مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1172)- ساوباولو البرازيلية
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 23 أيار 2024 20:19
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1193
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1172)
ساوباولو البرازيلية
خلال العشرة الاواخر من عام 2000، اقمت يوم 23/12/2000 آخر حفلة رسمية لي في القرن العشرين بمدينة (انتويرب) البلجيكية. بدعوة من جمعية مغربية في مدينة انتويرب. ثم قضيتُ باقي الايام الاخرى حتى نهاية العام وسهرتي في ليلة رأس السنة الميلادية في بيت الدبلوماسي المرحوم ثامر الجيبجي. وهي آخر ليلة من القرن العشرين برمته، وتوديعاً للالفية الثانية...! ثم غادرتُ الى هولندة في اليوم الاول من عام 2001 بل اليوم الاول من القرن الحادي والعشرين والالفية الثالثة 1/1/2001...! لأن تذكرة سفري وعودتي الى عمّان من مطار امستردام. لأعود الى الاردن الحبيب في اليوم الثاني من هذا العام الجديد 2/1/2001، حيث مكثتُ في عمّان ايضا بعض الايام لأعود بعدئذ الى ارض الوطن الحبيب العراق.
في هذه المرحلة الزمنية كان الانترنيت بصورة عامة ما يزال ضيق الانتشار، فضلاً عن كوني لم اكن قد تعلمتُ جيداً ممارسته في الكتابة او الاشياء الاخرى فيه. وبما اني كنتُ دائم السفر الى بلدان العالم انطلاقا من مطار عالية الدولي بعمّان، وبما انني ايضا امتلك علاقات شخصية مع الكثير من الاصدقاء العراقيين المقيمين في الاردن الشقيق وبعض الاخوة الاردنيين، فقد كان اخي وصديقي الاستاذ يقظان الجادرجي (وهو من اصدقائي القدامى) يساعدني كثيرا من خلال الانترنيت او النت الذي يمتلكه في بيته بعمّان التي يقيم فيها، اذ كنتُ اتراسل مع الجهات والمهرجانات الدولية الفنية من خلاله...! فعندما عدتُ من امستردام يوم 2/1/2001. الى عمّان في طريقي للعودة الى ارض الوطن ومكوثي بعض الايام فيها، أخبرني اخي الاستاذ يقظان الجادرجي، بورود دعوة لي من البرازيل...! واقع الحال، انني فوجئتُ بهذه الدعوة، ولكن المفاجئة انتهت سريعاً حال ما اخبرني اخي يقظان بأنها من المؤسسة الفرنسية (زمزمة) التي اشارك من خلالها منذ اواخر ثمانينات القرن العشرين في كثير من دول العالم ومهرجاناتها بواسطة صديقي المستشرق الفرنسي وعازف آلة القانون العربية الراحل جوليان فايس.
في بداية عملي مع جوليان، كانت فرقتي الموسيقية العراقية ترافقني دوما، مع مشاركة عازف ايقاع مصري مقيم مع جوليان في باريس هو الاخ والصديق العزيز عادل شمس الدين. وبما ان جوليان فايس كان يقيم بين باريس وسوريا بعد ان اشترى بيتا كبيرا في حلب منتصف تسعينيات القرن العشرين، من هنا دخل الاخوة الفنانين السوريين على الخط، الامر الذي اثر كثيرا على مرافقة فرقتي الموسيقية العراقية معي في نشاطاته الفنية اللاحقة، الى الحد الذي طفح الكيل فيه بحيث لم اعد احتمل غنائي مع الفرقة العربية التي ترافق جوليان وغالبيتها من اخوتنا السوريين...! وعلى هذا الاساس اتصلتُ مباشرة بجوليان من هاتف اخي يقظان معتذرا له عن هذه المشاركة في مهرجان ساوباولو في البرازيل...! مشترطا عليه مشاركة عازف العود الشهير الاستاذ علي الامام، واضافة عازف الايقاع العراقي عبد اللطيف سعد العبيدي مع وجود عازف الجوزة الاستاذ محمد كمر، فضلاً عن بقية العازفين من سوريا، والا فلن استطيع المشاركة...!
ما يهمنا من الامر، بعد اخذ ورد بيننا حول هذا الموضوع، طلبَ مني اسبوع واحد ليرد عليّ. بعد يوم او يومين غادرتُ عمّان عن طريق البر عائدا الى ارض الوطن. وانا في انتظار رد الفرنسي جوليان فايس على شروطي.
انتهى الاسبوع واستلمت رد جوليان، وهو راضخ لشروطي ومضيفا الاسماء التي طلبتها. وهكذا شعرتُ بالارتياح لوجود ثلاثة عازفين زملائي ضمن الفرقة العربية. خاصة وهم من كبار العازفين، ثم بعد ذلك بأيام قليلة اخبرني جوليان فايس بموعد الحفلتين في مهرجان ساوباولو الدولي في يوميْ 6 و 7 / نيسان 2001.
اصبح الوفد بعدد 13 ثلاثة عشر عضوا، إلتقينا جميعا في وقت متقارب حسب التنسيق في مطار شارل ديغول الفرنسي، قادمون من الاردن ودمشق وهولندة والبقية من باريس، واقلعت بنا الطائرة الفرنسية الضخمة والفخمة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً بتوقيت باريس. وكان معظم طيراننا الذي دام (12) ساعة متواصلة في الليل، لفرق التوقيت الزمني بين اوربا ودول امريكا الجنوبية. وكان معنا من اعضاء وفدنا اكبر مطرب سوري في القرن العشرين المرحوم صبري المدلل. يصاحبه المطرب الشاب عمر سرميني وهما من اصدقائنا الكرام وقد سافرنا معا كثيرا. وآخرين حسب ما اتذكر عازف العود محمد قدري دلال وماهر صبري المدلل منشدا (كورس) وزياد القاضي عازفا على آلة الناي من سوريا. والمصري عادل شمس الدين على الرق (الدف) والفرنسي جوليان فايس ومديرة الاعمال الفرنسية سابين تشاتل والفرنسي مهندس الصوت رومان.
لقد اطلتُ عليكم اخوتي واصدقائي. ولابد من اختصار ما بقي من الحدث. فقد اقمنا الحفلتين في موعدها والجمهور في اليوم الاول 6/4/2001. قد ملء القاعة الكبيرة وغالبيته من البرازيليين والسياح الاجانب، ولم يكن فيه جمهورا عراقيا او عربيا الا القليل جدا لايتجاوز عدد اصابع اليد...! فكانت فقرتي الغنائية من روائع حفلاتي الخارجية على الاطلاق...! وفي اليوم الثاني 7 نيسان 2001. كان الجمهور قد ملء القاعة ايضاً، بل زاد عن ذلك مفترشا وجالسا على الارض وقريب جدا من خشبة المسرح، فكانت حفلتين ناجحتين بكل المقاييس، لم أستطع حتى اليوم نسيانها، فقد كان لمشاركة السادة علي الامام ومحمد كمر وعبد اللطيف سعد ضمن الفرقة العربية شأن كبير لفقرتي المقامية على وجه الخصوص. حفلتين لن ننساها ابدا والحمد لله على كل شيء.
الحفلة الاولى فقط، امتلكها وموجودة في حوزتي وهي مصورة تلفزيونياً، لكنني لم أشأ رفعها حتى الان على موقع اليوتيوب. وللحديث شجون نكمله في مناسبة اخرى ان شاء الله.
والى حلقة اخرى باذن الله.
صورة 1 / حسين الاعظمي في احد اسواق ساوباولو بالبرازيل 8 / نيسان 2001.