اخر الاخبار:
طقس من نوع مختلف يشطر العراق إلى قسمين - الأربعاء, 05 شباط/فبراير 2025 19:56
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

من كتابي "ومرت السنوات على عجالة"- (٨)// نبيل يونس دمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

عرض صفحة الكاتب 

من كتابي "ومرت السنوات على عجالة"- (٨)

نبيل يونس دمان

 

     بدأت مطالعتي للكتب مبكراً حيث قرأت اول كتاب في الأول المتوسط بتكليف من المعلم حنا صادق شدا وكان بعنوان (الفضيلة- بول وفرجيني) ثم كتاب بائعة الخبز- فيروز شاه( بثلاثة او اربعة أجزاء)- عنترة بن شداد- مغامرات ارسين لوبين- هيتشكوك- جيمس بوند- الايام- العبرات- النظرات- النبي (وكلها للمنفلوطي) – غداً يطل الربيع- امرأتان- احدب نوتردام- البؤساء- امرأة من روما- الأم- ستالين الرجل الحديدي- رومل ثعلب الصحراء- معركة العلمين- الانجيل (العهد الجديد) ثم فصل التكوين من العهد القديم- وكثير من الكراسات الدينية التي كان يحملها البريد من لبنان منها (دومنيك سافيو- والسائح الروسي على درب الرب) الهاربة- الشيخ والبحر- سيرة جوال لال نهرو- سيرة مهاتما غاندي- مذكرات جيفارا- كيف سقينا الفولاذ بعدة اجزاء- الحركة التحررية الكردية بجزئين- ايام صعبة بجزئين- كتب قومية اشورية- موسوعة الحرب العالمية الثانية- ايفان الرهيب- رأس بوتين ونساء القياصرة- جلسات محكمة الشعب (من 12 جزء حجم كبير)- حوالي 60% من مؤلفات لينين الكاملة وقد دونت ملاحظات كثيرة لازلت محتفظا بها في خزانتي- كتب وكراسات سوفيتية لا تحصى كتب ونشريات طريق الشعب لا تحصى- وجرائد طريق الشعب والفكر الجديد والثقافة الجديدة والف باء والتراث الشعبي وقالا سريايا وغيرهما- الدون الهادئ لتشيخوف- الطفولة والصبا والشباب لتولستوي- زوربا اليوناني- هكذا تكلم زاراداشت- يازداندوخت- مؤلفات يوسف سلمان (فهد) الكاملة- تاريخ الوزارات العراقية بعدة اجزاء- عدد من الدواوين الشعرية منها: السياب- الجواهري- الزهاوي- معروف الرصافي- المتنبي- بلند الحيدري- عبد الوهاب البياتي- عبد الله كوران- شيركو بيكاس- ناظم حكمت- بابلو نيرودا- لوركا- ماياكوفسكي- داغستان بلدي- حميات في الغرب- مؤلفات سلامة موسى- مؤلفات نوال السعداوي- مرتفعات ويذرنج- ذهب مع الريح- الريل وحمد- قرية على سفح الجبل- في ضفاف الهور- ملحمة ميم وزين الكردية- كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس- كليلة ودمنة- حياتنا الجنسية- نوادر جحا- نوادر ابو نواس- زنوبيا ملكة تدمر- الأيام العمياء والناس الحمقى- مذكرات جيفارا- دروب الجوع- ارض النفاق- وغيرها كثير جداً- اضواء على الحركة الشيوعية في العراق كان اخر ما قرأته قبل خروجي من بلدتي النهائي عام 1982. اهم المكتبات التي اعتمدتها في القوش: مكتبة كامل دمان، مكتبة نوئيل عوديش، مكتبة الياس صفار، مكتبة يونس اودو، مكتبة اندراوس قيا.

 

     جرت العادة ان انزل الى بغداد في الصيف، هذه المرة مررت امام سينما الشعب في منطقة المربعة فقرأت عنوان الفلم الذي يعرض فيها( عنترة بن شداد) وعندما ابلغت خالي بولص سألني: هل رأيت الفلم؟ فقلت: لا، اجاب قائلاً: " اذن لم ترى شيئاً في حياتك" ثم دعاني للذهاب لمشاهدته، هكذا كانت المرة الاولى في حياتي ادخل فيها سينما، وقد اعجبت كثيراً في فلم عنترة الذي أسرني وشدني الى منطقة الصحراء وفروسية عنتر وحبه العميق لإبنة عمه عبلة، وتوالت بعدها مشاهداتي للافلام والتي كنت اسجل تاريخ الدخول واسم الفلم وصحبتي في دفتر ملاحظات صغير افتقدته عند مغادرتي العراق لاحقاً: ومن الافلام التي تعلقت بذاكرتي ادرجها الان: الاستاذ( هندي)، درب الحب، ثلاثة طلقات على رنكو، السراويل الحمراء وغيرها.

