مقالات وآراء
البطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين.. والبطريرك 26 من البيت الابوي البطريركي مار شمعون ايشاي- الجزء..33// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 08 كانون1/ديسمبر 2024 21:07
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 612
يعكوب ابونا
البطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين ..
والبطريرك السادس والعشرين من البيت الابوي البطريركي،
مار شمعون ايشاي التاسع عشر في سلسلة البطاركة الشمعونيين،
والتاسع في سلسلة بطاركة قودشانوس- الجزء..33
يعكوب ابونا
استكمالا للحديث عن سلسلة بطاركة الشمعونيون في قوجانس يذكر المطران ايليا ابونا في ص 176 من كتابه تاريخ بطاركة البيت الابوي ، قبل وفاة البطريرك مارشمعون بولس نذر "ناطر كرسي" كولي عهد للكرسي البطريركي أيشاي داود ، واعتلى ايشاي داود السدة البطريركية بعد وفاة عمه البطريرك مار شمعون بولس في 1920 ، اذ رسم بطريركا من قبل اساقفة الامة بحسب طقس وتقليد الكنيسة القديمة ، وكان ذلك في بعقوبه، ودعى اسمه شمعون ايشاي ." انتهى الاقتباس
وفي مقال للسيد انطوان صنا، يتحدث فيها عن البطريرك مار شمعون إيشاي، بانه ولد في السادس والعشرين من شباط من عام 1908 في قرية قوجانس بجبال هكاري التابعة لولاية "وان" كان والده داود قائدا بارزا في الجيش الاشوري، وقد خاض معارك في الحرب العالمية الاولى، وتقلد عدد من نياشين وانواط واوسمة الشرف والشجاعة والبطولة، وهو أخ البطريركين الشهيد مار بنيامين شمعون (1903 - 1918) ومار بولس شمعون (1918 - 1920) وشقيق الاميرة الاشورية سورما خانم، وأما والدة البطريرك مار إيشاي شمعون فكانت السيدة الفاضلة "أستر" خنانيشو بيت مطران هي أخت نيافة المطران مار يوسف خنانيشو (1918 - 1977) متروبوليت أبرشية العراق والشرق الأوسط وأخت الشماس شليمون بيت مطران.
لقد نشأ مار ايشاي وترعرع في بيئة دينية وقومية مثالية وتتلمذ اللاهوت على يد الارشمنديريت ياقو توما أشيثا ومار يوسب خنانيشوع، ففي عام 1920 وسط ظروف مأساوية صعبة ومعقدة لامتنا الاشورية خاصة في مرحلة الانتقال والتهجير الجماعي لشعبنا من اورميا إلى همدان في ايران ومن ثم الى مخيم بعقوبة في العراق، حيث في هذا المخيم ، توفى البطريرك مارشمعون بولس في 1920، وتم اختيار ابن اخيه ايشاي داود من قبل مماليك ووجهاء الامة ورسم بطريركا في كنيسة مارت مريم في المخيم من قبل نيافة المطران مار يوسف خنانيشو خلفا لعمه عام 1920، وتقلد الكرسي البطريركي وعمره 12 سنة وفقا لنظام ناطر الكرسي الوراثي وليكون البطريرك التاسع عشر في سلسلة بطاركة قوجانس" انتهى الاقتباس
واما بولص يوسف مالك خوشابا يذكر في كتابه حقيقة الاحداث الاثورية المعاصرة ص 134 وما بعدها، ..
كان المطران مار طيماثيوس قد رسم مطرانا لابرشية الهند في 15 كانون الاول 1907 من قبل البطريرك المار شمعون بنيامين وارسل الى الهند عن طريق البصرة حيث وصلها في شباط 1908 وكانت له صلة قرابة بالعائلة الشمعونية "لان شقيقه الشماس اسخريا كان متزوجا من خالة المار شمعون المسمات "خنه" وشقيق المار شمعون المدعو زيا كان قد تزوج من ابنة شقيق المطران المسمات "اليشوه" وكان المار طيماثيوس الشخص الوحيد الذي لم يصل الى هذه الدرجة الكهنوتية عن طريق الوراثة ،
ويضيف، كان المطران مار طيماثيوس قد اغتاض جدا عندما رسم ايشاي بن داود بطريركا للكنيسة في بعقوبة عام 1920 من قبل خاله المرحوم مار يوسف خنانيشو وهو صبي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره خلافا لقوانين الكنيسة وعرف العشائر الآثورية.
