كـتـاب ألموقع

• فقط في العراق! زهق أرواح بسبب الفشل الدراسي!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عزيز الحافظ

 فقط في العراق!

زهق أرواح بسبب الفشل الدراسي!

 

ليس هذا ضربا إفتراضيا من الخيال القصصي الذي يمازج مخيلة الناهضين بإرتقاء الفكر الإنساني في مجالات الإبداع المعروفة.. بل هي قصص  تراجيدية حقيقية كانت قرائتها مؤذية ومؤلمة قبل  تسطيرها بمقالة لاتسّر كاتبها مطلقا! ماحدث قبل ان أضع الصيغ القصصية التي قرأت هو لم يحدث في دول عديدة مختلفة الثقافات والغرائب والعجائب عن العراق...فلم أقرأ او اتابع زهق النفس بسبب حالة إنكسار نفسي لرسوب لايقّدم ولايؤخر في مسيرة حياة العراقي اليوم خاصة! والسبب جيوش العاطلين الذين يحملون شهاداتهم ويحلمون بالتعيين لانه أبسط السبل لنيل الرزق في وطن كله قطاع عام!فكيف بطالب او طالبة كبت في سنة دراسية؟ وامامه زاهر الأمل بتصحيح مساره الدراسي المرسوم؟ ظهرت نتائج الدور الثاني للبكالوريا بفرعيها العلمي والأدبي في العراق.. تباين كبير في ردود الفعل عند اولياء الأمور والعوائل من رسب أبنه نظر بتشاؤمية قصوى للوضع الدراسي ومن نجح كان اهله جذلين بعدالة ما في المسار الإمتحاني.. . ولكن كل أب وكل أم في كل بقعة من ارض العراق الطاهرة لن يصدقا ماحدث لهذه الحالتين التي لايصدّقها العقل البشري بيسر الخبر الصحفي الناقل – الصاعق- المرعب!

1.المأساة الأولى :الضحية – الخبر الأول[[توفيت الطالبة رويدة ادهم 19 سنة من ثانوية الهجرة للبنات في المرحلة الاعدادية بناحية الضلوعية – محافظة صلاح الدين اثر ازمة قلبية حادة تعرضت لها عقب تلقيها أو سماعها خبر رسوبها،

في الدور الثاني، رويدة طالبة في الصف السادس العلمي وكانت قد أكملت في مادتين.

وإنها وفق ذويها كانت تعاني من مشاكل طبية في القلب وقد نصحها الأطباء بالابتعاد عن أي جهد نفسي او بدني الا انها انهارت عندما علمت بنتيجتها في الامتحانات النهائية، ففارقت الحياة بعد نقلها للمستشفى. ]]

2. المأساة الثانية : الضحية- الخبر الثاني طالبة لم يذكروا إسمها ربما لإعتبارات إجتماعية[[ تدرس كطالبة في ثانوية الخمائل للبنات، من اهالي الكرمة(مدينة الفلوجة – محافظة الأنبار، قد انتحرت في سطح منزلها بواسطة رشاش كلاشينكوف يعود لوالدها، بعد ان وضعت فوهة البندقية في فمها واطلقت رصاصتين، اخترقا رأسها وتسببا بوفاتها في الحال. انتحرت بسبب رسوبها في امتحانات الدور الثاني؟!! مما دعا اهلها المصعوقين بالحدث،لإقامة دعوى قضائية ضد الهيئة التدريسية في ثانوية الخمائل  متهمة اياها بالاهمال في انهاء المنهج الدراسي المقرر]]!! انتهت هذه المأساتين كنموذج غريب على حياتنا الدراسية إجتماعيا فليس الفشل نهاية المطاف ولن تتوقف الحياة على كبوة طالب يمكن له النهوض من جديد بدراسة مسائية أو غيرها من الابواب العلمية والانسانية المتاحة. أسباب عدة تقف امام هذه الظواهر التي تمّر مرور السحاب على المختصين فلايتوقفون عندها ويدرسونها من كل الجوانب النفسية المصاحبة ربما منها هو عدم الإهتمام الحقيقي بالبناء التعليمي للطالب وعدم إحترام قيم الوظيفة التعليمية التي تبني البلد من اول جذر في الصفوف الأولى فينعكس ذاك على مستوى الطالب في المراحل المتقدمة ناهيك عما صاحب الدراسة خلال سنوات الحرب وماقبلها من عدم إستقرار نفسي كامل فالعوائل للآن تخاف على ابنائها سواء في الدراسة الإبتدائية وصولا للدراسة الجامعية! وهذا مالاتجد له نظير في كل دول العالم! وبعد اكرر ماقلته سابقا من باب التذكير النافع{أتمنى درء الخطر والتوقي من قبل العوائل التي تستطيع مراعاة الجوانب النفسية لأولادها فليس نهاية للعالم الرسوب فيمكن ان ينهض من جديد من كبا مهما كانت كبوته مؤثرة في نفسيته لذا للعائلة الدور الأكبر في مراعاة هذا الجانب الأسري. ناهيك أنني تركت الحالات التي تابعتها من الانتحار بسبب اليأس والإحباط والفقر وظروف الحياة القاسية ،ليس لكي تتألموا مثلي بل عسى  ان تبادر منظمة حكومية أو ذات تأثير في البرلمان تتوقف أمام هذه الحالات الغريبة على مجتمعنا والتي تزهق فيها أرواحا كان من الممكن درء الخطر حولها ولكني متيقن ان الجفاف سيصيب التمني والجفاء سيكون غزيرا! ليكون العراقي خبرا في صورة او صورة في خبر تتناقلها القلوب المتألمة قبل الفضائيات وتسكن في الصدور كإنها قنابل موقوتة لاتجد أبدا من ينزع عنها الفتيل والصاعق! فهل سنجد عجبا أقسى؟}

 

             Aziz AL Hafudh