مقالات وآراء

بطاركة كنيسة المشرق في القوش: البطريرك ايليا 6 و7 و8- الجزء 39// يعكوب ابونا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 08 شباط/فبراير 2025 21:29

كتب بواسطة: يعكوب ابونا

الزيارات: 629

يعكوب ابونا

عرض صفحة الكاتب 

بطاركة كنيسة المشرق في القوش

البطريرك ايليا السادس والسابع والثامن

من 1558 - الى – 1660م-  الجزء 39

يعكوب ابونا

 تحدثنا في الحلقة السابقة عن البطريرك مارشمعون برماما الذي توفى عام 1558م،

 ويذكر المطران ايليا ابونا ص 54 من كتابه تاريخ بطاركة البيت الابوي، بعد وفاة شمعون برماما خلفه ولي عهده بمقتضى التقليد المتبع يهبالاها وهو اخو فرج وابن كوريال اخي البطريرك، "باسم ايليا الساددس 1558"، وعملا بقانون الكنيسة دعى البطريرك ابن اخوه ايشوعياب بن فرج، واقامه ولي عهده، وعملا سوية بغيرة وجد لنهضة الكنيسة وخدمة الشعب، وفي سنة 1562 سعى الى تجديد كنيسة مار يعقوب النصيبيي، ورسم كهنة صالحين وانفذهم الى الاماكن المحتاجة الى رعاة روحانيين، ..

كان البطريرك نشطا غيورا على شعبه وكنيسته وقف بوجه البطاركه خلفاء سولاقا ومساعيهم في خطف قطيعه بالغدر والخديعه واحيانا بالقوه والاكراه والاغراء، رغم انه كتب مرات عديده الى روما كالذين سبقوه، حولوا انتزاع ایمانه الا انهم لم يستطعوا بل ظل على ايمانه ولم يتزعزع عنه قيد شعره.

 في عهده توفی مارعبد يشوع الرابع مارون الجزيري عام 1555- 1567، الذي كان قد خلف يوحنا سولاقا، وبوفاته اصبح ذلك الكرسي البطريركي شاغرا طوال احدى عشر سنه، ( البيرابونا ص ١٤٤) حتى تم انتخاب يهبالاها مطران الجزيرة  في 1578 وتوفي في1580 م . انتهى الاقتباس

 في عهد مار ايليا السادس، اصبح شمعون دنخا مطران جيلو وسعرد وسلماس، الذي يذكر عنه البطريرك ساكو في كتابه اعلاه ص 165، بان شمعون دنخا كان مطران في كنيسة المشرق يبدوانه اختير متروبوليتا عن طريق التوريث، اهتدى الى الكاثوليكية على يد ايليا هرمز وهو حبيب اسمر، مطران آمد، بعد وفاة يهبالاها الخامس "من سلسلة سولاقا" انتخب بطريركا"، انتهى الاقتباس 

ويذكر المطران ايليا ابونا من كتابه اعلاه ص 55، مكث لفترة  دياربكر ومن ثم نقل كرسيه الى خسراوا وسلامس وكان الاول في البطاركة الذين جعلوا كرسيهم في في سلامس اوفي اورمية..

والبطاركة الذين قاموا بعده كانوا يفتخرون به، وتسموا باسمه "شمعون" حتى اخرهم مارشمعون ايشاي، اما بالنسبة للذين في منطقة اثور من سوء تصرفه هذا تسموا باسم ايليا الغيورعلى كنيستهم وتعاليمها واتخذوا لهم الاسم ايليا، عامة اضافة الى اسمائمهم الخاصة لتميزهم عن بعضهم فصار لاولئل لقب شمعون دنخا وشمعون ماما ..الخ ولهؤلاء ايليا دنحا وايليا مروكي .. والخ انتهى الاقتباس 

وهذا ما يؤكد بان اول بطريرك في الجبال كان من عائلة ابونا..

ويحدثنا عنه الدكتور هرمز ابونا في المصدر السابق ص ٨٨- بان "المطران مارشمعون دنخا، اختلف مع البطريرك ما ايليا الجالس في دير الربان هرمز، فقصد اورمية حيث رحب به الصفويين لاسباب سياسية وعسكرية املتها ظروف تلك الايام تتعلق بحالة العداء والحرب القائمة ما بين الفرس والاتراك، ولقد حظى باهتمام كبير،"

  ويذكر اوجين تيسران، "بان شمعون دنخا بعد ان هجر كنيسته، وبسبب خشيته البقاء بالقرب من مقرها ذهب الى اذربيجان ايران واتخذ مقره في دير مار يوحنان بالقرب من سلامس حيث تم تنصيبه بطريركا في ذلك الديرمن قبل المبشرين الكاثوليك، وخلفه الباطريرك شمعون الثامن 1617- 1660 "انتهى الاقتباس

