مقالات وآراء
سقوط بشار الأسد بات في الافق القريب جداً// جمعة عبدالله
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 07 كانون1/ديسمبر 2024 19:39
- كتب بواسطة: جمعة عبدالله
- الزيارات: 658
جمعة عبدالله
سقوط بشار الأسد بات في الافق القريب جداً
جمعة عبدالله
اصبحت من البديهيات السياسية الاولية, بأن اي نظام يفقد ثقة الشعب, ويقف بالضد من تطلعاته المشروعة, في تهيئة الظروف المعيشية المناسبة, وتقديم أفضل الخدمات, وحلحلة المشاكل الاساسية في الأزمات الحياتية التي تخنق المواطن, فأنه يفقد ايضاً حاضنته الشعبية والسياسية, ويصبح بدون جدار حماية, حتى لو استنجد باشرس المليشيات المتمرسة في القتل والاغتيال والخطف, إذا ترك الحبل لهذه المليشيات المجرمة أن تفعل ما تشاء وترغب, فأن مصيره سيكون غير آمن ومستقر, مهما كان جبروته في البطش والتنكيل. إذا انحنى للاطماع الاجنبية واصبح ذيل لها. اذا كان هناك تنظيم عسكري بديل للمؤسسة الدولة العسكرية, أي تصبح المليشيات المسلحة اقوى من جيش الدولة الرسمي, إذا كانت هذه المليشيات المسلحة فوق الدولة والقانون والنظام, وتكون هي الفاعل في الدولة وجيشها ضعيف وهزيل, لاحول ولا قوة لها, مثل النظام السوري الذي اعتمد على المليشيات الاجنبية الإيرانية وحزب الله اللبناني, وقمع الشعب وسلب حريته بالعنف الدموي والآن يدفع فاتورة الحساب العسير, وضع نفسه في عمق البئر, وتخلى عنه حلفائه من إيران وحزب الله اللبناني والمليشيات العراقية, هربوا من سورية, وتركوا بشار الاسد وحيداً وسط العاصفة المدوية, والتي لن تهدأ إلا بسقوطه مثل ما يحدث بسقوط المدن الاساسية في سورية دون قتال, تسقط واحدة بعد الاخرى بالسرعة الخيالية, حتى يصل الحال الى مشارف دمشق, عند ذلك سيكون مصير بشار الأسد في مهب الريح (كش ملك), بالفعل بدأت المطالبات تعلو بصوت عالٍ بتحني بشار الاسد عن الحكم, حفظاً لحقن الدماء السورية, بأن ورقته احترقت وانتهت حقبة بشار الاسد, لأن الشعب اراد التخلص من نظام بشع قاتل ومجرم, حتى لو تحالف مع الشيطان, وليس مع جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام الارهابية, وهي خرجت من رحم القاعدة وداعش, وارتكبت مجازر وحشية وبشعة, مهما صبغت جلدها بلون آخر, فأن عقليتها السلفية هي الاجرام القتل باقٍ لن يتغير. ... وضع نظام بشار الأسد, هو نسخة طبق الأصل من النظام الطائفي في العراق, الذي يعتمد على المليشيات الايرانية, واصبح نفوذها اقوى من الدولة ومن مؤسسته العسكرية, وايديها ملطحة بدماء الشعب, اجهضوا انتفاضة تشرين الشبابية بالعنف الدموي بوحشية, اغرقوها بالدماء والبطش الدموي, وأصبحت هذه المليشيات الدموية خطراً جسيماً على العراق, باعت العراق بسعر رخيص الى ولاية الفقيه خامنئي, اصبح وجودها يعني هلاك للدولة وضياع السيادة والاستقلال, لذلك ارتفعت الأصوات من كل طرف حتى من المرجعية الدينية المحترمة, بنزع سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة, وإلا فأن الدور القادم سيكون في العراق المرشح الأول بما حدث ويحدث, وهذا يستدعي من الاحزاب الحاكمة ان تغيير بوصلتها الى بوصلة الشعب والتخلي عن أطماعها الأنانية الجشعة, في تغيير الظروف المعيشية البائسة للشعب, وتعمل على تقديم الخدمات الأساسية, والكف عن الفساد والسرقة والنهب, ان تعيد الثقة المفقودة بينها وبين الشعب, وإلا سيكون مصيرها الرمي في حاويات الأزبال, كما يرمى بشار الأسد في مزبلة التاريخ الآن.
جمعة عبدالله