كـتـاب ألموقع

حزورة فزورة.. تماس كهربائي لو الفاعل مجهول!!// د. خليل الجنابي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

حزورة فزورة.. تماس كهربائي لو الفاعل مجهول!!

د. خليل الجنابي

 

كثيراً ما تم إتهام (التماس الكهربائي) المسكين بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك بعد التقصي (والفحص والتمحيص) وبالأدلة الثابتة توجه التهمه إليه لأنه (صم بكم عمين لا يفقهون) ، ولهذا لا يستطيع أن يدافع عن نفسه من تهمة لم يقترفها لو حلف بكل الأنبياء والرسل والملائكة الصالحين. ولو تتبعنا الحوادث التي أُقترفت وراح ضحيتها المئات بل الآلاف بسبب هذا التماس (اللعين) لوجدناها محبوكة لا يدخل  الشك ما بين ثناياها، وينام الفاعل الأصلي قرير العين لا تطارده المادة (٤ إرهاب).

 

 ولنعود إلى حزورتنا في الحريق (المُفتعل) بحرق مخارن وزارة التجارة في جانب الرصافة والمؤمنة فيها (صناديق الإقتراع وأجهزة العد والفرز التي أستخدمت في الإنتخابات النيابية الأخيرة ٢٠١٨). والمساعي التي بذلتها القوات الأمنية المختلفة وسيارات الإطفاء لإطفاء هذا الحريق الهائل الذي غطى دخانه سماء المنطقة التي وقعت فيه وعبرت إلى أطراف أخرى من العاصمة بغداد.

 

وعلى أثر ذلك (صرح  مدير عام بلدية الرصافة احمد خوام، الاحد، احتراق ثلاثة مخازن في حريق موقع مفوضية الانتخابات بجانب الرصافة، مشيراً الى أن المخازن الثلاثة بداخلها صناديق اقتراع).

 

وقال خوام في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الحريق شمل ثلاثة مخازن بداخلها صناديق الاقتراع"، لافتا الى أنه "تم السيطرة على مخزنين".

 

وكان مدير عام مديرية الدفاع المدني كاظم بوهان، اليوم الاحد، أن المخازن التي تحتوي على اوراق الاقتراع تمت حمايتها جميعا ولم تصلها النيران، لافتا الى أن الحريق شمل المخازن الثلاثة التي تحتوي على أجهزة ووثائق.

 

كما أصدر مجلس المفوضين بيانا بشان حريق صناديق اقتراع الرصافة

جاء فيه :

تلقينا خبر احراق مخازن المفوضية في مكتب انتخابات بغداد الرصافه من الجهات الأمنية في تمام الساعه الثالثة  بعد ظهر اليوم الموافق ١٠/ ٦ / ٢٠١٨ ومباشرة تم الانتقال الى محل الحريق برفقة السيد وزير الداخليه والسيد رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات وقائد عمليات بغداد وفرق الدفاع المدني والادلة الجنائية ومديرية التحقيقات الجنائية حيث تم السيطرة على الحريق الذي نشب في مخازن الرصافه وعدم امتداده الى صناديق الاقتراع واوراق الاقتراع . وشمل الحريق جميع اجهزة تسريع النتائج واجهزة التحقق الالكترونية الخاصة بمكتب انتخابات بغداد الرصافه والتحقيق جاري عن طريق الأجهزة الأمنية للكشف عن ملابسات الحادث.

