كـتـاب ألموقع

• رؤية سياسية: أشكنازي هو الزعيم القادم لحزب العمل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم: نبيل عودة

مقالات اخرى للكاتب

      رؤية سياسية: أشكنازي هو الزعيم القادم لحزب العمل

 

* كل دلائل حادث هرب ايهود براك من حزب العمل تشير إلى أن أشكنازي في طريقه لحزب العمل وسيكون الزعيم القادم للحزب وخشبة إنقاذه من التفكك* عدم انتخاب رئيس للحزب هي دلالة أخرى إن حزب العمل في انتظار شخصية هامة من خارج الحزب ومن خارج السياسة* أراهن أنه أشكنازي حسب كل دلائل ما جرى ويجري داخل السياسة الإسرائيلية،وحزب العمل سيعود لمركز الخارطة السياسية*.

 

 

كان مشهداً سياسياً معبراً أصدق تعبير من كل الخطابات والتحليلات من المراقبين والصحفيين والخبراء، حين قام أعضاء الكنيست من حزب كاديما، برش مطهرات الهواء في أجواء المعبد الإسرائيلي للسياسة- الكنيست، في إشارة إلى الرائحة النتنة العفنة لما قام به أبرز مسئولان على رأس السلطة في إسرائيل، ايهود براك وزير الدفاع  وبيبي نتنياهو رئيس الحكومة، الأول فكك حزبه لحساب تعزيز حكومة نتنياهو هارباً من الحسم الديمقراطي داخل الحزب، والثاني كافأه أفضل مكافأة بإعطاء المنشقين الأربعة، ثلاث حقائب وزارية هامة لكتلة صغيرة منشقة، كتلة "الاستقلال" - استقلال من كل القيم السياسية ومن كل الالتزامات التي وزعت على الناخبين واسمها العبري "عتسماؤوت" من بنات أفكار الجنرال ايهود براك، وبالطبع "هرب" ايهود براك وهرب بالعبري تعني "براح" وايهود براك يسمى "ايهود براح" وهذه  ليست بتسمية جديدة، ولكن تكرارها يثبت صحتها، هرب ليبقى وزيراً للدفاع في حكومة نتنياهو... وكافأ  نتنياهو الهاربين بالتوزير، أي رشوة سياسية عفنة وسيئة الرائحة وتشمل وزير في وزارة الدفاع مسئول عن الجبهة الداخلية، ووزير الرفاه ووزير العمل.

لا أكتب قلقاً على حزب العمل الذي لا نذكر له أياماً بيضاء، إنما أكتب عن عفن السياسة وعفن السلطة الذي وصل في أيام براك- براح وبيبي نتنياهو وثالثهما العنصري أفيغدور ليبرمان، إلى حضيض يزكم الأنوف، ويعجز أي منطق سياسي عن فهم هذه التركيبة من زعيم حزب يدعى الاشتراكية الديمقراطية، إلى زعيم حكومة يتحدث عن السلام ودولتين لشعبين ولا يبقى أرضاً ولا مخالفة للقانون الدولي لمنع قيام الدولة الثانية والتعايش بين شعبي البلاد، وصولاً إلى وزير خارجية يعبر أحسن تعبير عن المواقف العملية لهذا الثالوث الفاسد الرائحة، مما اضطر حقاً أعضاء كاديما إلى تطهير الروائح العفنة في الكنيست، بمطهرات الهواء، ولكن مطهرات الهواء عاجزة عن تطهير السياسة الإسرائيلية من موبقاتها: الاحتلال، جرائم الحرب، والعنصرية المنفلتة!!

يبدو لي من مراقبة الأحداث أن ايهود براك في خلافاته العميقة مع قائد أركان الجيش جابي أشكنازي يقدم نموذجاً حقيقياً لشخصيته التي تفترض الخضوع الكامل من كل من يحيط به، أي يريدهم امعات بلا عمود فقري، من هنا لدي فكرة أن جذور الخلاف بين أشكنازي وبراك تتعلق برفض أشكنازي أن يكون أمعة من أمعات وزير الدفاع. بهذه العقلية فشل براك في رئاسة الحكومة سابقا، وبهذه العقلية فشل في رئاسة حزب العمل، وبهذه العقلية يعمق فشله في إدارة جهاز الأمن، رغم أن معلوماتنا في موضوع الأمن تتعلق بالظواهر والمشاهد التي نشرت في وسائل الإعلام من تصريحات مسئولين ووزراء سابقين.

نشر مثلاً أن أشكنازي يطرح رؤية واضحة مع سوريا، تعتمد على الانسحاب وأن رؤيته لمجمل الواقع في الشرق الأوسط هي رؤية بعيدة عن مفاهيم المغامرات العسكرية. أي بكلمات أخرى أشكنازي ليس قائد الأركان الملائم لبراك ونتنياهو وليبرمان، وطرحت فكرة تقول أن أشكنازي في طريقه لحزب كاديما.

بودي أن أطرح رؤية مغايرة، تشكلت بعد هرب براك من الحسم في حزبه ومن أسلوب تعامله مع قائد الأركان في مسائل هامة عديدة منها تعيين غالنت رئيساً للأركان دون الأخذ برأي قائد  الأركان، وتأخير تعيين ضباط الجيش حسب توصية أشكنازي ولا بد أن المخفي أعظم.