 

     منذ صغري وانا احب التجوال في الجبل خصوصاً عندما تكون فترة هدنة او مفاوضات بين الحكومة والحركة الكردية، هكذا في احدى تلك الجولات وكان معي الاصدقاء: سامي الياس كولا ومسعود صنا، عثرنا على قنبلة كبيرة قريب القمة وتدريجيا اقتربنا منها ثم جلسنا نتمعن فيها، كانت على شكل بيضوي ورأسها مدبب، يصعب علينا حملها لثقل وزنها، تشجعنا اكثر حتى بدأنا بدفعها مسافات قصيرة مع الحذر ان لا يمس راسها المدبب الصخور القوية الى ان اوصلناها الى اسفل الوادي قرب مرج الشمامسة( جرّه دشماشي) وتركناها هناك على امل الرجوع اليها في وقت اخر، وما حصل في اليوم التالي ان مسعود ومن وراء ظهرنا اصطحب معه صباح اسحق اسطيفانا، دفعوا بها مسافة اخرى باتجاه القوش، وبالصدفة شاهدهم رحيم هرمز كادو وهو اكبر سناً منهم، فردعهم ودعاهم للتخلي عنها، وهكذا في الليل ذهب رحيم مع اخيه باسم وحملوها بأيديهم، حتى بيتهم الكائن في مجمع النبي ناحوم، وبعد ايام شاهدها والدهم هرمز وقال: ماذا تفعلون بها؟ تخلصوا منها حالاً، وعند محاولتهم التخلص منها وهم يدفعونها بأرجلهم كما تدفع قنينة الغاز في يومنا هذا، ونظرا لقرب مركز الشرطة من بيتهم، لمحهم احد افراد الشرطة، فاوعز لهم بحملها بالأيدي والحيلولة دون ان تمس الأرض لانها تنفجر( آه لو عرف ذلك الشرطي كيف دفعناها بمختلف السبل من الجبل واحيانا بعدم اكتراث) اركنت في وادي كهف الماء( كبّه دمايا) في تلك الأيام سرت إشاعة بان الانصار، من جماعة توما توماس لهم النية بأخذها، الى مقراتهم وتفكيكها لصنع قنابل يدوية صغيرة، فسارعت الحكومة في القوش للأيعاز الى المختار جوكا غزالة، بنقلها الى بركة ماء آسن اسمها( كشفي) في محلة سينا، وكانت تلك رحلتها الى الان حيث غطتها الاتربة، عندما ذكرت قصتها لخالي جمال العسكري انذاك، قال انها احدى القنابل التي اسقطتها الطائرات، وحظكم جيد انها لم تنفجر فكانت ستحدث حفرة عميقة في المنطقة، وقد شاهد مثيلاتها تلقى على منطقة بارزان.

 