 ويضيف المطران سرهد جمو في بحثه عن الهوية الكلدانية ليقول

”بان ايليا اسمر مطران امد، الذي هدى شمعون دنخا الى الكثلكه، ذهب الى روما يتوسل من بابا ان يعمم قرار البابا اوجنيوس الرابع في سنة1445 ويطلق عليهم التسمية الكلدانية بدلا من النسطورية،!! “...انتهى الاقتباس

هنا يؤكد المطران سرهد جمو، بان البابا لم يكن قد منح حتى لسولاقا بلو لقب بطريرك الكلدان، والا ان كان سولاقا بطريرك الكلدان لكانت تسمية الكلدان ساريه على خلفاء سولاقا بلو ولمن بعده، والا لماذا يطلبها مطران ايليا اسمر من البابا؟ والبابا لم يمنحها؟؟ وهذا دليل على ان التسمية لم تكن متداول، ولكن اصبحت لا حقا تسمية كنيسة ليس الا، لان حتى خليفة سولاقا عبد يشوع مارون الرابع قد تم اعتماده للمشاركة في مجمع "ترنيت" بصفته بطريركا "للاشوريين الشرقيين".. ويذكر البير ابونا ص 147 "بان البابا بولس الخامس كتب له رساله في ٢٩/حزيران /١٦١٧ عنوانها الى الاخ المحترم شمعون بطريرك الاثوريين المشارقة" لاحظوا بان البابا يسميه بطريرك الاثوريين؟؟؟ وهي التسمية التي كانت معتمده ومتداوله انذاك، وليس لأسم الكلدان اي تداول..

 وبهذا الصدد يؤكد الكردينال عمانوئيل دلي في كتابه المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق صدر في بغداد ١٩٩٤ في دراسة لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة اللاتران سنة ١٩٥٨،يقول في ص 143 "حتى نصل الى ابينا مار يوحنا سولاقا الذي اسبغ عليه البابا يوليوس الثالث لقباً هو بطريرك الموصل في اشور الشرقية/ .. ومن ص ١٤٤ يقول وفي سنة 1565 اذ يكتب البابا بيوس الرابع الى خليفة مار يوحنا سولاقا وهو عبد ايشوع الجزري 1555- 1571 يلقبه، بطريرك الاشوريين او الموصل اي بطريرك الموصل في اثور الشرقية، ويضيف بقى هذا اللقب، جاثليق الموصل في اشور، حتى اواخر القرن السادس عشر، "كما يؤكد بان تسمية الكلـــدان لم تكن متداوله حتى نهاية القرن السادس حتى كمذهب ديني".. انتهى الاقتباس

ويذكر بطرس نصري في ص 374 من كتابه اعلاه، "ثم سرى اسم الكلدان وحده رويداً رويداً الى الموصل في بدء القرن الثامن عشر وتغلب على تسمية المسيحيين، اما في القرى المجاوره لها فلم تنقرض بالكلية تسمية المسيحيين". انتهى الاقتباس

كما نجد ان البطريرك ساكو بتجه بهذا النحو ويؤيد القول في 5 من كتابه خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية "لقد استخدمت العبارة: "الكنيسة الكلدانية" رسميا للدلالة على مجموعة من ابناء كنيسة المشرق الذين انتموا الى كنيسة الكاثوليكية اولا في قبرص عام 1340 في ومن البابا مبارك الثاني عشر، لكن هذا الاتحاد لم يدم، ثم في عام 1445 م أثر مجمع فلورنسا، زمن البابا اوجين الرابع، انتهى الاقتباس

 ويقول البير ابونا في كتابه اعلاه ص 95 بان هؤلاء النساطرة في قبرص بعد ان اعترفوا برئاسة البابا الروماني كونه نائب على الارض المسيح، واقروا بايمان الكنيسة الرومانية، والنساطرة الموجودين في تلك الاماكن جزء منهم انضم الى الطقس اللاتين، والجزء الثالني انضموا الى الطقس الموارنه، وتلاشت النسطرة من تلك البلاد ".. انتهى الاقتباس

وكون هؤلاء النساطرة هم من اطلق عليهم البابا اوجين الرابع التسمية الكلدانية، فهؤلاء تلاشوا بين اللاتين والموارنه كما جاءاعلاه اذا على من بقية تسمية الكلدان،؟ لكي يقول الاب البير "اصبح للكلدان ثمانية اساقفه!؟؟ وهذا اجتهاد من الاب البير في غير محله، لانه يسوق لتسمية لم تكن باللمطلق متداوله ولم يظهر تداول تسمية الكلدان الا بالقرن الثامن عشر.. للاسف الكتاب الكلدان يسوقون التسمية باثر رجعى الى زمن سابقا لتاريخ اقرارها..

