اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة// د. خليل الجنابي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

خط ماجينو وجسور بغداد المغلقة

الدكتور / خليل الجنابي

 

لقطع أوصال بغداد وعزل الكرخ عن الرصافة هو آخر تقليعة يتوصل إليها دهاقنة السياسة والخطط العسكرية بوضع الحواجز الكونكريته على الجسور والمداخل التي تربط أطراف المدينة التي أستُبيحت ولم تعُد منافذها آمنة أمام داعش والإرهابيين من كل حدب وصوب . وإستطاعت السيارات المفخخة أن تصل إلى كل زاوية تريدها دون حسيب أو رقيب ، وزُهقت أرواح الآلاف من النساء والرجال والشباب والأطفال دون أن يرف جفن لأحد من حماة الدار أصحاب المسؤولية ، وخُربت المنشآت والبنى التحتية والشوارع وسكن المواطنين وممتلكاتهم بشكل مستمر دون أن يقف أحد على أطلالها معزياً ومولولاً ومدعياً بالإعتداء على ( هيبة الدولة ) ، نعم هيبة الدولة التي ضاعت .

ويبدو أن من إقترح بناء هذه الحواجز الكونكريتية ووضعها على الجسور بغية العزل بين أطراف مدينة بغداد  كان قد قرأ شيئاً عن خط ( ماجينو ) الذي أنشأته فرنسا خلال سنوات عديدة بغية صد هجمات القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية ، لكن ذكاء الألمان كان أوسع حيث وضعوا قوة شكلية مقابل هذا الخط بينما إندفعت القوات الأخرى عبر هولندا وبلجيكا وعبر غابة الأردين الواقعة شمال التحصينات الفرنسية الرئيسة ، ونجح الألمان بإحتلال  فرنسا دون الإصطدام بشكل مباشر بخط ماجينو . وراحت ( فلوسك يا جابر ) يعني المليارات الحلوة من العملة الفرنسية التي أرهقت كاهل الشعب الفرنسي ذهبت سُدى .

الخوف والحذر من الجماهير أصبح هاجساً مرعباً لدى أصحاب القرار فراحوا يفكرون ملياً بالورطة التي هم فيها الآن ، والإصلاحات التي وعدوا  بها ما هي إلآ  سحابة صيف عابرة ، ولا شيء على أرض الواقع ولإصرارهم على نهجهم العقيم في حل العُقد المتراكمة راحوا يُحصنون أنفسهم بخطوط ( ماجونية ) من نوع آخر ، ولكنها ضد من !؟ ، طبعاً ليس ضد أعداء الوطن الذين لا زالوا يحتلون أراضي واسعة منه ، لكن ضد أبناء جلدتهم من الفقراء والمعدمين الذين تظاهروا على واقعهم المزري وحياتهم البائسة .

فبدلاً من هذا التيه عليكم سادتي الأكارم أن تنصاعوا لصوت العقل وتسمعوا الجماهير الغاضبة ماذا تريد ، شعاراتها ومطالبها واضحة جلية وضوح الشمس ، وهي لا تريد غير الحياة الإنسانية الكريمة ، ولا تريد غير محاربة الفساد وإعادة ملياراته المهربة خارج الحدود ، ولا تريد غير الأمن والإستقرار والسلام  .

 دجلة الخير الذي يفصل بغداد بين طرفيها لا يمكن أن يكون عائقاً أمام الجماهير الغاضبة حتى لو أغلقتم كل الجسور والمنافذ  ، هناك عشرات الطرق ستكتشها الجماهير حين تنوي العبور إلى ( قلاع  الخضراء ) التي تحصنتم فيها وإعتقدتم أنها ( دار السيد مأمونة ) كما قالها نوري السعيد من قبل .

ولا تنسوا أن الملايين المتظاهرة نصفهم على أقل تقدير هم من جانب الكرخ فلا يحتاجون في هذه الحالة لعبور الجسور التي أُغلقت بالعارضات الكونكريتية ولا حتى بالكلاب البوليسية . كونوا عقلاء ولا تبذروا أكثر من خزينة الشعب الخاوية .

ومن بيان أخير للمتظاهرين أكدوا فيه (  بأن نضالنا السلمي في التظاهر سيتواصل من أجل وإدامة كل أنواع وصور الحراك الإحتجاجي ، حتى يصل لكل ركن من أركان بلادنا ، وسيصل صوتنا المعبر عن الملايين الطامحة بحياة آمنة كريمة لكل العراقيين ، ولن تثنينا وتقلل من عزمنا كل مناورات الساسة وتسويفهم لمطالبنا الإصلاحية ، ومراوغاتهم التي خبرناها جيدا  باتت مكشوفة للقاصي والداني ) .

فتشوا عن الوسائل العملية للتصالح مع الجماهير ، إعطوها حقوقها المغتصبة التي إستحوذتم عليها دون وجه حق ، وبها ستنجون بأنفسكم من كل الشرور . فالأسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية لن تحميكم ، الذي يحميكم هو الإنصياع لمطالب الجماهير ( اللهم إشهد إني بلغت ) .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.