 

علما ان الحريق لا يؤثر على نتائج الانتخابات كون الشيتات الخاصة بالنتائج توجد لدينا نسخ احتياط في المكتب الوطني ومكتب انتخابات بغداد الرصافه بالاضافه الى أوراق الاقتراع في الصناديق وهذا من حرص المفوضية على صوت الناخب العراقي ومخرجات العملية الانتخابية

 

هذه هي التصريحات الرسمية حول الحريق الذي يُراد له أن يخلق فتنة بين أبناء الشعب ، نعم فتنة بين الفائزين والخاسرين في هذه الإنتخابات  تصل إلى حد الإصطدام المسلح ليحترق فيها الأخضر واليابس . أنا لست قاضياً ولا محامياً لأعطي لنفسي الحق بأن أتهم أي طرف من الأطراف بإرتكاب هذه الجريمة ، لكنني كمواطن عادي أسأل لماذا تم إستهداف صناديق الإقتراع بعد أن تم الإعلان عن النتائج من قبل المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ؟، ونجح من نجح ، وخسر من خسر ، أعقبها شن حملة شرسة ضد العملية الإنتخابية برمتها من أطراف عديدة لغرض خلط الأوراق بغية الوصول إلى غايات معروفة وفي مقدمتها إلغاء نتائج الإنتخابات بشكل كامل ووضع البلاد في فراغ دستوري بعد أن يتم في ٣٠ / ٦ / ٢٠١٨ ، إنهاء أعمال مجلس النواب الحالي . لتصبح عندها الحكومة (حكومة تصريف أعمال) لا حول لها ولا قوة ، ويعود البلد إلى حالة (الصفر).

 

أنا لا أدافع عن العملية الإنتخابية وأصفها بأنها كانت نزيهة ١٠٠٪  لأنني كنت مع كل المخلصين قد رفعنا شعارات (تعديل القانون الإنتخابي) ليضمن مساهمة أكبر عدد ممكن من الأحزاب الصغيرة فيه وكذلك العناصر المستقلة الكفوءة والنزيهة، وطالبنا بتعديل قانون (سانت ليغو المعدل ١،٧) والعودة إلى نسبة (١). أما بالنسبة لمفوضية الإنتخابات طالبنا من زمان بأن تكون هيئة مستقلة بحق وحقيق وأن لا يكون إنتماءها للأحزاب السياسية الماسكة بالسلطة، وطالبنا بتعديل الدستور من كل الشوائب والثغرات التي تعرقل سير العملية الديمقراطية والإنتقال السلمي للسلطة.

 

نعم بقي كل شيء على حاله وهذا ما أصرت عليه الأحزاب السياسية لأنه يخدم مشاريعها وتوجهاتها، وراحت جاهدة من أجل خوض الإنتخابات البرلمانية وهي مطمئنة بفوزها الساحق لأن كل شيء كان  مُفصل على مقاساتها.

 

وهنا إنقلب السحر على الساحر، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وخسر من خسر وربح من ربح، وخرجت وجوه لم تكن مرغوبة طيلة مدة عملها النيابي لأربع سنوات، وأخرى من فترات برلمانية سابقة.

الناس قد وعت أيها السادة الأفاضل، وعرفت (الصالح من الطالح) وصوتت بالضد من الفاسدين والفاشلين منكم، وجماهير أخرى غفيرة قاطعت الإنتخابات إحتجاجاً على النهج القديم الذي سلكتموه، نهج المحاصصة الطائفية وسرقة المال العام الذي أودى بالبلاد إلى أسفل قائمة الدول الفاشلة.. ومن هنا جاء العقاب.

 

رغم كل المؤآخذات على العملية الإنتخابية خاضت القوى المدنية والديمقراطية الإنتخابات بروح عالي من المسؤولية وحشدت جماهيرها وأصدقاءها، ورغم أن كل ما حصلت عليه ليس بمستوى الطموح إلا أنها كانت نقلة نوعية متقدمة من أجل تصحيح مسار العملية السياسية.

 

الذي أرعبهم ولا شك هو حصول (تحالف سائرون) على أعلى الأصوات من بين الكتل التي سيطرت لسنوات عجاف طويلة على مقدرات البلاد وبيدها كان (السلاح والمال، والحل والربط).

نحن بإنتظار نتائج التحقيق النزيهة ومعرفة أسباب الحريق ودوافعه وأسبابة ، ومن هي الجهة التي أمرت به والجهة التي نفذته.. وعسى أن لا نتهم (التماس الكهربائي) أو نسجله ضد (مجهول نزل علينا من المريخ).