كـتـاب ألموقع

تعقيب على قول جميل للكاتب الأستاذ محمد علي الشبيبي// د. خليل الجنابي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تعقيب على قول جميل للكاتب الأستاذ محمد علي الشبيبي

الدكتور / خليل الجنابي

 

توارد الخواطر كثيراً ما يأتي متطابقاً بين الكتاب والأدباء والفنانين والسياسيين أيضاً، الكل ينظر إلى الأمور من زاويته الخاصة حسب وعيه وثقافته وفكره ومنهجه ، لكنها في المحصلة تصيب عين الحقيقة وتضع النقاط على الحروف كما يقولون

الكاتب المعروف الأستاذ (محمد علي الشبيبي) كتب مؤخراً على صفحته الخاصة بالفيسبوك خاطرة يصف فيها معاناة المهاجرين خارج الوطن والتي يحسها كل مغترب في طول وعرض بلدان المهجر، ويسرح في مخيلته بعيداً إلى أن يصل إلى بلده الأصلي العراق، البلد الذي وُلد فيه وخرج منه قسراً وليقارن بين حياته هنا وهناك حيث يعيش الآن  في بلد الكفار!!

ويستطرد قائلاً :-

في يوم آذاري مشمس … من شرفة شقتي في الطابق السابع أقف متكئاً على سياج الشرفة شابكاً يداي وأنا أراقب ما يدور ويحدث في الأسفل، متنقلا بأفكاري ومقارناً بين وطني الأم وبين وطني الثاني السويد. الشمس اليوم مشرقة تبعث بحزمها الضوئية في جنوب السويد فتنشر الدفء والفرح والتفاؤل في نفوس الجميع. الكل يترقب بشوق كبير مثل هذا اليوم المشمس. هنا في شمال أوربا هذه الحزم الضوئية تفعل العجائب في نفوس الناس، حيث تبدد الكآبة وتتحول الى فرح وإنطلاق ضحكات تتعالى هنا وهناك، المقاهي تعج بالشباب وتتقاطع ضحكاتهم وأصواتهم، وشباب يجلسون على مصطبات هيأتها البلدية لمثل هذه الأيام وهم يعرضون أجسامهم لأشعة الشمس التي إفتقدوها لأشهر، فيجلسون قبالة قرص الشمس وقد أغمضوا عيونهم وتركوا أفكارهم تسرح بعيداً ... الطيور هي الأخرى تتنقل على الأشجار من غصن لآخر تتهيأ لأجراء مراسم التعارف والحب ثم الزواج وتعزف ألحانها الجميلة تعبيرا عن إنشراحها ... والكلاب إنطلقت برفقة أصحابها تلعب وتتراكض هنا وهناك ... الفرح والبهجة تعم على الجميع  

من شرفتي أراقب ما يجري في الأسفل، يخرج الأطفال مع آبائهم وأمهاتهم أو أخوتهم الأكبر ليقضوا وقتا جميلا وسعيدا في ساحة المنطقة بين العمارات السكنية ... حيث تنتشر وسائل ألعابهم بما يتناسب وأعمارهم ... المسؤولون عن إدارة وتنظيم المنطقة يحاولون وبالتفاهم مع سكنة المنطقة بتوفير الوسائل الضرورية لسعادة ولهو الأطفال المجدي والتربوي لا العبثي  

هنا وفي وسط العمارات السكنية تتوسط ساحة من السجاد الأخضر والمطرزة بالزهور والشجيرات، حيث المكان تحت مراقبة أعين الجميع من الكبار... حيث تنتشر في هذه الساحة وسائل للألعاب خاصة بالأطفال، أراجيح، منصة للتزحلق، وبيت صغير خشبي لمن يريد أن يقلد عائلته من الأطفال، وهذه منطقة تم تحديدها ومُلأت بالرمل النظيف ليشكل الأطفال منها قصورهم والأشكال التي يحلمون بها. المهتمون بالتخطيط وإدارة شؤون المنطقة السكنية لم ينسوا بأن يخططوا جزء من الارض تخطيطاً واضحاً ونظامياً للعبة التي (Hoppa hage) وهي مشابهة للعبة (التوكي) تمارسها فتياتنا الصغيرات أيام زمان ... أما للكبار فهناك منطقة وضع فيها هدف لكرة السلة لممارسة هذه اللعبة، وتوجد منطقتين مخصصتين للشواء وقضاء وقتاً جميلاً مع العائلة أو الأصدقاء، كما تم تخطيط قطعة صغيرة كرقعة الشطرنج مع إحتياجاتها من الأحجار ... وتتوزع في المنطقة مجموعة من المسطبات للجلوس لمراقبة الأطفال أو التمتع بأشعة الشمس أو القراءة أو تبادل الحديث مع الجيران ....

ومن الطابق السابع تخرج الحسرات مصحوبة بألم وأنا أقارن حياة الاطفال هنا في بلدان الغرب الأوربي الكافر بأطفال بلداننا الاسلامية وخاصة العراق ...! حيث الأطفال في وطني العراق يلعبون في أرض متربة كلها حفر وخطرة بسبب إنتشار القاذورات والأجسام الجارحة الحديدية أو الزجاجية أو حتى أحجار قاسية !

هنيئاً لشعوب تعرف من تختار لمسؤولية قيادة بلدانها!؟ أما في العراق مازال شعبي على بساطته يعتقد أن (أدوات النصب والإحتيال) هي من تزكي المسؤول وتبرر إنتخابه! الى متى يبقى شعبنا مخدراً بالخرافات والدجل . ...

 

كم أنت رائع عزيزي أبا نورس في وصفك لما يجري هنا في بلاد الكفار وهناك في أرض مئات الأنبياء والأولياء والصالحين

 

فرح وغناء وإبتسامة وصحة وسعادة هنا، وهناك في أرض الوطن ألم وبكاء ونحيب على فقدان الأحبة وعلى لقمة العيش التي لم يعد الحصول عليها بيسر وسهولة .. كلنا في (الهوى سوا) .. هنا في نيوزيلندا من حيث تشرق الشمس على الكرة الأرضية تجد الفرح يعم الجميع، حياة الإنسان مؤمنة من كل النواحي، لا هَم للقمة العيش ولا هَم للماء والكهرباء والنقل والصحة والتعليم والضمان الإجتماعي، لا خوف على الأمومة والطفولة والكهولة، فكلها مؤمنة، ولا خوف على الشباب من الإنحراف، الدين هنا لله والوطن للجميع، كل الأديان لها معابدها وكنائسها وجوامعها وحسينياتها، حتى البوذيين والملحدين لهم أماكنهم الخاصة ... وهناك وهناك وهناك .. لا تجد فيها قبراً لأي من الأولياء والصالحين لكن الله إختارها جنته على الأرض .. وتقبل مني خالص التحيات