقد أصولة الثقافية والصحفية، وما جاء في تحقيق زيدان خلايلة (كل العرب) بعيد عن النقد وقريب من التشهير.

·            بيان بلدية الناصرة المنشور كملحق للتحقيق ينسف كل ما ذهب إلية التحقيق من تشوية للمشروع.

نشر زيدان خلايلة تحقيقاً في صحيفة "كل العرب" 29.10.2010 تحت عنوان مثير "جبهة الناصرة تستولي على الجامعة العربية العتيدة". وما لفت انتباهي وأثار شكوكي من العنوان الصارخ هي الصورة الزنكوغرافية، التي تتصدر وسط الصفحة الأولى من التحقيق، حيث سجل تحت الصورة الزنكوغرافية أسماء أعضاء الجبهة.. والقصد جبهة الناصرة الديمقراطية، كما يصرخ العنوان، والاعتماد على رسالة من السيد سليم لحام.

على الأقل أعرف أن شوقي خطيب ليس عضواً في جبهة الناصرة الديمقراطية، وأن السيد أحمد عفيفي، أيضاً ليس عضواً في أي جبهة أو حركة سياسية، وربما هناك أسماء أخرى لا علاقة لها بالجبهة تنظيمياً، ومع ذلك ليس هذا الموضوع الهامشي هو ما يستحق التحقيق والعناوين الصارخة، فأن يكون الشخص عضواً في حركة سياسية، لا يعتبر إقلالا من مكانته، وأقول أكثر من ذلك، أن يكون أبناء الناصرة، مندمجين مع جبهة الناصرة الديمقراطية، أو مقربين فكرياً فهذا ليس سببا لذمهم، والإقلال من شأنهم، إلا إذا كان كاتب التحقيق يجهل واقع الناصرة ،   ويهدف أمورا لم يصرح بها مباشرة في "التحقيق"، والدوافع التي حركت زيدان خلايلة، للكتابة عن مشروع الجامعة العربية، الذي تقاتل جبهة الناصرة، منذ وصولها إلى إدارة بلدية الناصرة. من أجل انجازه، ليس للناصرة فقط. إنما لكل الجماهير العربية في البلاد.

فهل يريد أن يقول السيد زيدان خلايلة، أن هذا الحلم الحضاري، كان يمكن أن يولد وينفذ من قوى لم يكن لها أي دور في مسيرة الناصرة الحضارية،التي بدأت مع فجر الجبهة في الناصرة قبل اربعين عاما ؟ ومسيرة الحفاظ على مجتمع مدني، وبرامج تطوير وإنجازات خدماتية، و مشاريع أصبحت اليوم تشكل معلماً لهذه المدينة العربية، والتي رغم كل شيء، رغم التمييز وسياسة الإجحاف التي تعاني منها الناصرة، وسائر السلطات المحلية العربية، إلا أننا لا يمكن أن نوجه نقدنا، لمجرد أن نبدو "متقدمين" أكثر من الذين قدموا عشرات السنين من الخدمات، والنضال الشرس، والعمل الدءوب، والإصرار أمام سلطات مركزية مغلقة، من أجل كل خطوة، وكل إنجاز مهما بدى أحياناً هامشيا وصغيراً.

أولاً، حتى لا يتهمني الزميل زيدان خلايلة بالتبعية للجبهة، كما تجنى على آخرين، أقول أني على خلاف تنظيمي وفكري مع جبهة الناصرة، ومع الحزب الشيوعي الإسرائيلي بشكل عام، ولم أخف وجهات نظري ، غير أني في المعارك الحاسمة، أعرف أن طريق الجبهة في الناصرة،وفي اسرائيل عامة، هو المعبر الأفضل عن المستقبل الذي حلمت به منذ كنت شاباً يافعاً. وطريق الجبهة في الناصرة ، هو الضمان لعدم سقوط الناصرة بداء الطائفية البغيضة، وبالقبلية السياسية.

ان موضوع الجامعة العربية في الناصرة هو حلم كل عربي، والجامعة العربية ليست مجرد مشروع تعليمي، إنما مشروع لبناء العقل العربي، بالمفاهيم التي تسهل أساليب نشاطه، في مختلف المجالات السياسة والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، والقضائية والبحثية. الجامعة العربية، هي هوية حضارية لكل مجتمع بشري، لها مهمات تتجاوز الصرح الجامعي، إلى صرح بناء الإنسان الجديد. من هنا وقفت حائراً أمام هذا الهجوم المنفلت، الذي يتجاوز المنطق العقلي البسيط، ويتجاوز حدود الدور الذي من المتوقع أن تلعبه صحافتنا في احتضان المشاريع الحضارية،ورعايتها كبؤبؤ العين ، لأنها المشاريع التي تحدث في حياتنا نقلة نوعية نحو الرقي والتطور.

ربما حقاً توجد تجاوزات تتعلق بمسائل هامشية شخصية، وتحويلها الى موضوع لنحر مشروع الجامعة العربية، يشير فقط الى غياب الوعي البديهي البسيط  . أن ما يهمني ليس أن فلان لم يجد له مكاناً في الصورة، أو فضل علية اسم آخر،او لم يصل الى ما ترغب به نفسه لأسباب قد تكون محقة ، ولكنها تبقى جانبية ويمكن طرحها بلغة لا تحمل التشهير والتضخيم الاعلامي ، الذي لا يخدم فكرة المشروع الوطني الأهم للجماهير العربية في اسرائيل. ...