وعند وصول مار طيماثيوس الى بعقوبة قادما من الهند كان قد حصل انشقاقا خطير بين الآثوريين حيث ان الاغلبية لم تكن مؤيدة لهذه الرسامة وعلى راسهم اغا بطرس ومالك خوشابا حيث طلب الرافضين لهذه الرسامة من مار طيماثاوس ان يصبح بطريركا لهم الا انه رفض ذلك مدعيا بانه لايرغب في توسيع شقة الخلاف بين الآثوريين فيزيد الطين بلة.
ولكن تم تنصيبه وصيا على المار ايشاي شمعون وذلك في شهر تشرين الاول عام 1920 حيث تم التوقيع على حجة الوصاية من قبل كل من المطران مار يوسف خنانيشو, والاسقف مار زيا سركيس, الاسقف ايليا, سرمة خانم, داود والد المار شمعون وزيا عم المار شمعون..
ليكن معلوما لكل من يطالع هذه الحجة التي حررناها باننا في اجتماعاتنا المتعددة التي عقدناها باسم ربنا يسوع المسيح درسنا وضع غبطة المار طيماثيوس مطران ملابار الهند وبعد مناقشة كل الامور اتفقنا جميعا على فكرة واحدة فقررنا انتخاب وصي على المار شمعون ايشا كاثوليك بطريرك الشرق. وتم في 8 تشرين الاول سنة 1920 وباتفاق الجميع انتخاب المار طيماثيوس ليكون وصيا على البطريرك في كافة الامور".
وفي عام 1922 عاد المار طيماثيوس الى الهند ليسافر من هناك الى كل من انكلترا واميركا بصفته وصيا على المار شمعون ليحاول حل مشاكل الآثوريين وتتبع قضيتهم مع السلطات البريطانية . وفي شهر آب من عام 1923 سافر الى لندن حيث مكث فيها ثمانية اشهر ثم سافر الى اميركا لجمع التبرعات باسم الآثوريين . وفي لندن قام باتصالات عديدة مع المسؤلين البريطانيين حول مصير الآثوريين الا انه لم يتمكن من الحصول على اية وعود منهم لذا نفذ صبره .
ويقول المطران مار ابرم الهندي في كتابه بانه وجد هنالك اغا بطرس الذي كان قد ترك العائلة المار شمعونية ومد يده اليمنى لمصالحته ويسترسل المار ابرم في قوله بان الجنرال اغا بطرس. كان يعيش في فرنسا في ذلك الوقت الا انه جاء الى لندن لمصالحة المطران مارطيماثيوس ولوضع خطة موحدة لقضية الآثوريين.. انتهى الاقتباس
يعلق هنا انطوان صنا، ويقول، قاد مار ابيمالك طيمثاوس مطران ملبار والهند حركة رفض واحتجاج لرسامة قداسة مار ايشاي شمعون بطريركا على كنيسة المشرق الاشورية بحجة ان عمره 12 سنة . ناسيا او متناسيا نظام ناطر الكرسي المقرر من قبل رئاسة كنيسة المشرق الاشورية منذ أوائل القرن الرابع عشر لغاية سنة 1975 وإلذي بموجبه تم حصر الرتبة البطريركية بعائلة واحدة بحيث ينتقل الكرسي البطريركي من العم إلى اخيه اوإبن أخيه الأكبر وعدم الانتظار وترك كرسي البطريركي شاغرا لفترات قد تصل لسنوات بسبب صعوبة المواصلات والنقل لان مسؤولياته القيادية امام كنيستنا وامتنا وشعبنا كانت جسيمة وكبيرة وكذلك لتفادي تدخل بعض الدول من المحيط الاقليمي والدولي مثل (تركيا وايران وروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها) وكذلك بعض العشائر الكوردية المتنفذة انذلك في تعيين بطاركة الكنيسة للتأثير على استقلالية قراراتها ومواقفها القومية حيث كان للبطريرك دورا رائدا مؤثرا وكبيرا قوميا ودينيا في حياة شعبنا لذلك سنّ هذا القانون " الوراثة " ...انتهى الاقتباس
ونضيف بعضا على ما اورده السيد انطوان صنا، فعلا من الغرابة جدا ان يغتاض المطران طيماثيوس عند سماعه رسم مارشمعون ايشاي بطريركيا، وكأن المطران يجهل قانون الوراثة؟؟ الذي كان ساري المفعول منذ زمن البطريرك شمعون الباصيدي 1480م ، الذي كان يعتبر الجنين من بطن امه المنذوره "ناطر كرسي .."
