مقالات وآراء
اسرائيل والعقاب الذي لم ولن يأتي ابدا// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 13 أيلول/سبتمبر 2024 21:48
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 566
محمد حمد
اسرائيل والعقاب الذي لم ولن يأتي ابدا
محمد حمد
متى يدرك العالم ومؤسساته الكبرى والصغرى، أن كيان اسرائيل يقف، بكل غطرسة وتحدّي، فوق الجميع محميّا من اي عقاب. حتى ولو بكلمات عتاب أمريكية خجولة لا تعني شيئا. كقول وزير خارجيتها بلينكن: "على اسرائيل ان تغيّر من سلوكها في ما يتعلق بالمدنيين". علما بأن بلينكن المتصهين حتى النخاع يعلم جيدا، كما تعلم حكومات ودول أخرى كثيرة، ان لا أحد يملك الجرأة ليقول للمجرم نتنياهو "على عينك حاجب". وكلّ منْ تصل به الشجاعة إلى حدّ القول "على اسرائيل أن تلتزم بمبادىء القانون الانساني". سوف تتم معاقبته عاجلا ام آجلا وباشد انواع العقاب. فإذا كان هذا الكلام يصدر عن حكومة ما ستقوم امريكا طبعا بمعاقبتها بمختلف الطرق بما فيها "الثورات" الملوّنة ! واذا كان صادرا عن شخصية عالمية معروفة فسوف تقوم الصقور الصهيونية من داخل وخارج اسرائيل بتمزيقه في المحافل الدولية وتشويه صورته وسمعته في كل مكان.
وقبل أيام نشرت بعض وسائل الاعلام خبرا يقول ان مدّعي الجنائية الدولية السيد كريم خان صرّح بان قضاة المحكمة يماطلون في إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني ووزير دفاعه. وان كريم خان هذا، كما تقول وسائل الاعلام ذاتها، في عجلة من أمره ويحاول الحصول على مذكرات الاعتقال قبل أن يلقي مجرم الحرب نتنياهو في اجتماع "الجمعية العامة"' المقبل كلمته. والتي ستكون, كما اتوقع، عبارة عن محاضرة بعنوان: "كيف تقتل وتصيب 100 الف انسان وتنجو من العقاب". وبكل تأكيد سيجد الآذان الصاغية والتصفيق الحار من قبل احباب اسرائيل.
لكن يبدو أن السيد كريم خان يتناسى أو يتجاهل أن الجمعية العامة ومعها مجلس الأمن الدولي اعجز من أن تحلّ "رِجل دجاجة" إذا تعلق الأمر بكيان اسرائيل. واذا كانت الدول، المتحضّرة قبل غيرها، عاجزة ولا تملك الشجاعة لتوجيه نقد من اي نوع وباي صيغة كانت الى دويلة اسرائيل، فمن أين تاتيها الشجاعة والجرأة لكي تعتقل مجرم الحرب نتنياهو على اراضيها؟
أن كلّ ما يصدر عن مدّعي الجنائية الدولية وغيرها من المؤسسات الأممية ما هو إلا محاولة يائسة لرفع العتب وتبرئة الذمّة وذر الرماد في العيون. في عيوننا نحن المغفّلين من أبناء هذه الأمّة.
أن امريكا وبعض دول الغرب منحت كيان اسرائيل العنصري "إجازة مفتوحة للقتل". صالحة للاستعمال في أي مكان. وغير محدّدة بزمن معيّن. وبالتالي سوف يستمر مسلسل الجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية، وايضا في الدول المجاورة لهذا الكيان المتعطّش للدماء.
أن الجميع، باستثناء قلّة من الدول، تعرف جيدا أن المحكمة الجنائية الدولية. ومثيلاتها من مؤسسات الأمم المتحدة المتعلّقة بالعدالة وحقوق الانسان، تأسّست اصلا لمعاقبة خصوم امريكا، أو منْ يتمرّد على نهجها الإمبريالي وسلوكها البوليسي في التعامل مع الآخرين. وكل من ينتظر صدور مذكّرة اعتقال بحق المجرم نتنياهو فهو من القوم الواهمين وفي ضلال مبين. وينطبق عليه مثل شعبي كان شائعا في جنوب العراق يقول:"يريد من بارح مطر".
ومن يدري ربما تصدر مذكرة اعتقال، بعد تلفيق كومة من التُهم الجاهزة،(العداء للسامية مثلا) بحق مدّعي عام الجنائية الدولية كريم خان. فياما وياما حصلت أمور من هذا النوع مع شخصيات أخرى. طالما ان امريكا هي الخصم والحكم. وقد يجد السيد كريم خان نفسه في قفص اتهام افتراضي بعد ان يتم تقطيعه اربا اربا عن طريق وسائل الاعلام الكبرى ذات الهوى الصهيوني الخالي من الشوائب