صحيفة "كل العرب" لها مكانها المرموق في صحافتنا المحلية، نحبها ونحترمها ونحترم تاريخها، وقد فوجئت من هذا النشر، بهذا الأسلوب، وكأن كاتب التحقيق حمل مهمة عرض فكرة الجامعة العربية، بصفته مشروع يتعلق بمصالح مكسبية  لبعض الأشخاص وبعض الفئات السياسية .

هذا للأسف ما يفهم من تحقيق زيدان خلايلة وقد شعرت بالأسى، من جملة عابرة في تعقيب كل العرب، بأن كل العرب لم تدع، وإنما دعت البلدية الصحيفتين المحسوبتين عن الجبهة وهما الصنارة والاتحاد.

اولا، توجد بيدي نسخة من الدعوة التي وجهت لكل العرب ايضا وهي موجهة لرئيس تحرير صحيفة كل العرب وتاريخها( 13 – 10 – 2010 ).

ثانيا،أعرف ان الصنارة هي العدو التاريخي لكل العرب، ما تقوله عنه الصنارة أبيض، فوراً تقول عنه كل العرب أسود، والعكس للأسف صحيح!!

ليس موضوعي هذا صراع وأسبابه ، والذي صار مادة للتندر في الشارع، وموضوعاً يلحق الضرر بالصحيفتين، أولاً، وبكل الصحافة العربية ثانياً.

التحقيق يعتمد على القال والقيل، ومهما كانت المعلومات مستقاة من أشخاص، يشعرون بأنهم ظلموا، إلا أن المشروع بحد ذاته أكبر من الجميع، وأهم من كل الأسماء.

أنا أيضاً أشعر أني استطيع أن أساهم فكرياً في تقدم المشروع. فهل احمل مدافعي لأشن هجوما على المشروع والعاملين، منذ اربعة عقود، على انجازه؟

الفكرة نشأت منذ يوم تأسيس الجبهة الأول، وكل النشطاء الذي خططوا وفاوضوا وصارعوا من أجل انجاز هذا المشروع الوطني الأهم، كانوا جبهويين أو مقربين للجبهة أو عملوا بالتنسيق الكامل مع الجبهة.

ما الجريمة في ذلك ؟!

يجب أن نميز بين أمرين، بين إدارة مهنية للجامعة، وبين إدارة تأسيسية للجامعة.

ما ذهب إلية "التحقيق" يكاد يبدو زرع ألغام في طريق هذا المشروع ؟!

أبحثوا عن المستفيد في شل هذا المشروع، لتعرفوا مصادرة، والقوى التي تظن أن غيابها يعني "خراب البصرة" يجب ان تفكر بعقلها وليس بحواسها ، وعن طريق العقلانية يمكن ايجاد حلول لجميع القضايا الشخصية أيضا!!

هذا الأسلوب من النشر ضل الطريق بدل خدمة فكرة تنويرية حضارية أهم من نرجسياتنا الشخصية. ذهب إلى زرع اليأس والاستهتار، وجعل المسألة تنحصر بصراع صحفي ممل.

هل ارتكبت بلدية الناصرة، ورئيسها رامز جرايسي جريمة، بأن منحوا الكلية الأكاديمية، موقعاً في قرية توفيق زياد التعليمية مقابل أجر منخفض؟!

هل جريمة البلدية أنها أعدت خارطة تفصيلية لتخصيص أرض مناسبة من أراضي الدولة، لإقامة البناء الثابت المستقل المستقبلي، وكافة المرافق للمؤسسة الأكاديمية، ولاحقاً جامعة الناصرة، وحصلت على المصادقة المبدئية على ذلك من دائرة الأراضي، ويقوم صندوق الناصرة، بالسعي لتجنيد الأموال لكل ما يتعلق بدفع هذا المشروع الوطني نحو الانطلاق؟!

ما الجريمة بأن تتحول مكاتب البلدية إلى مكاتب للجامعة العتيدة؟!  أليس هذا توفيرا أم أنك تغمز أوساطاً سلطوية على بلدية الناصرة، وربما ضد المشروع؟

كل النقاط الأساسية، في تعقيب بلدية الناصرة والتي نشرت باطار على يمين التحقيق، هي رد يسقط كل ما ذهب اليه التحقيق من عناوين صارخة .

 ربما حقاً ظلم شخص يرى نفسه صاحب حق في عضوية اللجنة التنفيذية للجمعية التي تنشط لإنجاز هذا المشروع.ولكن ظلم شخص لا يعني ان نقتل المشروع ، وان نحوله الى مكسب صحفي ظنا ووهما يفتقد للوعي الأولي ، انه مكسب صحفي.

هذه مشاكل وقوعها وارد في المشاريع الكبيرة وهناك مكان لطرحها  وطرق لعلاجها، وبالتلخيص الحديث لا يدور عن وهم قد يتركه تحقيق زيدان المذكور عن مصالح ومكاسب يترك للقراء تخيلها. 

 إصلاح الغبن او القصور بحق أشخاص وارد أيضا، ولكن ليس عبر الردح وتصوير المشروع بأنه مجرد تلاعب ومآرب حزبية سياسية.

ليقم المشروع أولاً، الجامعة تعرف كيف تبني صروحها، والذين وضعهم التحقيق  هدفاً وكأنهم أصحاب مآرب حزبية سياسية، هي أسماء لها دورها في الناصرة، وليسوا مجرد اصحاب مآرب كما حاولت أن تصورهم في تحقيقك. 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.