الدرس السياسي الأساسي الذي نضجت عليه أن لا انساق وراء الظاهر والمرئي واليكم رؤيتي.

 في منتصف شباط تنتهي رئاسة أشكنازي للأركان والمفترض أن يدخل رئيس جديد هو غالنت الذي اختاره براك، اذا لم يحدث ما يمنع تعيينه بسبب كذبه على المحكمة العليا، وفضيحة أراض سيطر عليها، كما يقال، ولكنها مسألة جانبية في رؤيتي التي بدأت تتشكل منذ استمعت إلى "العملية العسكرية" التي وضع خطوطها ونفذها ايهود براك في هربه من حزب العمل.

واضح أن ضغط الحزب ووزراء الحزب الآخرين كان من أجل الانسحاب من الحكومة ما دامت حكومة نتنياهو تصر على تجميد العملية السلمية والثرثرة غير المجدية عن المفاوضات والسلام، إلى جانب موقف عقلاني يرفض القوانين العنصرية والمعادية للديمقراطية التي تمطر على الكنيست من الحزب الفاشي الإسرائيلي، يسرائيل بيتينو، والانسحاب يعني أن الانتخابات للكنيست ستكون في أوائل 2012 أو ربما قبل ذلك، وعودة نتنياهو للسلطة ليست مضمونة.

الآن بانسحاب براك من حزبه تعززت حكومة اليمين المتطرف العنصرية الفاشية والأهم عزز براك بقاءه وزيراً للدفاع، وهو ما يهمه من السياسة.

 لماذا انسحب براك شاقا حزبه؟!

واضح أن تضعضع مكانته الحزبية هي المسألة الأولى، ولكن هناك ما هو أكثر خطورة على براك، الشخص الذي يشكل شوكة في حلقه هو جابي أشكنازي قائد الأركان.

بعد أسابيع قليلة يقلع البدلة العسكرية، ويتحرر من الصمت المفروض عليه. ويطرح رؤيته السياسية، وسيبدأ في البحث عن مكانته السياسية في خارطة الأحزاب الإسرائيلية، وأعتقد أنه يعرف لأين سيتجه. اذن هناك ما يرعب براك ويجعله يهرب قبل أن يتلقى صفعة مدوية من أشكنازي.

انضمام أشكنازي لحزب كاديما لا يشكل خطراً وصفقة مدوية لبراك. والكلام الذي يقال يرد عليه بكلام آخر، أي "تيتي تيتي- مطرح ما رحت جيتي".

من هنا أستطيع أن أقول بثقة شبه مطلقة أمراً بالغ الأهمية.

أشكنازي لن يذهب إلى كاديما، هناك اكتظاظ في كاديما والرؤوس الكبيرة لم تترك فراغاً لشخصية جديدة.

ألا يقول لكم شيئاً أن حزب العمل لم ينتخب رئيساً جديداً للحزب، إنما رئاسة جماعية حتى لا يتفسخ الحزب أكثر بالمنافسة بين الرؤوس؟؟

واحد قادته كابل قال بوضوح في لقاء تلفزيوني، أن قائد حزب العمل لن يكون من مجموعة الثمانية المتنافسة اليوم.

سجلوا ما سأقوله: أشكنازي في طريقه لحزب العمل، وسيكون زعيم حزب العمل القادم، وخشبة الإنقاذ لإعادة الحزب إلى مكانة مؤثرة وحاسمة في الحياة السياسية الإسرائيلية.

ولو بقي براك في حزب العمل، أشكنازي كان سيهزمه شر هزيمة.

براك هرب قبل الهزيمة والبهدلة، أشكنازي لن يختار إلا حزب العمل الذي يفتقد اليوم لشخصية كرازماتية عسكرية مثل رابين، أو سياسية بقدرات شمعون بيرس.

أشكنازي هو الإمكانية الوحيدة لعودة حزب العمل إلى الفعل السياسي المؤثر في إسرائيل، وآمل أن يكون أشكنازي بديلاً عقلانياً، يعيد نهج رابين السلمي ولا أستهجن أن يكون رئيس الدولة بيرس ينشط من وراء الكواليس لهذا التغيير،من رؤيته مخاطر سياسة نتنياهو وبراك وليبرمان، مع إمكانية عودة الكثيرين من الشخصيات البارزة الى حزب العمل في تجديده تحت قيادة أشكنازي.

 

تبقى تأويلات أخرى...

كيف سيؤثر ذلك على الخارطة السياسية في إسرائيل؟!

هنا لا بد من أخذ الدور الأمريكي اليائس من نتنياهو وبراك وليبرمان. ومن السهل فهم أن كاديما وحزب العمل وربما حزب جديد لآخر أكثر يسارية هو حزب ابراهام بورغ المتوقع، إذا لم يعد إلى حزب العمل ليشارك أشكنازي في بنائه من جديد، سيشكلوا مركز الثقل القادم في المجتمع الإسرائيلي.

هذا يتمشى بجوهره مع التطلعات الأمريكية ، وهو الأمر المؤثر ، ولا اريد ان أقول الحاسم، في العاب السياسة الاسرائيلية.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

المساء – www.almsaa.net