كـتـاب ألموقع

قصةُ وروايةُ بلاّ مجتمعٍ: النقديُ والناثرُ// علي الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي الجاف

 

عرض صفحة الكاتب 

قصةُ وروايةُ بلاّ مجتمعٍ: النقديُ والناثرُ

التنمويُ علي الجاف

 

نعلمُ جيداً مساحاتِ الكتابةِ عصرياً التي باتّ الجميعُ يزاولها عمداً بصيغٍ يعتقدونَ إنها عصريةٍ وتنمويةٍ : هدفُها تقديماتٍ كثيرةٍ بلغةِ الانتاجِ المتنوعَ حيثُ نَجدُ عنواناتٍ تجتازوُ المرحليةِ الشكليةِ التيّ تخصُ النصوصَ واللغاتَ والمعانيَ ، فَعندما تُساهمُ المُنجزاتِ غير المُقيمةِ أو رُبما غير المقرؤةِ تَكاملياً وتَشاركياً !

 

الخطابُ النقديُ يعني مسارُ يركزَ على أبعادٍ تتجاوزُ الجُملةَ بطرقٍ ، في الغالبُ ، يَفتقرَ الكاتبُ والقاصُ لمُذكراتها ومُدركاتها وأهميتها أصولياً، فيحدثُ الإسهابَ والإطالةِ والسردِ غيرّ المُبررِ على أركانِ الدراسةُ الاجتماعيةُ التي تمثلُ الركنَ الأساسي في معادلةِ الخطابُ النقديَ ؛ فمثلاً ، لمْ نسمعَ عنْ روائيينَ يقدمونَ نماذجٍ عصريةٍ بدونّ شخصياتٍ مستمدةٍ من واقعٍ أجتماعيٍ ، فهذا يدللُ علىٰ تأثيرُ البعدُ الاجتماعيُ في معادلةِ النقدِ والخطابِ، كونّ المجتمعُ مساراً لنجاحِ الروايةِ والقصةِ ؛ بينما الواقعُ لمْ يفرزَ النهجُ المرنَ الذي يُخرجنا - قراءٍ وكتابٌ - عن خطةِ الكتابةِ معتبرينَ الجملةُ أصغر دوراً من الخطابِ بفضلِ التأثيرُ الغربيُ علىٰ الفكرِ العربيِ!

 

مازلنا نبحثُ عن البنيةِ اللغويةِ في الكتابةِ بعيداً عنْ السلوكَ المشتقَ عن الناثرِ بقضيةٍ محوريةٍ مفادها : بطلُ واحدُ !  وإذا أردنا أن نعودَ بتقديمنا صوبَ الغربُ نجدُ "جون كروي" في كتابهِ "النقدُ العصريُ" في عامِ ١٩٤١ ، الذي يركزُ فيهِ علىٰ أن النقدَ عبارةُ عنْ حركةُ شكليةُ في نظريةِ الأدبِ، أنبثقت في عهدٍ عصريٍ في منتصفُ القرنَ العشرين، بهدفٍ يعززُ تقديمُ شيءٍ جميلٍ يعودُ بإسارةٍ ذاتيةٍ بينهما : التأريخُ والمعنىٰ بتقديمِ نموذجٍ نظريٍ سائدٍ فكرياً بعلمٍ موضوعيٍ لنَتجاوزَ الخطابُ المباشرَ وغيرِ المباشرَ والحرُ علىٰ مُبادرةٍ تسمىٰ "إدراكاتُ تنمويةُ"!   سَنشهدُ -قريباً- في المستقبلُ ما بعدَ البعيدِ روايةٍ أو قصةٍ بلاّ مُجتمع أو بيئة مما يَعني : القصةُ الخبريةُ والتسويقيةُ والرقميةُ قَدمت لنا نماذجٍ  تَختلفُ عنْ أسسْ وقواعدٍ ثابتةٍ قدمها لنا بيرسي ، وهي: الشخصياتُ ، والحبكةُ ، والنصُ ، والصراعُ، وغيرها !