مقالات وآراء
لحظة غياب// صافي الخصاونه
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 17 أيلول/سبتمبر 2024 20:09
- كتب بواسطة: صافي الخصاونه
- الزيارات: 587
صافي الخصاونه
لحظة غياب
صافي الخصاونه
تنغمس الذاكرة في متاهة العجز القسري ... تتجمد الاحاسيس في بوتقة اللحظة التي يغيب فيها العقل ... انها اللحظة المطلوبة للنأي ولو لمدة قصيرة عن واقع صار ماثلا للعيان واصبح حقيقة تضرب بسياط الوجع الحزين لتسكب المقل ما تبقى من دمع استعصى على النزف في حالات كان الظن انها قاسية ومؤلمة لكن العين اكدت ان اللحظة التي اتحدث عنها كاتت هي الاقسى والاشد ايلاما والاكثر وجعا والابعد عن الترميم واعادة البناء ...
ماذا يمكن ان اسمي هذه اللحظة الا لحظة الشؤم ' انها لحظة الاستجابة القسرية لواقع اقل مايقال عنه انه مرير ... سلاح اللحظة كان الاستحابة للواقع بل والاستسلام له ... وكان كل من وجد في هذه اللحظة يذعن للواقع بطواعية وانكسار ' وهواجس الخوف والرهبة بادية على الوجوه ظاهرة على الملامح ... الكل كان يتساءل بينه وبين نفسه وكاني كنت اسمع وشوشات ذاتهم اذ يتساءلون هل ستاتيني هذه اللحظة ... متى ... اين ... كيف .. ؟؟؟ هذه هي الهواجس التي كانت تجول في النفوس وهذه هي الاسئلة ذات الاجوبة المحسومة والمعروفة والبديهية لكنها كانت لمجرد العبث في الوقت وفي التسري عن النفس .. كان العبث قي الوقت ضروريا في تلك الاثناء رغم انه كان عبثا قسريا ايضا ' مر الوقت سريعا وصار لزاما ان ينصرف الجميع لتنفيذ هدف واحد معروف اصلا فرضته شعائرنا منذ ان قتل قابيل هابيل وارسل الله له الغراب ليعلمه كيف يواري جسد اخيه ... الهدف كان مواراة هذا الجسد لان اكرام الميت دفنه ' وتمت هذه الطقوس بكل تفاصيلها ومراحلها المؤلمة والتي تتمزق لها القلوب وتعتصر لها الافئدة ...
وتغيب الحالة تحت الثرى ... يغيبها محبون ومشفقون واخوة واهل واحباء ... يغيبونها بدواعي الاكرام والاحسان ... وينتهي كل شيء ... وتصبح اللحظة خيالا لينخلق واقع جديد ينسى او يتتاسى الناس معه هول المصاب وفداحة الخسارة والم الفراق ... اللحظة التي اتحدث عنها لن تستثني احدا ... انها قادمة في وقت ما لايعلمه الا الله ' ولمثل هذا فليعمل العاملون ….
صافي_خصاونه