كان اعتقاد البطريرك ايليا السادس نسطوريا كما يظهر من صورة ايمانه المنقوشة على قبره في دير الربان هرمز .القوش.

كما يذكر نصري في ص 148 ومابعدها من كتابه اعلاه، ويضيف كان" معتدلا في سيرته واخلاقه، وتقرب الى الايمان الكاثوليكي على يد لاونارد هابيل اسقف صيدا الذي انفذه غريغوريوس الثالث عشر البابا قاصدا بلاد المشرق ليسعى في اهتداء بطاركته الى حظيرة الكنيسة، ويضيف نصري بان البطريرك ايليا ارسل الى غريغوريوس الثالث عشر عينه يوم الجمعة السابقه لعيد الميلاد في 24 ك1 سنة 1586 رسالة مع صورة ايمانه، على يد عبد المسيح الراهب، كما يحقق من صورة امانة اقصر كتبت بالعربية قبل يوم في دير مارهرمز، بهمته ومتابعته لشؤون شعبه قام برسم اساقفه الى ملبار ومنهم الاسقف ما شمعون 1577 الذي عمل الكثير للاحفاظ على تعاليم وتقاليد الكنيسة العريقة رغم محاربة اللاتين له الا انهم لم يفلحوا، بسبب صبره ومثابرته وجلده، وايمانه بكنيسه المشرقية العريقة، توفى البطريرك ايليا السادس 1591 ودفن في دير الربان هرمز، 

جاء بعده بالتقليد الكنيسي المتوارث البطريرك ايليا السابع 1591 – 1617 " وهو ايشو عياب ولي العهد ابن فرج، حاول تتجدد العلاقة والاتصال مع روما خاصة بعد ان سمع لشخصين من التتر هما بولس وكيوركيس، كانا بزياره الى الغرب للتبرك بذخيرتي بطرس وبولس وفي عيد الفصح غسل البابا ارجل 12 شخصامن الغرباء والمساكين وكانا ضمن من غسل ارجلهم نقلا للبطريرك ما لاقاه من البابا من مجامله وحسن المعامله، شجع قولهم البطريرك الى ارسال وفد الى روما وهما راهبين من دير الربان وهرمز اوشعنا وهرمز ومعهما خوشابا احد وجوه القوش سنه 1607، ولكن انهما لم يفلحا في مهمتهما، فارسل آدم رئيس الدير فمكث زمنا طويلا هناك واخيرا توفق في سفارته، فرسمه البطريرك اسقفا على أورشليم باسم طيمثاوس،

زاره وساعده في تحقيق هدفه توما نوفاري رئيس المرسلين في حلب، فكتب البطريرك صورة ايمانه وارسلها الى روما، بيد المرسل المذكور سنة 1619، وكانت الكنيسة في عهده زاهرة، وكان البطريرك قد ارسل راهبان الى روما، الا انهما لم يفلحلا في مهمتهماـ فارسل ادم اركذياقونه، وكان رئيسا للدير الربان هرمز، فوقف في سفارته فرسمه البطريرك اسقفا عل اورشليم وسمى طيمثاوس..

 وفي عام 1600 مات البطريرك شمعون دنحا الذي كان قد هدى للكثلكة عل يد المطران ايليا اسمر، من سلسلة سولاقا، ودفن في اورمية حيث اقام كرسيه، وهو الاول في بطاركة اورمية، وخلفه ال شمعون الثامن، بداً من شمعون برصباعي، والثاني بعد شمعون هذا، ف اورمية ..

وبعد فترة عقد البطريرك مجمعا في امد (ديار بكر) حضره كوريال من حصن كيفا وايليا من سعرت ويوسف من الجزيرة وطيمثاوس من اورشليم واوراهام من فارس وحنانيشوع من وان، كما حضره المرسل توما نوفاري، فكتب البطريرك صورة ايمانه معترفا ومؤمنا بايمان، روما ، وارسل الرسالة الى البابا سنة 1616م ..

والبطريرك ايليا السابع سلم زمام اموره وحريته وارادته بيد بابا روما، كما فوض امر كنائسه في فلسطين بيد المرسلين الفرنسيسكان، وكتب الى نائبه هناك القس اسطيفانوس من قلايته في الدير الاعلى دير مار كوريال على شاطئ دجلة ابني الحبيب لا تحزن ولا تكتئب ولا تتضايق بسبب تسليم كنيسة فلسطين يد الفرنسيسكان اذ لا فرق بيننا وبينهم في الايمان من هو بولس ومن هو أفولو ..