والادهى من ذلك ان يدعون بان هذه الرسامة كانت مخالفه لقانون الكنيسة والعرف العشائري، فنقول اي قانون كنسي كان متبع انذاك؟ لتكون رسامة ايشاي بطريركا مخالفة له؟؟ الم يكن ذات القانون الذي رسم به البطريرك مارشمعون بنيامين وهو شابا.؟ فلماذا لم يعترضوا عليه؟؟ علما بان مار بنيامين هو من رسم طيماثوس مطرانا على الهند؟؟ فلماذا لم يحتج طيماثيوس على ذلك او على الاقل يرفض رسامته مطرانا؟؟ وكذلك لم نجده يحتج او يغتاظ عندما رسم " مارشمعون بولس باطريركا وكان صبيا،؟؟ بل استمر طيماثيوس في مهمتة الكهنوتية في الهند بدون احتجاج،؟
فقط وهنا علامة استفهام؟ أثار غيض المطران طيماثيوس وبعض الاخرين معه عندما رسم مار ايشاي؟؟ لماذا..؟ بصراحة لم اجد مبررا او سببا لهذا سوى القول بان كانت هناك مصالح شخصية للبعض، وارادوا استغلال ظروف الكنيسة الصعبة التي كانت تمر بها ، والوضع المأسوى الذي كان يعيشه شعبنا انذاك؟
هنا الفت الانتباه الى ما يذكر ماتفييف في كتابه الاشوريون في الازمنة المعاصرة ص 101 " في هذه الاثناء سنة " 1920 "
توفي البطريرك بولس مارشمعون في بعقوبة، واصبح البطريرك الجديد، ايشاي مار شمعون والذي كان عمره حين ذلك " 11 " عام
اختيار البطريرك تم في بعقوبة، في فترة الانتقال الجماعي للاشوريين الى مندان ، كنتيجة لم يشترك الكثير في الانتخابات ، واستغل الانكليز ذلك لتقليل من شخصية البطريرك الجديد، وقاموا بالايحاء لبعض روؤساء الاشوريين ومن بينهم كان ماليك خوشابا، واغا بطرس بفكرة اللاقانونية في اختيار ايشاي مارشمعون وكنتيجة لهذا ظهرت الكراهية للبطريرك الجديد من قبل اغا بطرس الجنرال السابق في الجيش الروسي "وماليك خوشابا الذي كان يطمح بان يصبح قائدا للاشوريين". اضعف هذا الانقسام الاشوريين واظهر بان مار شمعون كقائد ليس لعامة الشعب الاشوري ، وانما لقسم منه " ... انتهى الاقتباس
كما ظهر بان المصالح الذاتية لعبة دورها بتحديد مواقف بعض رؤساء الاشوريين و "أنــــا" البعض الاخر؟. للاسف ابعدتهم الرؤية السليمة التي توحد شعبنا بدلا من تقسمه، وبكل المعايير لايمكن القول الا ان ذلك التوجه لم ياخذ مصالح شعبنا ومستقبله بنظر الاعتبار، فادئ الى انقسام شعبنا ومن ثم الى انقسام الكنيسة التي هي اصلا مقسمه؟. وهذا ما انعكس سلبا على مسيرة شعبنا بتحقيق اماله ببناء مستقبله بوطن يضم جميع ابناءه ..؟
وبهذا الصدد يشير الدكتور ويكرام يقول
في غياب سورما خانم عن الوطن، حدث امر مهم اثر سلبا على الاجماع الآشوري (الجزء النسطوري منه تحديدا) وانعكس على مجمل قضيته. فأثر وفاة مار بولس شمعون في 27/4/1920 في دير مار متي في جبل مقلوب، اختير عوضا عنه ابن اخيه ايشا (1909-1975) ورسم بطريركا وهو لم يتجاوز الـ (12) سنة! وفي ظروف صعبة وحرجة في تاريخ الاشوريين (النساطرة)! ومن قبل خاله مار يوسف خنانيشوع الذي لم يكن اقدم مطرافوليط في الكنيسة (النسطورية).
