مقالات وآراء
اسأل مجرّب ولا تسال عمّار الحكيم// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 05 تشرين1/أكتوير 2024 20:02
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 590
محمد حمد
اسأل مجرّب ولا تسال عمّار الحكيم
محمد حمد
ما زال "سماحة" السيد عمار الحكيم يثير دهشتي وفضولي في معظم "جولاته وصولاته" التي لا تنظمها أعراف دبلوماسية ولا تمليها مهام أو واجبات رسمية. فالرجل ليس له موقع من الاعراب لا في الحكومة ولا في الدولة العراقية. وكثيرا ما يطرح نفسه ك "حلال مشاكل" أو فاعل خير يتوهّم أن الآخرين بأمسّ الحاجة إلى مشورته وأحاديثه الناعمة جدا والمتكررة جدا. ولو اقتصر الأمر على العراقيين فقط لقلنا أن الرجل محقٌّ فيما يقول أو يفعل لانه يعتبر نفسه من "أعمدة الحكمة السبعة" في النظام العراقي الذي جاء بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق.
لكن ثمة ظاهرة شاذّة ونادرة، لم اجد لها مثيلا في اية دولة، تتمثل في وضع علم الدولة العراقية خلف كل مسؤول سياسي دون أن يكون لديه منصب حكومي أو يشغل مؤسسة أو هيئة عليا في الدولة. فعمار الحكيم الذي استقبل في مكتبه قبل أيام السفير البريطاني، كان يضع العلم العراقي (علم الدولة) خلفه. وكذلك يفعل قادة الأحزاب الأخرى كنوري المالكي وهادي العامري ومسعود البرزاني ومقتدى الصدر، المشغول حاليا في تفسير القرآن لعدم صحّة ودقّة المفسّرين الاوائل على ما يبدو!
ان كل هؤلاء، الذين لا يشغلون مناصب في الدولة أو الحكومة العراقية، يضعون العلم العراقي خلفهم وهم في الواقع لا يمثلون الدولة العراقية وانما يمثلون أحزابهم السياسية فقط. والانكى من ذلك أنهم يستقبلون بصفتهم الحزبية السفراء والمسؤولين الاجانب في مقرات احزابهم. وكان يفترض بهم ان يضعوا خلفهم علم الحزب أو التنظيم الذي ينتمون إليه فقط.
في أوروبا على سبيل المثال لا يوضع علم الدولة إلّا في مكاتب المسؤولين الحكوميين أو من يشغل هيئة عليا أو منصب كبير في الدولة.
انا شخصيا اعتقد، وقد لا اكون على خطأ، ان هؤلاء الأشخاص من امثال عمار الحكيم يضعون العلم العراقي خلفهم لإثبات شيء مشكوك في وجوده اصلا، وهو الانتماء للعراق. ناهيك عن كونه ايضا محاولة لخداع الناس البسطاء. وكانّ لسان حالهم يقول باللهجة العراقية: "يا جماعة شوفوني..اني عراقي قُح بدليل وجود العلم العراقي خلفي".
أن تكرار الشيء وإظهاره باستمرار يُراد منه إقناع الناس بوجوده الذي تثير حوله شكوك كثيرة. وهنا نتكلم عن انتماء الأشخاص الذين ذكرتهم سابقا للعراق. وهل أن الانتماء الحقيقي للوطن يقتصر على مجرد وضع علم الدولة في المكتب؟ وكم هي نسبة المصداقية في انتماء هؤلاء إلى العراق؟
لدي أطنان من الشكوك حول هذا الأمر !