يذكر نصري في ذخيرة الاذهان ج2 ص 186، وفي ايام هذا البطريرك ذاع صيت القس اسرائيل الالقوشي. وله ست قصائد اثنتان منها بالسريانية الفصحى القديمة واربعة بالسريانية الدارجة, ومات ايليا السابع سنة 1617م، على ايمان كنيسة روما كما هو جلي من صورة ايمانه المحفورة على اللوح الحجري لقبره، اذ يعترف باقنوم المسيح الالهي الواحد وطبيعتين، وبمريم والدة الله ..

 "تعريف" الاركذ ياقون من اللاتينية بمعنى رئيس الخدمات البيعية أو رئيس الشمامسة. يحمل الصولجان البطريركي ويقود الصفوف في رسامة الاحبار، وكانت هذه الرتبة قديما مسنده في رسامة البطريرك الى اسقف كشكر، مجلة النجم (۱۰(۱۹۳۸):الاب د. بطرس حداد، مجلة ، مجمع اللغة السريانية (٧)

مات البطريرك البطريرك ايليا السابع في1617 ودفن في دير الربان هرمز. قبل ان يكمل اجراءات الاتحاد بين الكنيستين،.

  جاء بعده ايليا الثامن في 1617 وهو حنا نيشوع بت اسحق ولى العهد ايليا السابع، خلفه بعد موته ودعى ايليا الثامن، كان حريصا على کنیسته وليس كسابقه، كان يدير كنيسته وشؤونها وامور رعيته بكل روحانية مقدسه كما هي كنيبسته، فعندما ارسل صورة ايمانه الى روما لم تقبل منه،

 وضعت اسس مجمع البروبغندا في روما بزمن البابا اوربانوس الثامن سنة 1622، وانشا فيه معهدا اكليريكيا للمشارقه، ويذكر السمعاني بان البطريرك ارسل صورة ايمانه ثانية الى روما الا انهم لم يقبلوها، فارسل البابا اسقفا لاتينا ومنحه السلطة لادارة كل كنايس التي اتحدت مع روما، من جانب آخر توفي البطريرك شمعون الثاني، من سلسلة سولاقا في خسراوا ودفن فيها، فخلفه شمعون الثالث من خلفاء سولاقا، في سنه 1639، وفي سنة 1653 توفى هذا البطريرك ودفن في كنيسة خسراوا مسقط راسه، وبعد موته اختير شمعون الرابع وبعد اعتلائه السدة البطريركية بفترة كتب ونفذ صورة ايمانه الى البابا الكسندر السابع، فلما علموا المؤمنيين بامر كتابه الى البابا باغتوا البطريرك واخذوه وابعدوه عن كرسيه، وطردوه من البطريركية، الا انه تضرع اليهم ورجاهم ووعدهم مقسما باغلظ الايمان بانه سوف لا يعود الى مثل ذلك ثانية فاشفقوا عليه وتركوه.

 الا انهم بعد فتره كتب سرا الى بابا واعلموه بما فعلوه به من تنكيل، فوجه البابا رساله الى الملك عباس الثاني شاه ایران 1633 -1666 طالبنا منه الاهتمام بامر البطريرك، واعادته الى كرسيه، وتم ذلك حتى توفي في عام 1692، اما ايليا الثامن ارسل صورة ايمانه ثانية الى مجمع انتشار الايمان سنه 1657 طالبا ان تبقى طقوس المشارقه وعوائدهم سالمه من اي تغيير، وان يكون لطائفته بيعه كنيسة في روما، كانت في ايامه تعرض البيت الابوي وكنيسته الى المصائب واهوال مرعبه، لان السلطان لم يكن لياذن ببناء الكنايس ولا حتى ترميمها الا باذن منه، بعد ان تدفع اموال طائله الى المسؤولين،

 بعد ان شاخ البطريرك ايليا الثامن كان عليه ان يقيم ولى العهد كان هناك اثنين من اولاد اخوته منذورين وهما ايشو عياب بن دنخا وحنا يشوع بن ابراهام، ...

توفى البطريرك ايليا الثامن بعد ان خدم المؤمنين والكنيسة ثلاث واربعين سنة وتوفي سنة 1660 ودفن في دير الربان هرمز / القوش. في الحلقة القادمة سنتحدث عن اول بطاركة قوجانس وكنيستها .. بعون الله ..

 يعكوب ابونا ................... 7 / 2 / 2025

• < السابق
• التالي >