اذ كان العرف الكنسي الذي يقدسه الاشوريون يقتضي ان يقوم مار طيماثيوس برسامة البطريرك بحكم الاقدمية. وكان باستطاعة الانكليز ان يجلبوه من مستعمرتهم الهند بسهولة ان أصر الاشوريون على ذلك!. انتهى الاقتباس
لاحظوا هنا نفهم سبب اغتياض المطران طيماثيوس، ليس كما قيل بانه اغتاض لرسامة باطريرك صغير السن؟؟، بل اغتاض لانهم لم يرسمه هو باطريركا، واعتبر ذلك تجاوزوا على شخصه وعلى صلاحياته عندما رسم البطريرك ايشاي بدونه، خلافا للعرف الكنيسي لكونه اقدم المطارنه فيكون هو المسؤول عن رسم البطريرك ،وليس غيره .. ؟
ويضيف يوسف مالك خوشابا في ص 138 من كتابه اعلاه
مع ذلك عند وصول المارطيماثوس الى لندن ابرقت له سورمة خاتون طالبه منه ايجاد مدرسة لدراسة المارشمعون ايشاي فيها، فاتصل مارطيماثيوس بالمسؤولين في كنيسة كنتربري حول ذلك، فارسل المارشمعون الى لندن عام 1925 حيث درس في كنتربري وكمبرج ، انتهى الاقتباس
ويصف لنا المطران ايليا ابونا في ص 183 من كتابه اعلاه، البطريرك ايشاي، يقول وان كان بالقامة صغيرا، الا انه كبير بذكائه وادراكه، ومنذ صباه تربى وتعلم اللغة الكلدانية والانكليزية وكذلك العربية، وها قد مضى عليه ثلاث سنوات منذ ان ارسل الى المدرسة الكبيرة في لندن، وهناك تسلح بالعلوم والمعارف المختلفة، ولدى سماع اهله وابناء امته بوصوله الى بغداد هرعوا لاستقابله هناك وتلقوه بالاحضان فرحين مسرورين، وتقبلوا بركاته وسعدوا برؤيته وقد كبر قامة واتسع ثقافة ونما ذكاءا وازداد علما وامتلا حكمة، كما استقبله اهل الموصل بوقار وترحيب وتعظيم، كان البطريرك يحمل في ذهنه هم شعبه وامته وكنيسته، وكان يهدف لاستقرار الكنيسة وتهدأ امورها مثل باقي الكنائس،
وبعد ان نال قسطا من الراحة، استعاد نشاطه من عناء السفر الطويل، انطلق ليتفقد رعيته الحبيبة على قلبه، واصطحب معه الموقرة عمته "سورما" المعروفه والمشهورة بذكائها وفطنتها وفصاحتها وحكمتها التي فاقت بها نساء عصرها،
وها هو قداسة البطريرك وحتى ويومنا هذا ينتقل من جبل الى اخر ومن قرية الى اخرى والى كل مكان يقطنه ابناءه الاثوريين الاعزاء، على قلبه وقلب اهل بيته الذين فدوا شعبهم بدمائهم الزكية، وتكلل باكاليل الشهادة من اجل امتهم، وهذا يوجب على ابناء الامة الاثورية ان يرفعوا الصلوات من اجلهم كي يشملهم الله برحمته الواسعة،
ويختم المطران ايليا ابونا كتابه تاريخ العائلة الشمعونية بالدعاء من الرب ان يطيل في حياة بطريركنا الحبيب مار شمعون ايشاي . امين
انتهى هنا المطران ايليا ابونا سرد تاريخ البطاركة الشمعونيين في 31 تشرين الاول سنة 1927 لربنا القوش
ولكن يستمر بسرد تاريخ بطاركة القوش ونشوء الكنيسة الكلدانية ـ سناتي الى ذلك لاحقا..
لنذهب الى ما دونه مالك يوسف في كتاب الخيانة البريطانية للاشوريين ص 84 وما بعدها ..
عندما كان السير فرانسيس بزيارة للموصل عام 1931 وعد الاشوريين بالعمل على مساعدتهم في جنيف فيما اذا تركوا الأمور بين يديه ومع ان الاشوريين كانوا قد ملوا من وعوده الفارغة، الا انهم وضعوا ثقتهم مرة اخرى،
وفي كلمته كممثل بريطانيا العظمى في جنيف ، وعندما كانوا ابناء شعبنا متلهفين لسماع الاخبار التي لربما ستحملها اليهم وكالات الانباء. كانت الدهشة قد ملكتهم اذ وجدوا في نقاط لجنة الانتدابات الدائمة المنعقدة في حزيران عام 1931 والتي نقلتها اذاعة العراق التحاملات والتهجمات العنيفة المسمومة ضد البطريرك ومن قبل نفس الشخص الذي كان قد وعدهم بالدعم والمساعدة ، لتنطبع في افكار الاشوريين بدون شك، صورة واضحة عن الخطر المحدق بهم.
