اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (783)- عبد الرزاق عبد الواحد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (783)

 

موسوعة المجلس الثقافي

شاعر العرب الكبير

عبد الرزاق عبد الواحد

9 / مايس / 1996.

      كنتُ تلميذا للاستاذ الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في سبعينات القرن العشرين بمعهد الدراسات النغمية العراقي في مادة اللغة العربية. ثم اصبح عميدا لذات المعهد في اواخر السبعينات. وبقي قريبا جدا من الدائرة التي اعمل بها –دائرة الفنون الموسيقية- بوزارة الثقافة والاعلام وتسنمه مواقع ادارية عديدة في الوزارة منذ السبعينات حتى تسعينات القرن المنصرم. ومن هذه التجربة الوظيفية التي كنتُ فيها قريبا من استاذي الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد، بحكم عملي الوظيفي في وزارة الثقافة والاعلام ودائرة الفنون الموسيقية ومعهد الدراسات النغمية العراقي (معهد الدراسات الموسيقة حاليا). توطدت علاقتي الشخصية به كثيرا كتلميذ واستاذ، او كأبن ووالده. وبقيت علاقتي به حتى وفاته رحمه الله عام 2015 على احسن ما يكون من ود واحترام وتقدير.

 

     لا اريد الاطالة، فقد دعوتُ استاذي شاعر العرب الكبير عبد الرزاق عبد الواحد الى ملتقايَ الثقافي الاسبوعي الذي أعقده في بيتي ببغداد في صباح كل خميس من كل اسبوع، ليتحدث عن سيرته المتخمة بالانجازات والابداعات الادبية لرواد ملتقانا الثقافي. وهكذا لبى استاذي الكريم شاعرنا الوطني عبد الرزاق عبد الواحد دعوتي وحضر الى ملتقانا في صباح الخميس الموافق التاسع من مايس (9/5/1996). وقد اختار الحديث لرواد الملتقى عن سيرته الشعرية ومجمل حياته الادبية. وبعد الاستراحة عند نهاية المحاضرة، اجاب الاستاذ عبد الرزاق عبد الواحد على جميع الاسئلة والاستفسارات التي وجهت اليه من رواد الملتقى بحيث استمرت جلسة هذا الصباح زمنا تجاوز الزمن المعتاد في كل اسبوع..! لحيوية المحاضرة والكارزما الطبيعية التي يتمتع بها استاذنا الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد.

 

    من رواد ملتقانا الثقافي الذين حضروا هذا الصباح بالرغم من كثرتهم، الا اني اذكر منهم السادة. د.عماد الصالحي والقارئ الحاج صفاء الاعظمي ومحمد رضا كاظم واللاعب الدولي هلال عبد الكريم والباحث الموسيقي هيثم شعوبي وهاشم العزاوي وعبد المعين الموصلي والاديب جمال الخياط ومحمد واثق العبيدي والفنان قيس الاعظمي والقارئ يحيى معتوق والمحامي صلاح عبد الوهاب ومحمد النعيمي الزنكين وغسان الجبوري الزنكين وآخرين.

 

     وكان السيد ضياء الشيخ قد حضر اول مرة الى ملتقانا الاسبوعي. وتوزع تسجيل المحاضرة برمتها على اربعة اجزاء في اربعة اشرطة كاسيت تحت الارقام 124 و 125 و 126 و 127.

 

     ولد الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد عام 1930 في بغداد. ولكن طفولته كان قد امضاها في محافظة ميسان جنوب العراق بعد انتقال عائلته للعيش فيها.

 

     يعتنق الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الديانة الصابئية المندائية، وهو الذي أعد إلى اللغة العربية الكتاب المقدس للدين الصابئي المندائي -كنز ربا- شارحا فيهِ أصولها والجواهر اللاهوتية التي تعتبر أساسيات هذه الديانة وتاريخها. كما شرح في البحث العقائد التي يستند عليها هذا الدين: كالعقيدة في الله، والعقيدة في الروحانيات، والعقيدة في النبوة، وأخيراً العقيدة في الموت والحياة الأخرى والجنة والنار. وهو أحد مؤسسي نادي التعارف للطائفة المندائية في بداية عقد السبعينيات من القرن العشرين ببغداد.

 

      في معرض الحديث عن نفسه كشاعر يقول الاستاذ عبد الرزاق. لست شاعر بلاط وإنما كنت أمجد العراق وجنوده وليس شخص واحد، والدليل على ذلك إني لا أزال أكتب لصدام حسين كرمز للعراق » وأشار إلى أن الشاعر المتنبي كان يمدح سيف الدولة كشخص، في حين أنه لم يكن يمدح صدام حسين كشخص وإنما كرمز للعراق. وكان له خلال سيرته الادبية 59 ديوانا شعريا منشورا، حيث نشرت أول قصائده عام 1945 ونشر أول ديوان لهُ عام 1950. اضافة إلى 10 مسرحيات شعرية من ضمنها "الحر الرياحي" و"الصوت" و"الملكات" بالاضافة إلى ما كتب إلى دار الأزياء العراقية و22 رواية شعرية للأطفال والعديد من الأناشيد الوطنية. كما ترجمت قصائده إلى لغات مختلفة  منها الإنجليزية والفنلندية والروسية والألمانية والرومانية واليوغسلافية.

