اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

خواطر (5)- لعبة حرق الأعلام// د. خليل الجنابي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

خواطر (5)- لعبة حرق الأعلام

الدكتور / خليل الجنابي

 

عادة حرق الأعلام وصور رؤساء الدول وبعض الشخصيات السياسية والعسكرية أصبحت منتشرة في كل أنحاء العالم تقريباً، فهي تنشط أثناء الحروب والنزاعات الداخلية، وأثناء الإحتجاجات الجماهيرية على سياسة هذا البلد أو ذاك، ولم يبق علماً مُصان للعديد من الدول الكبرى والصغرى نتيجة سياساتها الخارجية والداخلية، ونتيجة لتدخلها السافر في شؤون الدول والشعوب الأخرى.

لقد تم حرق أعلام الدول الكبرى في مجلس الأمن قاطبة، ولم يعد أياً منها بعيداً عن نيران المحتجين والمتظاهرين .

العلم ليس قطعة قماش بألوان متناسقة جميلة فقط، العلم هو الراية الوطنية، ورمز تأريخي وجغرافي، وهو رمز يمثل كل مواطن مهما كانت قوميته أو دينه أو مذهبه، وهو مُعتمد رسمياً ودولياً كرمز لهوية الدولة.

العلاقات بين الشعوب وبين الأمم تؤكد على الإحترام المتبادل بينها، وإحترام علمها وإسمها الرسمي، وإحترام السيادة الوطنية لكل منها دون تدخل في شؤونها الداخلية، والإعتراف المتبادل يُسهل عملية نزع فتيل الأزمات والجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى الطريق المفضي إلى حل النزاعات بينها بالطرق السلمية والإعتراف بالآخر .

ومما يُشار إليه أن عادة حرق الأعلام والصور تكثر وتتواجد في الدول العربية والإسلامية، حيث لم نر الشعب الإنكليزي أو الفرنسي أو الأمريكي أو السويدي أو الدنماركي أو الصيني أو الروسي قام أياً منهم بحرق أعلام الدول الأخرى. ومن المعروف أن من يحرق علم دولة ما يُعطي الحق لشعب الدولة الأخرى للقيام بالمثل وحرق علمه، وهنا يكون مردود العملية بشكل عكسي والبادي أظلم.

 

إن ثقافة حرق الأعلام والصور هي ثقافة متخلفة وغير حضارية ولا تساعد الشعوب والدول من التقارب فيما بينها لحل مشاكلها المستعصية وتخفيف حدة التوتر في العالم لصالح الأمن والسلام العالميين وهو ما تطمح إليه الشعوب.

لقد كثر في الفترة الأخيرة رمي الطماطم والقناني الفارغة على بعض الرموز الحكومية والسياسية ورميهم في حاويات الأزبال في بعض البلدان، وهناك مناظر لرمي السلاح الفتاك (النعل والأحذية) على صورهم .

في العراق كثيراً ما وقفنا تحت سارية العلم عندما كنا صغاراً سواء كان ذلك في العهد الملكي أو الجمهوري بغض النظر عن موقفنا من ذلك النظام، وعندما إشتد عودنا وأصبحنا يافعين دخل الآلاف منا إلى القوات المسلحة في الجيش والشرطة، وخضنا الحروب العبثية الطاحنة التي أكلت منا خيرة الشباب وأحرقت الأخضر واليابس وأعادت العراق إلى عهود الفقر والتخلف والضياع. الكل كان يرفرف فوقه العلم العراقي حتى الذين إستشهدوا حضوا بلف نعوشهم بالعلم، وللذين إستشهدوا دون أن يجدوا لهم قبر بُني نصب الجندي المجهول.

العراق بكل قومياته وأديانه وطوائفه بحاجة الآن وقبل أي وقت مضى إلى الوحدة الوطنية  لمواجهة داعش وأعداء الوطن الذين يتربصون به الدوائر، كما أن العزف الأخرق على الشعور القومي الغرض منه في هذه الفترة بالذات هو لدق أسفين بين العرب والأكراد والتركمان وباقي الأقليات القومية الأخرى. إن حرق العلم العراقي وعلم كردستان اليوم في أي بقعة من تراب الوطن الغرض منه لتمزيق اللُحمة الوطنية بين العرب والأكراد وباقي القوميات التي تعمدت بدماء الشهداء على مر التأريخ في سوح النضال الوطني من ذُرى جبال كردستان الشماء إلى ربوع البراري في الوسط وأهوار الجنوب .

لقد أكد الناطق الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية العراقية السيد خالد شواني بتأريخ 21/11/2015 (أن قيام بعض المتطرفين والمندسين بإحراق علم إقليم كردستان أو العلم العراقي هي أعمال تتنافى مع القيم الوطنية ومبادىء الدستور والقوانين السائدة كما تأتي بالضد من دعوات المرجعية الدينية إلى تعزيز الوحدة الوطنية بوجه داعش الإرهابي وسواه من أعداء العراق داعياً إلى الكف عن مثل هذه الممارسات الضارة بالشعب العراقي) .

إن أُغنية (هربجي كرد وعرب رمز النضال) للراحل أحمد الخليل ستبقى  ترددها الحناجر من أجل وأد الفتنة الطائفية بين قومياتنا المتآخية .

وليعلم الجميع بأن قوات البيشمركة والحشد الشعبي يقاتلون جنباً إلى جنب مع الجيش العراقي والشرطة الإتحادية ورجال العشائر من أجل دحر داعش والإرهاب ، وبها فقط يُمكننا الإنتصار .

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=79I7FjrWVZ0

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.