ويضيف ان الهدف من وراء تهجمات السير فرانسيس كانت من اجل تقليل مكانة البطريرك بين الاشوريين بحيث اذا ادت الغاية، فان سقوط النظام الاشوري سيتبع في الحال وفي مدة لا تتجاوز البضعة أشهر بينما كانت تحمل في مجملها، القضاء التام على العنصر الاشوري, وعوضا عن ذلك فان خطة السير فرانسيس الخبيثة لم تبلغ غاياتها بل جعلت الاشوريين اشد تأييدا للبطريرك وعلى أتم استعداد لتقبل الموت من تحمل نير العرب على اكتافهم. انتهى الاقتباس
لذلك سعت بريطانيا منذ 1931 بان غمرت عصبة الامم بالتقارير الراقية والزاهية عن مؤهلات العراق وقدراته الفائقة ،تمكنه من ادارة شؤونه والتي تاهله لمنحه الاستقلال ، فتم عام 1932 قبول العراق بعصبة الامم ، بدون قيد او شرط ، ولكن المخفي كان بموقف بريطانيا هذا ، تعهد الحكومة العراقية واستعدادها التام لتوقيع معاهدة التحالف التي ستحمي بموجبها المصالح البريطانية في البلاد، ، فوقع العراق المعاهدة المطلوبه ، مع بقائه تحت الانتداب البريطاني ،
كان تمرير القرارات في جنيف من قبل البريطانيون دون الاشارة الى تنفيذ وعودهم بمنح حقوق امتنا الاشورية، واكثر ايلاما من هذا كان البطريرك مار ايشاي شمعون اثناء انعقاد اجتماعات عصبة الأمم المتحدة في جنيف متواجدا هناك على امل ان يشارك في هذه الاجتماعات لكن البريطانية منعته من المشاركة، فأبدى امتعاضه برسالته شديدة اللهجة والمؤرخة في 16 كانون الأول 1932 الموجهة إلى لجنة الطعون الدائمة في عصبة الامم استنكر فيها ما أقرته وتعمدها اهمال حقوق امتنا وشعبنا مبيناً أن القرار المتخذ لا يتطابق مع التوصيات المقدمة من قبل اللجنة سابقاً وأن القرار الأخير لا يضمن أمن ومستقبل شعبنا وامتنا وهذا ما نرفضه..؟؟
يحدثنا ماتفييف في كتابه المسالة الاشورية في ص 141وما بعدها ، عن مسيرة البطريرك مارشمعون بعد رجوعه.؟ فيقول .
وصل ايشاي مار شمعون إلى بغداد في 3 كانون ثان 1933م وفي اول ايام عودته الى العراق ترتب عليه حضور وجبة غداء لدى السفير الانكليزي السيد ف همفريز وبعد ذلك استقبله اولا رئيس مجلس وزراء العراق السيد نجيب شوكت ثم الملك فيصل الاول، وقد اقنعوه اثناء تناوله الغداء بان يصرف الكتائب الأشورية عن الانتفاضة وفي اثناء اللقاءات تم التحدث عن بعض الوعود غير المحددة.
ولدى وصول البطريرك إلى مقره في الموصل تم تنظيم اجتماع له مع القادة الاساسيين للأشورين من اجل ان يشرح لهم القرارات المتخذة في مجلس عصبة الأمم في 15كانون اول 1932م ، وتم هذا الاجتماع في 16 كانون ثان وحضره جميع قادة الآشوريين باستثناء ملك خوشابا من تياري السفلى الذي لم تربطه مع البطريرك اي صداقة..؟
وتم في هذا الاجتماع فضح النشاط الانكليزي والعراقي الموجه نحو نزع الثقة بالبطريرك ودق اسفين بينه وبين شعبه، وقد ذكر باحدى الاخباريات بان 65% من العرائض المرسلة إلى عصبة الأمم لم تكتب من قبل الآشوريين حيث عبرت هذه العرائض عن رضى الآشوريين باوضاعهم في العراق.
كما تم هنا ايضا فضح محاولات السلطة العراقية التي شنت دعاية للبطريرك شخصياً اثناء غيابه من اجل شق صفوف الآشوريين، كما انه وجد بين الآشوريين خونة وقعوا رسائلاً ومقالات ونداءات تمجد بالاوساط الحاكمة في العراق، وبالاخص ملك تياري السفلى خوشابا، الذي وافق على العمل لصالح السلطة في تقطين الآشوريين في منطقة دشتازي، بعد ان وعدوه بزعامة الآشوريين جميعاً. كما وعدوا ابن خوشابا وهو في الكلية الحربية منحه رتبة ضابط، وتعيين ابنه الثاني ضابطا في الشرطة، ووضع اقاربه في مسؤوليات حكومية مختلفة وغيره، وطلب منهم جميعا التخلي عن البطريرك ايشا مارشمعون وعن جميع احتجاجات الآشوريين المقدمة إلى عصبة الأمم ...
واذا لم يكن بمقدور الحكومة العراقية استمالة عطف الآشوريين نحوها بواسطة شراء الذمم فانها عملت لذلك من خلال استفزازهم وارهابهم، حيث دعت انصار مارشمعون الذين حضروا اجتماع 16 كانون ثان إلى مراكز البوليس كما اخذت تطرد اقاربهم من وظائفهم وهدد الباقين بذلك ،وشرعت الحكومة العراقية تزيد من استخدامها للأكراد في صراعها ضد الآشوريين آملة من ذلك اضعاف الطرفين وجر نفسها من الصراع معهما.
