كـتـاب ألموقع

العمال المهرة: مفهوم عاجل يحتاج تطبيق أصولي// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي اسماعيل الجاف

 

عرض صفحة الكاتب 

العمال المهرة: مفهوم عاجل يحتاج تطبيق أصولي

الاستاذ الباحث علي اسماعيل الجاف

 

بات واضحا احتياج البلدان النامية ، التي يجب إن تتحول الى مستوى متطورة ومتقدمة، وتتخطى حاجز الخوف والتراجع وتضع مواصفات ومقاييس ومعايير محلية تجبر الآخرين ان يلتزموا ويعتمدوا ويطبقوا ما لديها بحيث يشكل ذلك مرجعا ومصدرا لتنافس داخلي عالمي محدد ومحكم حسب التقديرات والحسابات النوعية والنموذجية المعتمدة، اليس ذلك صعبا محليا؟

 

نعم، في ظل التطورات والمعرفة المستعجلة والمتفوقة التي اعتمدت على الانتاج الفكري الذهني العقلي بدلا عن الانتاج العضلي والبدني التقليدي المتراجع تفوقت دول وحكومات وبلدان بعد ان شهدت تراجعا ملحوظا وتراكما في مخرجاتها ومدخلاتها وعملياتها المتواضعة ، أصبحت اليوم وستكون غدا وفي المستقبل البعيد، دول يشار لها بالبنان والتميز والتفوق معياريا ، ومازلنا في العالم الثالث لم ندرك المعادلة جيدا في السعي الحقيقي لاستثمار رأس المال البشري بغية تحقيق تفوق متقدم نموذجيا على صعيد العمل كون العمل في المفاهيم الحديثة اصبح يشار له على ان مسار ميداني قطاعي هيكلي لجميع القيم لتحقيق النمو الاقتصادي باعتماد الفكر الاقتصادي لنحصل على ما يعرف مفهوم التنمية الاقتصادية) ولعل هذه العنوانات صعبة المنال في بيئة لم تطبق مسار تنموي بشري ومستدام وشامل واقتصادي ومجتمعي ومعرفي وتربوي وخدمي وصولا الى "القطاعي الهيكلي الوظيفي" ، من يبدء؟

نحتاج ان نعمل على نشر مفاهيم متنوعة ومتعددة ، ومنها مفهوم (الماهر والمهرة والاشتغال المتقدم والقوى العاملة المدربة والممرنة) وتبدو نماذج صعبة المنال بالرغم من توفر الأبنية والمؤسسات والهياكل التنظيمية الوظيفية الكبيرة والضخمة ؛ ولكن نحتاج -تفعيلها ميدانيا بقيادات متقدمة رياديا- ويقودنا الحديث هنا الى عاملين مستجدين : الابداع الابتكاري والريادة المنتجة على تكون كلايهما أسرية ومجتمعية وبعدها نتحول لنقول مؤسساتية، في غضون مدد زمنية وتراكمات هائلة خلقت لنا بيئة عمل متراجعة في عالم يسمى (الثالث) ولم يتجرأ البعض لإيصاله الى مستوى ثان وأول ومتقدم ومتطور ، ونقصد بالتطوير هو حصول نتائج ملموسة فكريا وتطبيقيا على أصعدة قطاعية : خدمية وإنتاجية لتحقيق عاملا مهما وبارزا هو: خلق نواة لجيل متطور يصاحبه جيل متقدم الذي يركز على عامل المعرفة والمناهج الفكرية ، هل تلك مسارات بعيدة محليا؟

 

ولابد ان نبعد أنفسنا عن التنظير والمحاباة والمواربة الاقتصادية في مسارات تبدو لنا سهلة وهي محكمات ومقررات صعبة خاصتها شعوب ودول ومورست عليها احكام وقوانين ولوائح وإصدارات والأهم التعديلات المستدامة بتدقيق دوري عاجل.  تمثل القرى العاملة المهارة والمدربة انتاج يعتمد على زيادة السكان والدخل فكلما ازدادت نسب السكان تطلب توفير قوى عاملك ماهرة ومدربة ، يقابلها جودة تحقيق نمو اقتصادي تنموي بمعنى العمل ، كون القوى العاملة المدربة والمهارة تستطيع ان تحقق النمو الاقتصادي والعمل مصدر القيم قبل ظهور آدم سمث؛ لان المقولة المشهورة تقول : "...من لايعمل لاينتج ..." ويمثل العمل عبادة في حدود المفاهيم التي تتكلم عن قيمته واعتباره وفائدته وأثره وغيرها، اليس الحديث مشوقا؟

 

نعلم جيدا ان القوى العاملة تستطيع إظهار مسيرتها التنموية اذا توفرت المهارة والتمرينات والتدريب النوعي والنموذجي المعياري في قطاعات إنتاجية وخدمية ذكرناها سابقا في إطار الوصف ، التي هي بتماس مباشر مع الزبائن خصوصا الخدمات الأساسية ، ويستدعي ذلك تطوير لكل قطاع خصوصا المالي المصرفي والصناعي والتجاري والزراعي والخدمي الاجتماعي معتمدين على الاحصاء المجتمعي والسكاني المنتج المعبر عن العناصر البشرية القادرة وذوي القابليات المعتبرة من المشتغلين والعاطلين حسب النشاط الاقتصادي ؛ لان الاقتصاد مسار كل حركة هادفة ، وهدف برنامج تنموي مثمر، كيف ذلك؟

 

١.) تاهيل العاملين في المدارس المهنية رياديا وإبداعياً وابتكاريا ؛

٢.) توفير قادة مؤسسات تواكب مفاهيم التنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي والقوى العاملة الماهرة والمدربة والممرنة؛

٣.) تحسين البرامج والمعارف والطرق والمشاريع التطويرية والتمكينية والتدريبية الحالية بما ينسجم مع تطلعات الدول المتقدمة والمتطورة والمتفوقة ، ويتولى ذلك تحسينات متقدمة معيارية على صعيد دولة ومحافظات وبلدان؛

٤.) السعي لفهم معادلة : جودة العمل تحتاج اداء ومستوى ومعرفة واستعداد لتحقيق مسارا جديدا (الثورة التنموية الانفجارية) تستهدف خلق جيلا جديدا ماهرا اولا ومبدعا ثانيا ورياديا ثالثا ومبتكرا رابعا؛

٥.) من نحن؟ في ظل ثورة الجيل الثالث للحواسيب والتقنيات الفنية والتكنولوجية ، دول عالم ثالث أم دول نامية ، نريد ان نصل الى دول متطورة ومتقدمة وبارزة بمشاريعها وبرامجها وجيلها وشعوبها ، من لديه الرؤية ليبدء الخطوة ...!؟