     لقب عبد الرزاق عبد الواحد بعدة ألقاب ادبية منها -شاعر القادسية-  و -شاعر ام المعارك- و   -شاعر القرنين-  وشاعر -النهر الثالث-  ومن أشهر قصائده الحماسية أثناء الحرب العراقية الإيرانية قصيدة -روعتم الموت- حيث يستهل مطلعها

(وهؤلاء الذين استنفروا دمهم / كأنما هم إلى اعراسهم نفروا)

 

      شغل مناصب مرموقة في وزارة الثقافة والإعلام العراقية، وكان رئيس تحرير مجلة أقلام، ومعاون عميد معهد الفنون الجميلة، والمدير العام للمكتبة الوطنية العراقية، والمدير العام لدار ثقافة الاطفال وعميد معهد الدراسات النغمية، ومستشار وزير الثقافة والإعلام. وحصل خلال سيرته على العديد من الجوائز. ومن قصائده التي كتبها بعد احتلال العراق 2003 هي قصيدة يانائي الدار التي كتبها في باريس بتاريخ 14 تموز 2004.

(لا هُم يَلوحـُون. لا أصواتـُهُم تـَصِلُ / لا الدار، لا الجار، لا السُّمّار، لا الأهَلُ)

 

     وعن بدايات حياته، يقول الشاعر الإعلامي محمد نصيف، ولد الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في بغداد عام 1930، وانتقلت عائلته بعد ولادته إلى محافظة ميسان جنوب العراق حيث عاش طفولته هناك. يتابع الشاعر محمد نصيف حديثه للجزيرة نت "انتقل عبد الواحد إلى بغداد من جديد للدراسة في دار المعلمين العالية (كلية التربية حاليا) وتخرج فيها عام 1952م، وفي تلك الفترة تزوج من الطبيبة سلوى عبد الله مسلم.

 

     وعن أبلغ قصائده، يرى الاستاذ الشاعر محمد نصيف أنها كثيرة لكن أبرزها، (يا صبر أيوب) و(سفر التكوين) و(لست أرثيك) و(سلاما أيها الوطن الجريح) و(لا تطرق الباب) و(يانائي الدار) وغيرها.

 

    أما الشاعر صلاح الكبيسي، نراه يرفض تسمية عبد الواحد بشاعر السلطان، مستشهدا بقصيدة (أدرك حدود الصبر) التي كتبها عبد الرزاق عام 1993، انتقد فيها أبناء صدام حسين في زمن الحصار الاقتصادي على العراق في تسعينيات القرن الماضي، والتي قال في ختامها:

(يا سيدي بعض الحصار حصارُهم / وحصارُنا بحصارهم يتقنعُ)

(بعض الخراب خرابُهم وخرابُنا / عن ضعف ما فعلوه لا يتورعُ)

(ولقد حميت الدار فاحرس بابها / من بعض أيدي أهلنا لا تقرعُ)

 

       تُوفيَّ شاعر العرب الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في العاصمة الفرنسية باريس صباح يوم الأحد 26 محرم 1437 هـ الموافق 8 تشرين الثاني 2015م، عن عمر ناهز 85 عاما، ودفن في العاصمة الأردنية عمان بحسب رغبة عائلته بانتظار أن يعم السلام في بغداد ثم ينقل جثمانه إليها.

 

والى حلقة اخرى من ضيوف ملتقانا الثقافي ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

عبد الرزاق عبد الواحد، القصيدة التي اغضبت صدام حسين

https://www.youtube.com/watch?v=OcOpUnvuXG4&ab_channel=%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B3

%D9%85%D8%B9%D8%A3%D8%A8%D9%88%D9%88%D8%B7%D9%86tanfees

 

عبد الرزاق عبد الواحد، برنامج اضاءات

https://www.youtube.com/watch?v=_XJkg8uyVzY&ab_channel=%23%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A_

%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AE%D9%8A%D9%84

 

عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة اخرى

https://www.youtube.com/watch?v=glTnBh5QrCs&ab_channel=%23%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A_%D

8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AE%D9%8A%D9%84

 

 

حسين الاعظمي يمينا يستضيف ويقدم استاذه الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد الى رواد ملتقاه الثقافي صباح الخميس 9/5/1996.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.