مقالات وآراء
ما الذي حلّ بخير امّةٍ اُخرجت للناس؟// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 02 تشرين1/أكتوير 2024 20:00
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 590
محمد حمد
ما الذي حلّ بخير امّةٍ اُخرجت للناس؟
محمد حمد
مع الاسف، اصبحت اسوأ امّة يراها الناس ويتابع اخبارها المحزنة !
في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة هدّد مجرم الحرب نتنياهو حكام إيران واصفا إياهم ب "طغاة طهران" بالرد عليهم بكل قوة. وقال ان اذرع اسرائيل سوف تصل إلى أي مكان في ايران، كما في الشرق الأوسط. وهو محق في هذا الكلام. ولا اظن أن أحّدا يشكّ في ذلك. وقبل أن اختم مقالي هذا قامت دويلة اسرائيل بقصف المقر الرئيسي لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت واغتالت السيد حسن نصر الله ومجموعة من رفاقه.
فاسرائيل التي تمثل قاعدة عسكرية متقدّمة للنظام الإمبريالي الصهيوني المهيمن على العالم يمكنها ان تفعل ما تشاء. فلا نظام الملالي في طهران، الذي يكتفي بعرض العضلات العسكرية فقط، قادر على الردّ "المدوي" الذي طال انتظاره. ولا انظمة "خير امٌة اخرجت للناس" التي أصبحت اسوأ أمّة يراها الناس ويتابع اخبارها المحزنة من المحيط الى الخليج، تستطيع ان ترسل جندي واحد، ولو منزوع السلاح، الى حدود دويلة شعب الله المختار، لكن مع ذاك. ومهما اختلفنا مع نظام طهران، لا يمكن وصفهم بالطغاة من قبل شخص قتل واصاب, حتى يومنا هذا، اكثر من 100 الف فلسطيني ولبناني وسوري. ومع ان نظام الملالي في طهران، ليس نظاما ملائكيا ولا ديمقراطيا حتى ولو بالشكل الخارجي، لكنه بالتأكيد لم يتسبّب في مقتل واصابة 100 الف انسان. وندمير مدن ومؤسسات ومستشفيات وجامعات وبنى تحتية مدنية. لا في إيران ولا خارجها.
أن ما فعلته اسرائيل، وما زالت مستمرة في فعله على مدار الساعة، عجزت عن القيام به جيوش هتلر في البلدان التي احتلتها.
يقول مجرم الحرب نتنياهو في خطابه الملفق والبعيد عن الواقع "أن حزب الله حوّل مدنا في شمال اسرائيل الى مدن اشباح". ولكنه يتغافل أن جيشه الدموي حوّل مدنا وقرى في غزة إلى مقابر جماعية وخرائب تنعق فيها الغربان. وما تبقى من أهلها نزحوا في ارض الله الواسعة التي راحت تزداد ضيقا بهم كل يوم.
أن مجرم الحرب نتنياهو يعلم أكثر من غيره أن ايران لن تشنّ حربا على اسرائيل ابدا. حتى لو اغتالوا المرشد الأعلى علي خامنئي. وان خوف اسرائيل من "قوة" إيران ومن تهديدها المستمر هو حجّة وتبرير تتخذه دويلة اسرائيل في حربها العدوانية ضد فلسطين ولبنان وسوريا. كما يعلم القاصي والداني أن قدرات إيران العسكرية والاقتصادية "الهائلة" ليست ضد اسرائيل ولو ظهر في وسائل الإعلام عكس ذلك. بل ضد الدول العربية وأن ايران كما يرى الجميع اكتفت بتحريك اذرعها المنتشرة في دول المنطقة لتقاتل نيابة عنها وتبعد عنها شر الشيطان الأمريكي الأكبر. ولو أرادت إيران الحرب مع اسرائيل لما فوّتت الكثير من الفرص والمناسبات لشن هجوم كاسح على دويلة اسرائيل.
ويتضح من اللقاءات السرية التي تدور خلف كواليس الأمم المتحدة بين إيران وبعض الدول الغربية أن ثمة "اتفاق" ربما لم يتم الإعلان عنه يضع حدا لحرب اسرائيل العدوانية في غزة ولبنان مقابل ان يكفّ "حزب الله" عن إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو دويلة بني صهيون المتعطّشة للدماء...