مقالات وآراء
يوميات حسين الاعـظمي (1280)- مانشيت/ 4 حقيقتان
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 19 كانون2/يناير 2025 19:27
- كتب بواسطة: حسين الاعـظمي
- الزيارات: 822
حسين الاعـظمي
يوميات حسين الاعـظمي (1280)
مانشيت/ 4 حقيقتان
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل السادس والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الخامس والعشرين (اليوبيل الفضي) في دار الأوبرا المصرية، الموافق تشرين الثاني 2016 م.
البحث (روافد الموسيقى العربية المعاصرة).
***
مانشيت / 4 حقيقتان
هناك حقيقتان على كل حال يجب التركيز عليهما لِما لهما من اتصال وثيق بنجاح وسلامة التسجيلات الغناسيقية العربية، من حيث شكلها ومضمونها وأداؤها الفني خلال حقبة انتصاف القرن العشـرين أو بعده، لعلهما تلقيان بعض النور على المشكلات التي يواجهها المغني والموسيقي المعاصر.
فالحقيقة الأولى: هي إنه بالرغم من ظهور نتاجات إبداعية لمغني هذه الحقبة من أغاني ومؤلفات موسيقية من أقطار الوطن العربي من الذين بشَّروا بمستقبل مرموق في الغناء والموسيقى العربية(فأن المجال الذي تُتيحه هذه النتاجات لنشـر وانتشار هذه النتاجات خارج حدود المحلية كان قاصراً جداً في معظم هذه الأقطار، ما خلا النتاجات المصرية وبعض النتاجات المحدودة في أقطار عربية أخرى كلبنان وسورية والعراق وغيرها التي أخذت مجالا واسعا من الانتشار والشهرة، التي جعلت من الغناء والموسيقى العربية وعلى الأخص المصـرية مشروعا لسماعها من قبل كل جماهير الوطن العربي وخارج هذا الوطن الكبير)(هامش1).
والحقيقة الثانية: هي أن الكثير من تسجيلات هذه الحقبة من انتصاف القرن العشرين، التي تميَّزت بالإبداع الأدائي الفني ذات الانتشار الواسع عربيا، قد اشَّرت بشكل واضح نسبة مرتفعة من تسجيلات الدرجة الأولى الممتازة من حيث المستوى التقني والفني في الأداء. ولابد من الإشارة إلى أن هذه النتاجات الإبداعية وما تلاها من تسجيلات أخرى بأصوات مغنين آخرين(قد رسمت وفعلت الكثير في سبيل بلورة وصياغة الأغنية العربية في شكلها ومضمونها الحديث والمعاصر. وهذا القول أكثر انطباقاً على تسجيلات أخرى ذات رواج واسع سُجِّلت قبل انتصاف القرن العشرين)(هامش2)، والإثارة هنا تكمن، هي أنه بالرغم من نجاح الكثير من الأغاني العربية من عدة وجوه، إلا أنها أثبتت أيضاً من ناحية أخرى مقدرتها التامة على رعاية النتاجات الغناسيقية الممتازة التي أنتجها الفنانون المبدعون منتصف القرن العشـرين، حتى تطورت هذه الإبداعات بصورٍ أخرى عند المؤدين اللاحقين لهم الذين أمست نتاجاتهم الإبداعية مغايرة لإبداعات أساتذتهم السابقين رغم استقائها منهم. وكما هو الحال مع كل نتاجات أدائية ناجحة أنتجها مغنون ناجحون، فإن الأداء الغناسيقي الحديث والمعاصر قد بدأ ينحو منحى بإنتاج تسجيلات غناسيقية أُدّيتْ بطريقة تعبيرية (هامش3) وبأسلوب وفق صياغة ثقافية فنية هي من حيث جوهرها تجديدا للتسجيلات الغناسيقية ذات التعبير المحلي البحت، ومادتها الموضوعية ثقافة المدينة في القرن العشـرين، وكانت الاستجابة لها ناتجة عن إحساس وانعكاس لتطور هذه الثقافة.
من زاوية أخرى فأن هذه النتاجات الإبداعية الغناسيقية، تعتبر إبداعاً يسجله التاريخ للمؤدين الذين تميزوا بأسلوب أدائهم الفني..! وأن من أهم الملاحظات الملموسة، أن مقدرة المؤدي في التركيز على موضوعه الأدائي هي دليل إبداعه.
إن الخطأ التقليدي للغناء والموسيقى العربية، الذي استمر لقرون كثيرة مضت، كان يبدو دائما افتقارا للاهتمام بالتكنيك الأوَّلي للفن، وهذا كما نعرفه عن تاريخ الغناسيقى العربية لتلك القرون التي مضت يمثل تقييداً بالغاً للمؤدين في التقليد الطبيعي.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
- العلاف، عبد الكريم، الطرب عند العرب
2 - الأعظمي، حسين إسماعيل-المقام العراقي إلى أين..؟
3 - التعبيرية expressionism: أحد أشكال الفن الذي يعبر عن الحياة الداخلية للفنان، أما الأشياء الخارجية فهي وسائل لهذه الغاية ويجب ألا تحول أو تزعج الفنان إذ ينبغي أن تكون لها السيادة التامة.
صورة واحدة / في الفندق بالدوحة القطرية. الجالسون يميناً وسام العزاوي وحسين الاعظمي ومشتاق عبد الاله العجيلي وحسين علي الدليمي. الواقفون د.محمد كمر وعبد الكريم هربود وعلاء السماوي. في كانون اول 2015.