اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1155)- من المصارعة إلى الفن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1155)

من المصارعة إلى الفن

 

كعادتي دائما التصفح بموقع كوكل، وجدت مصادفة مقالة تتحدث عني لا اتذكر اني اطلعت عليها سابقا، لذلك سحبتها من الموقع وجئت بها اليكم اعزائي القراء الكرام عسى ان تكون المقالة ممتعة لكم. والمقالة منشورة في جريدة الايام في 16 تشرين ثاني عام 2009.

*******

جريدة الايام

يومية سياسية مستقلة

2009-11-16

عمّان ــ ا.ف.ب:

حسين الأعظمي.

 من بساط المصارعة إلى"سفارة" المقامات العراقية.

      )))يسعى مطرب المقام العراقي الاول حسين الأعظمي بشغف الى احياء موسيقى كانت تستمع اليها النخب في العراق قبل مئات السنين من خلال تنظيم جولات فنية عالمية وكتابة البحوث للتنقيب في (منجم اسرار) هذه الموسيقى التي تكاد تكون في طي النسيان.

والأعظمي كان بطلاً للعراق في المصارعتين الحرة والرومانية الى ان اقنعه الموسيقار منير بشير اشهر عازف عود عرفه العراق والوطن العربي، عام 1975 بترك بساط المصارعة والتفرغ لإحياء تراث المقام العراقي بعد ان استمع اليه يغني في حفلة خاصة.

وبدل ان يسافر الأعظمي في ذلك العام مع بعثة المنتخب الوطني العراقي للمصارعة الى تركيا لمقابلة المنتخب التركي، أرسلته الدولة في جولة أوروبية استمرت 45 يوماً احيا خلالها العديد من الحفلات في بريطانيا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا والنمسا وهولندا والمانيا وفتحت له أبواب الشهرة على مصراعيها معتذرا من الاتحاد العراقي للمصارعة عن سفره مع المنتخب الى تركيا.

       لكن الرجل البشوش المفعم بالحيوية البالغ من العمر 57 عاماً يصر على انه غير نادم على قراره هذا. ويقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس من منزله في عمّان حيث يعيش منذ سنوات، (عندما أغني المقام العراقي أشعر بسعادة غامرة ولا يساورني تعب أو جوع ولا عطش ولا ملل).

      أحيا الأعظمي منذ انطلاقته الاولى عام 1973 حتى الان اكثر من 370 حفلة في 74 بلداً في مسارح ومهرجانات عالمية، حتى منحته وزارة الثقافة العراقية لقب(سفير المقام العراقي). حيث ترافق الأعظمي الذي يتمتع بصوت قوي مميز في حفلاته فرقة(الجالغلي البغدادي) التي تتألف من خمسة اشخاص هم عازفو الجوزة والسنطور والايقاعات، وغالباً ما يرتدون الملابس البغدادية الشعبية القديمة المعروفة بـ(الصاية واليشماغ). ويقيم ثلاثة من اعضاء الفرقة في هولندا والاثنان الآخران في بغداد.

      يرى الأعظمي، وهو من اسرة دينية من مدينة الأعظمية في بغداد، كانت تمارس الأداءات المقامية في الشعائر الدينية أباً عن جد دون احتراف، اذ يرى الاعظمي بقوله(ان قارئ المقام العراقي لابد ان يكون قد تربى في بيئة يتوافر فيها اداء المقام العراقي بشكل دائم، كي يكتسب التعابير المقامية من هذه البيئة، اضافة لامتلاكه صوتاً قوياً ذا طاقة كبيرة يمتد لمساحة جيدة من القرارات والجوابات في آن معاً). كذلك يؤكد الأعظمي الذي ألف العديد من الكتب عن اصول المقام العراقي تعد مرجعاً وتوثيقا تاريخيا(ان المقام العراقي خلال القرون الماضية التي كان خلالها اقتران صفة العراقي على هذا الغناء، تمييزاً عن مقامات موجودة في دول اخرى مثل تركيا وايران وكل الغرب الاسيوي. خاصة ان هذا الغناء نشأ وترترع في بغداد).

     تخرج الأعظمي من معهد الدراسات النغمية العراقي في بغداد مطلع سبعينيات القرن الماضي ليعمل فيه معيداً ثم استاذاً ثم عميداً حتى استقالته عام 2005، وهو يقول (ان الموسيقى تهذب المشاعر والاحساسيس والاخلاق والتفكير واذا لم تعمل الموسيقى على هذا النحو فإنها ليست هي الموسيقى المقصودة). ويضيف الفنان الاعظمي(ان الانسان لو استطاع ان يفهم المعنى الحقيقي للموسيقى، سوف لن يخطئ في سيرته الحياتية وسيبقى انساناً مستقيماً طوال حياته). لكن الأعظمي الذي يدرِّس في المعهد الوطني للموسيقى في عمّان حالياً، اعرب عن الأسى على حال المقام العراقي بعد الآثار المدمرة التي خلفها الاحتلال الاميركي للعراق 2003 ويقول(الدولة الآن منشغلة في كثير من الامور ولم تعد تفكر بالموسيقى والغناء خصوصاً بالمقام العراقي الذي يمر بفترة انحسار). ورغم هذا يؤكد(انا لم اغنِّ في مطعم او ملهى ليلي، رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرّت بي بعد 2003 فأنا معلم ومربي اجيال في الفن والموسيقى والغناء المقامي).

ويعد الأعظمي امتداداً لمطربي المقام العراقي المعروفين امثال رشيد القندرجي وحسن خيوكة ومحمد القبانجي ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي.

وللاعظمي عشرات الاسطوانات المدمجة بينها اسطوانة دينية ادى فيها الأذان بسبعة سلالم بطلب من الفرنسيين فضلاً عن منقبة نبوية شريفة ومدائح نبوية. وعن ذلك يقول الاعظمي(بهذه الطريقة حاولت ايصال التعابير العراقية الدينية والدنيوية الى كل انحاء العالم). ويؤكد الأعظمي ايضاً، انه سيتوجه الى باريس اليوم بمرافقة فرقته من اجل احياء حفل في قصر الاليزيه بحضور الرئيسين العراقي جلال طالباني والفرنسي نيكولا ساركوزي. وعن ذلك يقول(الدعوة وجهت لي من قبل المركز الثقافي الفرنسي في بغداد وابلغوني انني سأغني في قصر الاليزيه بحضور الرئيسين طالباني وساكوزي) مشيراً الى انه سيجعل منها (حفلة العمر). وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان السبت ان الرئيسين سيلتقيان اليوم في الساعة 00:17 (00:16 ت غ) في الاليزيه قبل ان يجتمعا مجدداً مساء في حضور زوجتيهما الى مائدة العشاء(((.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة واحدة / مطرب المقام العراقي حسين الاعظمي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.