     كان بيت عمتي حبوبة يقع في محلة قاشا، ذهبت يوما لألعب مع الاولاد، كنا مجموعة في وسط الشارع الممتد من بيت سيبانا الى بيت روفا وحتى اسحق أبشاره، اذكر بعض هؤلاء: صباح جهوري، مفيد صادق شكوانا، سالم شمعون شكوانا، نوئيل يوسف مراد، عيسى بهاري، عابد يوسف مراد، رحيم شكوانا، وغيرهم من الوافدين من بيوت أبعد، ادينا ألعاب متنوعة منها الكرة، سبع أحجار، ثم التسلق في عمود التلفون في الزاوية الشمالية الشرقية من مبنى مار ميخا النوهدري، لم نترك عادة التسلق بذلك العمود حتى سطح المدرسة الا عندما رجع يوماً سالم شكوانا مذعوراً ووجهه اصفراً، مدعيا ان القديس مار ميخا قد مسك رجله واوقفه قائلاً: لا تفعل ذلك بعد، فقلنا له: اوصفه، فقال: كان بملابس بيضاء طويلة ولحية مسترسلة وبيده كتاب، فتركنا تلك العادة الى الابد. نعود الى حكايتنا فبعد غروب الشمس انقسمنا فريقين وبدأنا بلعبة خطرة وهي التراشق بالاحجار، فكانت الصدفة ان تخترق حجرة انطلقت من يدي بفانوس البلدية المعلق في ركن بيت شمعون شكوانا (مقابل بيت متي جهوري)، ادى الحادث الى تحطم الفانوس وبالتالي حرم المارة من ضوئه ذلك المساء، اصبت بالإحراج بل قل الخوف لأمكث ليلتي قلقاً إذ ربما ما حدث يؤدي بي الى القشلة" وما ادراك ما القشلة!!) في اليوم التالي ذهبت الى المدرسة، وعند الظهر رجعت وإذا بوالدي يوبخني على تصرفي في الليلة السابقة، وبعد ان شفى غليله بشتمي ومحاولة ضربي المعتاد، عاد فيما بعد يوضح كيف عرف بالأمر، وان مشعل الفوانيس سلو لاسو مراد قد جاء الى دكان نجارة الوالد وبيده الفانوس المكسور من جوانبه وحتى المصباح في داخله (شوشه دلمپة) قائلاً "هذا ما جناه ولدك!" وبعد سؤال وجواب وبان نبيل عاقل لا يقوم بهذه الأعمال، ولكن أظهر براهينه الدامغة (لبرالية الصبية وخصوصا في محلة پشدير!!). قام والدي بقطع زجاجات ثلاث وركبها في الاطار المعدني واشترى لمبة جديدة من دكان ميخا سكماني. كما هو معلوم واجهة الفانوس كانت على شكل باب صغير، يتيح لعامل البلدية ادخال يده، لسحب اللمبه خارجا، لتعبئته بالوقود، او تغيير فتيلته، او تنظيفه بخرقة تلف على عصاة قصيرة. فأعيد الفانوس الى مكانه، واضيئت المنطقة من جديد.

 

     في تلك الفترة ايضاً كان يعيش في إحدى القرى الأيزيدية (أغلب الظن في باعذرا) شخصية غريبة الأطوار ممزق الثياب، ولكنها مسلية اسمه (تَمَرْ) وكان بين فترة واخرى يأتي الى القوش، ليجلب انتباه الناس بشدة اليه، خصوصاً الأطفال، كان قصيراً ممتلئ الجسم قليلاً، يتصرف كالأطفال، لكن كبير بملامح وجهه، والشارب الكث الذي يملأ وجهه، يبدأ بالغناء والرقص بعد ان يفسح له المتفرجون من الجنسين دائرة او مستطيلاً، فيقلد اولاً اغنية الحصاد، فيحني ظهره ويحرك يديه، وكأن بيده المنجل وبالأخرى، باقة السنابل فيثير اعجابنا، ثم يشرع بضرب كفيه بالتناوب على وجهه بقوة، فيسمع الصوت جيداً ثم يغني اغنية على نفسه، تقول لازمتها" بيجه تمَر تمارو اترارو" ثم يأتي ايعاز من احد الحضور ليقول" عسكري عسكري تمر" فيرقص ويمشي مشية العسكر وعندما يسمع احدهم قائلاً" مقصود" يتوقف ويضرب نفسه، ثم يعود للحصاد على انغام (لَرْكا لركا لركا، خاتوني لاركا، شيرو شاكر منداناكي، خاتوني لركا" ثم يغدق عليه البعض ببعض الفليسات، فيضمها بكم قميصه ويشدها جيداً، وغالباً ما يؤذيه الصبية، بدفعه ومحاولات اخرى كالشتائم والضحك، فيردعهم الكبار. كل سنة كان يقام معرض سنوي ومهرجان رياضي، لعموم مدارس ناحية القوش، ففي احدى السنوات والمعرض قائم في مدرسة القوش الثانية( بناية الدير) احدى المدارس من القرئ الأيزيدية المحيطة، وضعت صورة كبيرة رسمها احدهم ل (تمر) وكتب تحتها ما يلي: الشخصية الهزلية "تمر" فجلبت انتباه الجميع واصبحت قبلة لزوار المعرض، وربما فازت تلك المدرسة بالمركز الاول، آخر مرة رأيت تمر في ربيع 1970 حيث كنا في فترة امتحانات نصف السنة، وقد تركت سطح البيت الذي كنت اذرعه ذهابا وايابا في التحضير للامتحانات، تركته بسرعة ولحقت بالجلبة الكبيرة حول تمر وهو يغني ويرقص، بقيت عدة ساعات على هذا النحو حتى قدوم السيد فاروق سعيد بك( شقيق امير الأيزيدية) ومعه علي جوقي الى المكان، فنهراه بشدة وضرباه بالعصي، ثم اخذوه بعيدا ولم نراه بعدها.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.