اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• كركوك بين عمليات دجلة اللادستورية والعمليات الإرهابية الجبانة -//- د. سامان سوراني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

كركوك بين عمليات دجلة اللادستورية والعمليات الإرهابية الجبانة

د. سامان سوراني

شهدت مدینة کرکوك وقضاء طوزخورماتو صباح یوم 2013.01.16 هجمات إرهابیة جهنمیة وحشیة عمياء مزّقت الأجساد ودمّرت الممتلکات، راح ضحیتها ما لايقل العشرات من المواطنين المسالمين و أعضاء لمنظمات مدنية كوردستانية فاعلة في المدينة وأصيب أكثر من 200 آخرين بجروح، يعجز اللسان عن إيجاد كلمات تناسب شجبها، بسبب الفلسفة البربریة التي تقف ورائها والتي لا ترید شیئاً سوی إلحاق الدمار بالشعب الكوردستاني وإفساد الوحدة الوطنية والتعايش السلمي في كركوك. إنها بحق فلسفة عنصرية صادرة من عقول مجرمي الحروب، التي تفضل الموت على الحياة والتي تستند أساساً الى المبدأ المتوحش الداعي الى قتل المواطنین الأبرياء و تعريفهم بالأعداء الألداء والنيل منهم، لمجرد عدم إنتمائهم الی حضيرتهم و رفضهم قرارات خاطئة صادرة من قبل القائد العام للقوات المسلحة، مثل تواجد قوات عمليات دجلة اللادستورية في مناطقهم والتي أدت تمركزها الی تأزيم الوضع السياسي و ساعدت تحركاتها العدمية الی إحياء الفوضی الأمني في المنطقة.

من المعلوم بأن العنف لم یقُد یو‌م من الأیام الی تحقیق الأهداف الطوباویة والمشاریع المستحیلة، إذن ماهي الرسالة التي يريدون توجيهها من خلال هذه العملیة اللاإنسانیة؟

لا المسؤولين الأمنيين في الحكومة الإتحادية و لا رئيس الوزراء الإتحادي، الحائك لخيوط الدكتاتورية و لغة العنف، أبدوا إهتمامهم بهذه الفاجعة اللاإنسانية أو إتصلوا بالجهات الحكومية في كركوك أو قاموا بزيارة الجرحی للإطمئنان علی أوضاعهم الصحية أو لإعلان الأسف و إدانة هذه العملية الوحشية، التي تهدف أساساً الی تغییرالحیاة في كركوك من التآخي الی الجحیم، قتلاً وحرقاً وتدمیراً. هذه هي و للأسف فلسفة الحكومة الإتحادية، التي لا تضع للمواطن، ذلك العنصر الأساسي المساهم في تحویل العراق الی مجتمع مدني ديمقراطي تعددي متحضر، أي إعتبار يذكر.

الحكومة الإتحادية تعمدت طوال مدة حكمها عن سبق إصرار في تنفيذ المادة 140 من الدستور المتعلقة بالحل السلمي لقضية كركوك والمناطق الكوردستانية الأخری الخارجة عن إدارة إقليم كوردستان. فهي تسعی الی إقناح الرأي العام في العراق، بأن القوات الأمنية الكوردستانية ضعيفة، لا تستطيع حماية مواطني كوردستان ولكن رؤيتها الإسترجاعية هذه لا تقودها الی النجاح، بل تنتهي بها الی القعود ولیس الی النهوض.

لقد مارس النظام السابق في العراق أعنف أنواع العمليات الوحشية و الإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان ولم يتمكن من التقليل من إرادتها في الحرية والإستقلال، لذا نقول للجهات التي لم تستفد بعد من دروس الماضي والتي تمارس اليوم الترويج لجحيم الآلة العسكرية، بأنه مع كل محاولة يائسة للنيل من شعب كوردستان يزداد إيمان الكوردستانيين في تلك المناطق بكوردستانية مدنهم و أقضيتهم وسوف يستمرون في الحوار كقاعدة للعيش و يستخدمون كافة الوسائل السلمية لإسترجاع حقوقهم المهضومة، بعد إدانتهم لكل فکر شوفیني بعثوي إسلاموي إستعلائي، تروّج ثقافات العروبیة الفاشلة وأساطیر السردیات الکبری، التي ستؤول الى الإنتهاء قريباً بفعل حركة حضارة الانسان.

ولا جدوی بعد الآن من التشبث والإحتماء بالهويات المسيّجة و السيادات المصطنعة، إذا كانت تفضي الی تقويض معاني الآصرة والرابط بين النظراء والشركاء و الأجدی هو ما يسهم في بناء علاقات التعايش والتواصل أو التعلم والإفادة علی سبيل التداول والتبادل.

أصحاب الثقافات المتحجرة الأحادية العدوانية والإستبدادية لا تؤمن ببناء المؤسسات، التي تستطيع أن تكافح داء الإرهاب أو أن تجمع القوی المتحضرة لتسهم في بناء دولة مبنية علی أساس الشراكة الحقيقية، دولة تؤمن بالدستور و القانون و تعزز الفدرالیة الدیمقراطیة و التعددیة الإتحادیة.

ومعالجة الإرهاب تحتاج الی إجراءات أمنیة بقدر ماتحتاج الی تحولات في بنیة الثقافة بثوابتها ونماذجها أو ببرامجها وتعلیمها. أما نحن كإنسان، فمن واجبنا محاربة كل تطرف ديني أو قوموي للتخلص من فلسفة الارهابيين الخاطئة. و لتعمل المؤسسات الأمنية الكوردستانية علی تفکیك مفهوم هذه الفلسفة، لکشف بنیته‌ الفکریة وتبیان آلیات عمله، من أجل قلع جذور المعتقد الإصطفائي الشوفيني، الذي یزّین لأصحابه أنهم ملاك الحقیقة و خیر أمة و سادة الخلائق، المعصومون عن الخطأ، أهل الفرقة الناجیة.

وختاماً نقول: لا للإرهاب و لا للعنف و لا لعقلیة الثأر والأنتقام تحت يافطات سخیفة و مزیفة، مثل إنقاذ "الوطن من التقسيم والوحدة الوطنية" و لا للسعي إلی نفي الآخر و محو خصوصيته. فلتتضامن أهالي مدینتي، بکورده‌ وعربه وترکمانه و کلدانه وآشوره وأرمنه، مع البعض و تقف صفاً واحداً ضد الإرهاب و العنف للحفاظ على أمن كركوك المجروحة و أرواح مواطنيها المسالمين.

الدكتور سامان سوراني

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.