لقد كانت الصحافة العراقية في هذه الاثناء تنشر بانتظام مواد معادية للآشوريين، فمن جهة تمّ التمجيد بأولئك الزعماء الذين ايدوا ممارسات السلطات العراقية "ملك خوشابا وجماعته" الذين كانوا موافقين على توزيع الآشوريين بشكل مجموعات متفرقة ومن جهة اخرى ادين نشاط البطريرك مار شمعون وانصاره كلياً..
كانت زعامة انصار الحكومة مؤلفة من ملك خوشابا ومار سركيس وماريوالاها وزيا وشموئيل وملك خيو وغيرهم فقد دخلوا جميعاً في قوام المكتب المختص بتقطين الآشوريين، كما دعي مارشمعون إلى احد اجتماعات هذا المكتب في 25 شباط 1933 حيث لم يتفق معه لا المكتب ولا قيادته، اذ ان مسألة تقطين الآشوريين كانت قررت مسبقاً وفق رغبات السلطات العراقية وكان المطلوب من حضور البطريرك اعطائها صيغة الشرعية والاصولية في عمل المكتب، " انتهى الاقتباس
وبهذا الصدد يذكر عبد المجيد القيسي في ص 68 وما بعدها من كتابه الاثوريون ، "
بعد وصول مارشمعون مدينة الموصل، عقد اجتماعاً كبيراً ضم رجال الدين والزعماء الآثوريين وأعلن فيه اتفاق المجتمعين على أن بقاء الآثوريين في العراق يصبح ضرباً من المستحيل إذا ما رفع الانتداب عن العراق، ولذلك فقد طالب عصبة الأمم بترحيلهم إلى أحد الاقطار الاوربية، أو أن تطلب إلى فرنسا بقبولهم في سوريا. وكان المارشمعون قد طلب قبل ذلك من الحكومة الفرنسية موافقتها على هجرة الآثوريين إلى سوريا فرفضت ذلك، وقد أثارت هذه الحملات اهتمام عصبة الأمم فطلبت إلى لجنة الانتداب التحقيق فى هذه المزاعم والتحقق من مدى صحتها ورفع النتائج الى مجلس العصبة ، كما طلبت بريطانيا تزويدها بتقرير عن حالة الاقليات في العراق،
ويضيف، عمد المارشمعون الى خطة يستطيع بها ان يرغم بريطانيا على الاستجابه لمطالب الاشوريين، بقيام الضباط والجنود الاثوريين العاملين في قوة اللفي بالاستقاله الجماعية من الخدمة اظهارا لتضامنهم مع المارشمعون المطالب بحقوق ابناء قومهم، "لان كانت لهذه القوات اهمية بالغة للانكليز" .، لذلك دعى المارشمعون جميع الاثوريين الى التجمع في قرى دهوك والعمادية كما دعى اللفي المستقلين الى الالتحاق بهم والاعتصام هناك ..وابلغ ضباط الليفي في 1 / 6 / 1932 قائد القوة البريطاني عن عزمهم على انسحابهم من الخدمة ، اعتبارا من 1 تموز 1932 ،
لاهمية هذه القوات عند البريطانيين أسرع السير همفريز المندوب السامي البريطاني في العراق إلى الاجتماع بهم يوم 13 / 6 / 1932 وأمرهم بوجوب الرجوع عن استقالاتهم في الحال وحذرهم من مغبة النتائج الوخيمة التي قد يجرها عليهم الاستمرار في التحدي والعناد، كما وعدهم من جهة ثانية العفو عنهم إذا ما عادوا إلى العمل في وحداتهم العسكري إلا أن الوعد والوعيد لم يؤثرا في الضباط المجتمعين، فاضطر المعتمد السامي إلى ارسال رسالة إلى المارشمعون بنفس المال فيها الوعد والوعي.
ولكن المارشمعون، عقد يومي 15 و16 حزيران مؤتمراً عاماً للآثوريين في سر عمادية بالقرب من الموصل تمثلت فيه جميع الزعامات المدنية والدينية، وقد انتهى المؤتمر إلى القرارات التالي
-لاعتراف بالآثوريين شعب مقيما في العراق وليسوا أقلية عنصرية أو طائفة . 1
2. وجوب اعادة اوطانهم في تركيا الى العراق ، فاذا لم يتحقق ذلك فيجب ايجاد وطن للاثوريين في العراق مفتوح لجميع الاثوريين في العراق او خارجة ويضم مناطق دهوك والعمادية وعقرة وزاخو ويكون مركزه دهوك ويديره متصرف عربي ويعاونه مستشار بريطاني . .
- يجب تشكيل هيئة لايجاد اراض مناسبة وكافية مع ايجاد المبالغ اللازمة على أن تسجل الاراضي باسماء الافراد الاثوريين3.
