مقالات وآراء
حفل تنصيب ترامب والقانون الملاهي العراقي!// نيسان سمو
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 21 كانون2/يناير 2025 19:26
- كتب بواسطة: نيسان سمو
- الزيارات: 541
نيسان سمو
حفل تنصيب ترامب والقانون الملاهي العراقي!
نيسان سمو
واحد من اكبر حفلات التنصيب لرؤساء العالم جرى خلال الثلاثة أيام الماضية (ما معقولة يمر هيچي حدث دون المشاركة فيه! راح أشارك من بعيد)!
الكل يعلم بأنني كنت ضد الخرف بايدن والشمطاء التي كانت معه آبان التنافس على الرئاسة الأمريكية ضد ترامب. وكنتُ من مناصري ترامب وبشدة! ليش! ما أعرف! فاز ترامب وجرى التنصيب ولنا كلمة عن التنصيب والديمقراطية الأمريكية وكل الذي جرى وسيجري.
عندما كنتُ في بغداد قصّ لي صديق هذه الحدوتة! لا أتذكرها بالتفصيل ولكن الجزء الأهم منها لازال عالقاً في أذهاني!
تقول: كان هناك شخصان يسهران أو يحضران إحدى صالات الملاهي العراقية (عندما كان العراق شريف وحر)، فوصل الدور لأحد العازفين على آلة موسيقية كبيرة نوعاً ما تُسمى القانون! أصحاب السوابق يتذكرونها. فقال احد الصديقين للآخر هل تعلم ماذا تسمى هذه الآلة؟ ردّ بالنفي. فقال هذه تسمى القانون……
لم تمر إلا أيام قليلة فحدثت مشكلة للشخص الثاني وقدمّ للمحاكمة! فصاح القاضي وبأعلى صوته بإسم القانون حكمنا عليك بالآتي ……. إلتف المتهم إلى صديقه وقال: أليس هذا القانون هو الذي كنا نرقص معه قبل يومان في الملهى! ردّ صديقه هو هو ولكن المكان يختلف!
تذكرتُ هذه الحدودة وأنا أتابع مراسيم تنصيب ترامب!
المئات من المدعوين وآلاف من أفراد الأجهزة الأمنية والملايين التي هّدرت لحفل تنصيب وأداء القسم! راح نرجع للقسم بعد شوية!
لم يترك ترامب شخصية غنية في العالم لم يوجّه الدعوة لها للحضور، كان باقي فقط الجولاني قائد سرايا الشام لحضور حفل التنصيب (والله يمكن كان يكون اشرف الحاضرين) وغاب عن حفل التنصيب الحكم السوري جمال الشريف! ثلاثة أيام من الإحتفالات المتواصلة والنيران تلتهم لوس أنجلس وكاليفورنيا! ملايين المشردين والذين فقدوا مساكنهم وبيوتهم ومزارعهم وممتلكاتهم وعشرات القتلى والجرحى من رجال الإطفاء ولازالت النيران مشتعلة والإحتفالات تستمر لثلاثة أيام! المهم.
حفل تنصيب تاريخي لرئيس أقوى دولة في العالم! وكل الكلمات التي تلت قبل التنصيب كانت تتغنى وتُمجد بالديمقراطية الأمريكية! كل الكلمات كانت تنتهي بالرب يساعدك وينصرك ووووو إلخ.
حتى الخرف كان حاضر وكان يُصفق لسلفه الجديد! لقد اقسم الرئيس الجديد!
ولكن!!!!! ألم يقسم نفس الرئيس قبل ثماني سنوات! ألم يقسم على نفس الكتاب وعلى نفس القوانين وتطبيق الديمقراطية والعدالة! ألم يُتهم نفس الرئيس بأبشع التهم، هل هناك رئيس أمريكي آخر تعرض لكل هذه البلاوي، لقد أُتهم نفس الرئيس بالقوادة والتحرش والتهرب الضريبي وبالفساد ونكاح الممثلات وشراء الذمم وبالزندقة والفستقة والچقچقة وطك اسبعتين ووووووو العشرات من الجرائم الأخلاقية والغير الشريفة، ألم يُقدم للمحاكمة اكثر من عشرات المرات، ألم يتم تعرضه لأكثر من محاولة قتل ووووووو إلخ! وجمها قام بها الخرف السابق (الرئيس الأمريكي الذي اقسم على نفس الكتاب ونفس الديمقراطية والعدالة)، واليوم يحضر حفل تنصيب خلفه ويمتدح الديمقراطية الأمريكية!
اللعنة عليكم وعلى وجوه الديمقراطية والتي تشبه تماماً آله قانون ملاهي العراق الليلية وفي النهار نفس القانون يُستخدم لمحاكمة الإنسان!
القانون والعدالة والديمقراطية هي شعار الولايات المتحدة! ولكنني سأقسم لكم ومن اليوم بأن القوة هي الديمقراطية الأمريكية، التخويف والترعيب هي العدالة الأمريكية، وفرض الأمر الواقع على الآخرين سيكون القانون الأمريكي القادم (مع البعض مو مشكلة)! هذا ما سيفعله الأشقر الجديد! اعتقد وخوفي من هذا الإعتقاد أن يكون صحيحاً أن يُصاب الأشقر بداء العظمة! أحلامه أكبر بكثير من أن يتم تنفيذها خلال فترة إنتخابية واحدة! ولكن طالب ووعد بالكثير والكثير، ولايمكن تحقيق نصف ما وعد به إن لم يستخدم العصى الغليضة للديمقراطية الأمريكية!
عادي هو قانون الملاهي العراقية! في الليل يرقصون ويسكرون على نغماته وفي النهار يحكمون به على البشر.
نيسان سمو 20 /01 /2024