على الحكومة العراقية أن تعترف بصورة رسمية4. بالسلطات الدينية والزمنية للمارشمعون وأن تمنحه وساماً عالياً وإيراداً سنوياً مجزياً .. .
-ان يمثل الاثوريين نائب في البرلمان العراقي .5
6. يستمر الضباط المستقيلون على استقالاتهم إذا لم تستجب الحكومة البريطانية لهذه المطالب قبل يوم 25 حزيران وعلى أن تتم الموافقة المطلوبة بقرار من عصبة الأمم وأن ينص عليها بالدستور العراقي؟
وقد أبلغ المجتمعون هذا القرار إلى عصبة الأمم وإلى الحكومة البريطانية ولكنهم لم يبلغوه إلى الحكومة العراقية
وفي اخر شهر اب عام 1932 قام الملك فيصل الاول بزيارة الى الالوية الشمالية اجتمع خلالها بالمارشمعون وطلب اليه ان يضع ثقته في الحكومة العراقية ، وان يطمئن هو وقومه الى مستقبلهم في الوطن العراقي ، فوافق المارشمعون ،وقد دفع موقف المارشمعون من الملك الى تشجيع العناصر المنشقة على البطريرك برئاسة ملك خوشابه وحملها على استقطاب الجماهير الاثورية حولها مما ادى في النتيجة الى قيام جبهة معارضة قوية للمارشمعون،؟ ولقرارات سر عمادية، واعلان التعاون مع الحكومة وكان على راسهم ملك خوشابه، وهو من زعماء البارزيين والمناوئ التاريخي للبطريرك الاثوري ، " انتهى الاقتباس
ولكن ماذا نفذت الحكومة العراقية والبريطانيين من الوعود التي قدمها الملك فيصل لمارشمعون ؟؟ لاشئ بل استمروا بمعادات شعبنا ..؟
فبريطانيا اعلنت رفضها الكامل للمطالب التي اقرها مؤتمر سر عمادية، وحين مناقشة موضوع العراق في عصبة الامم في ايلول 1932 عندما دافع المعتمد السامي البريطاني السير فرنسيس همفريز عن العراق امام لجنة الانتداب، وبعد نقاش قرر مجلس عصبة الامم يوم 3 /10 /1932 بالاجماع الموافقة على قبول العراق عضوا في عصبة الامم ، انتهى الاقتباس
ومن سير الاحداث وربطها بنتائجها كان من المفروض أن يحضر مارشمعون جلسات المؤتمر لتقديم مطالب الآشوريين المتفق عليها في إجتماع سر عمادية تنفيذا لوعد العقيد غريسي مسؤول المخابرات البريطانية في شرق الأناضول الذي تحدث بأسم حكومة بريطانيا للآشوريين في إجتماع 6 كانون الثاني سنة 1918 م في أورميا الذي حضره الشهيد مار بنيامين شمعون وسورمة خانم والقادة الآشوريين وبحضور القنصلين الروسي والفرنسي ورئيس البعثة الطبية الأمريكية في أورميا حيث وعدهم مقابل قبولهم دخول الحرب كحلفاء بإقامة كيان خاص بهم في مناطق سكناهم تحت الرعاية البريطانية وحمايتها في حال إنتصار الحلفاء في الحرب .؟؟
لذلك ولكون القرار كان خلافا للمطلبات استنكر مارشمعون هذا القرار، ولم يكتفي بذلك بل اثار حملة صحفية في بريطانيا ، بان استقلال العراق سيكون خطرا عليهم لانهم سيتعرضون لضطهاد ، الا ان الفئة المعترضة لمارشمعون وعلى راسها ملك خوشابا قامت بحملة مضادة، فارسلوا الى عصبة الامم العديد من العرائض يفندون فيها مزاعم المارشمعون باضطهاد العراق لهم، كما يفندون ادعاءه بتمثيل عموم الطائفة الاثورية، ويتهمونه بتزوير تواقيع الكثيرين من زعماء الاثوريين. انتهى الاقتباس
كما ظهر لاحقا بان اساسيات منح العراق الاستقلال، هو ان يوقع معاهدة مع بريطانيا ، وفعلا وقعها عام 1930 رئيس وزارة نوري السعيد ، ولكن هذه المعاهدة لم تحظى الا باستنكار جماهيري ، ومعارضين سياسيين منهم رشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي رئيس حزب الاخاء ، فادى ذلك الى استقالة نوري السعيد وجاءت حكومة رشيد عالي الكيلاني في 20 / 3 /1933 ، وعين حكمت سليمان وزيرا للداخلية، واصبح نوري السعيد وزيرا للخارجية ..اثار ذلك دهشة واستنكار راى العام ..
صاحب تلك الفترة ازدياد مطالب شعبنا الاشوري، فوجدت الحكومة بمطالب الاشوريين بحقوقهم مخرجا لازمتها السياسية امام الشعب، خاصة وان الحكومة تعلم بان لا احد يتعاطف مع مطاليب الاشوريين لا من العرب ولا من الاكراد، فوجدت باحداث ملك ياقو ملك اسماعيل وملك لوكو شليمون، فرصة لاتهام البطريرك مارشمعون بتلك الاحداث ن فاتهموا بالتمرد والعصيان فاوعزت الحكومة العراقية الى امر موقع الموصل المجرم العقيد بكر صدقي لتهيئة الاعمال الحربية وتحريك القطعات العسكرية الا ان الضابط البريطاني استطاع اقناع ملك ياقو للحضور امام متصرف الموصل والتعهد بحفظ الامن والنظام وهذا ما حصل الا ان الحكومة استمرت باجراءاتها العسكرية .
ماتفييف في ص 144 وما بعدها ، من كتابه اعلاه وعن ذلك يحدثنا
في 10 ايار 1933 تلقى مارشمعون دعوة من الحكومة العراقية في بغداد لبحث المسائل المتعلقة وفعلت السلطات العراقية ذلك كي لا تلجأ لاعتقاله في اماكن استقرار جماهير الاشوريين وذلك يعادل الخوف ذاته من تركه هناك، اذ تؤكد المراسلات الانكليزية ذلك من بقاء البطريرك في شمال العراق في سر عمادية، كما جاء في المراسلات ذاتها الحديث عن ضرورة اعتقال عمة البطريرك سورما خانم والكابتن ياقو " يعقوب
وفي 22 ايار دعى متصرف الموصل البطريك ثانية الى بغداد " في تنفيذ فحوى رسالة الميجور ويلسون عن اعتقال مارشمعون " للقاء مع وزير الداخلية العراقي والمستشار الانكليزي تومسن المختص بتوطين الاشوريين، وسافر البطريرك دون الشك في اي شئ سئ ، الى بغداد، حيث تطلب منه اللقاء بالوزير "فكان" الانتظار لمدة ستة ايام، وقاد اللقاء الذي تكلم فيه الوزير عن عدم رضئ الحكومة عن تصرفات مارشمعون وخصوصا عن خطابه في عصبة الامم، الى مطالبة البطريرك بتوقيع وثائق حكومية متعلقة بالمسالة الاشورية،
ويفسر لنا ابرم شبيرا في ص 205 ومابعدها من كتابه الاشوريون في السياسة والتاريخ المعاصر، البعد الحقيقي لانتقام الحكومة العراقية / من البطريرك واتباعه ـ
يقول قبل مذبحة سميل بعدة أسابيع، استدراج مار شمعون إلى بغداد بحجة مقابلة وزير الداخلية وعقد اتفاق معه حول مشروع إسكان الآشوريين ثم فرض عليه التوقيع على بعض التعهدات المذلة بالآشوريين وكنيستهم. وعندما رفض مار شمعون ذلك حاول وزير الداخلية احالته إلى المحكمة وإدانته بحجة خيانة الوطن ومقاومة السلطات العامة. غير أن العواقب السياسية الدولية والمحلية الوخيمة والمحتملة لاعتقاله حالت دون ذلك. .فاضطر وزير الداخلية إلى حجزه في بغداد ومنعه من السفر إلى أهله في الموصل كخطوة أولى للقضاء عليه والتخلص منه بطرق لا تثير مشاكل سياسية تسيء إلى سمعة العراق وتمنعه من الانضمام إلى المجتمع الدولي، لذلك تم وبمباركة غازي، رسم خطة سرية لاغتيال مار شمعون عن طريق افتعال حادث اصطدام لسيارته التي اعتاد على التنقل بها من منطقة هينيدي جنوب بغداد إلى منطقة كمب الكيلاني في مركز بغداد لحضور صلاة القداس، بسيارة أخرى واظهار الحادث كأنه قضاء وقدر "حادث اصطدام". غير أن أسرار هذه الخطة تسربت إلى إحدى الجهات الدبلوماسية ومن ثم إلى بطريرك الآشوريين الكاثوليك (الكلدان). يوسف عمانوئيل الثاني 1900- 1947 ) الذي قام بدوره بابلاغ مارشمعون بالأمر، فحال ذلك دون نجاح تلك المؤامرة ". انتهى الاقتباس
بالحلقة القادمة سنتحدث عن اسباب اسقاط الجنسية العراقية عن البطريرك مارشمعون ايشاي . بعون الله ..
يعكوب ابونا ...................8 /12 /2024