مقالات وآراء
الشهيد عبد الجبار وهبي ورفاقه الميامين// أمير أمين
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 13 شباط/فبراير 2025 21:49
- كتب بواسطة: أمير أمين
- الزيارات: 619
أمير أمين
الشهيد عبد الجبار وهبي ورفاقه الميامين
أمير أمين
في اواسط شباط من كل عام وبالذات في يوم 14 منه, يحتفل الشيوعيون العراقيون واصدقائهم بذكرى استشهاد مؤسس الحزب الشهيد يوسف سلمان فهد ورفاقه اعضاء المكتب السياسي صارم وحازم يومي 14 و15 شباط عام 1949.., حيث تقام الفعاليات لهذه المناسبة في جميع مدن العراق وفي بلدان العالم وخاصة التي يتواجد فيها العراقيون بكثرة مستذكرين شهداء الحزب جميعا من خلال تعليق صور عدد منهم على جدران قاعات الاحتفالات او الحديث عنهم او ترديد الشعارات والاغاني الثورية التي تمجد ملاحمهم النضالية والايام والسنين التي ارتقوا فيها شهداء في سبيل مصالح شعبهم العراقي, وهنا لابد من ان نتذكر نخبة بارة من شهداء حزبنا القياديين وهم جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي وعبد الجبار وهبي الذين ما أن ارتقى قائد حزبنا الشهيد سلام عادل شهيداً ومعه نخبة بارة من قياديي الحزب شهداء بأيادي الحرس القومي البعثيين الملطخة بالدماء إلاّ أن يقوموا بتكوين نواة قيادية بديلة من أجل لملمة وتضميد جراح الحزب وإيجاد صلات مع رفاقه من الذين انقطعت صلاتهم التنظيمية بسبب عمق الضربة القاتلة التي وجهها البعثيين للتنظيم الشيوعي في كافة مدن العراق ودون محاكمة لأحد والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شيوعي وصديق للحزب من بنات وأبناء الشعب العراقي .. وقد بقي هذا المركز القيادي يعمل بلا كلل وبنشاط بارز لحين القاء القبض على الرفاق الثلاثة بعد حركة الشهيد حسن سريع في الثالث من تموز عام 1963 بأربعة ايام اي في يوم 7 تموز في دار والد الدكتور عطا الخطيب ثم اعدامهم في يوم 19 تموز بعد موجات من التعذيب الجسدي والنفسي واستخدام وسائل لا تخطر على البال .. يقول احد الشهود انني زرت عام 1963 قصر النهاية وفوجئت بالصحفي عبد الجبار وهبي ممدداً على الارض وكان على وشك الموت ويطلب الماء.. فكان المجرم خالد طبرة يرد عليه قائلاً .. ها گواد تريد مي.. لكنه لم يعطيه ولو قطرة! وكان شاهد آخر يقول .. كنت معتقلاً في قصر النهاية فرأيت عبد الجبار وهبي ابو سعيد منشور الرجل من تحت الركبة بآلة نشر خاصة! ثم يقول وكان الى جانبه شخص آخر لديه يد واحدة كان معلقاً منها .. طبعاً كان هذا هو القائد الشيوعي الباسل محمد صالح العبلي.. بعد جولات من التعذيب وتقطيع اوصال الرفاق واطلاق النار على الشهيد محمد صالح العبلي بعد وضعه بحفرة من قبل المجرم المقبور سعدون شاكر والطلب منه التعاون معهم, لكنه رفض بشجاعة وبصق عليهم وكان يسبهم مما حدى بالمجرم سعدون ان يطلق عليه النار داخل الحفرة وينهي حياته كما تمت نهاية حياة جمال الحيدري وعبد الجبار وهبي بعد تقطيع اوصالهم من خلال التعذيب والضرب المبرح وبكافة الوسائل, لكن البعثيين حاولوا ايهام ابناء الشعب العراقي بأنهم اعدموا ثلاثة عراقيين خونة وعملاء.!! هكذا ادعوا من خلال بيان الحاكم العسكري رشيد مصلح .. وهذا نصه.. اعدام الحيدري والعبلي وعبد الجبار وهبي.. اصدر الحاكم العسكري العام البيان التالي.. لقد تم القاء القبض على كل من المجرمين جمال الحيدري وعبد الجبار وهبي ومحمد صالح العبلي من اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي العميل وقد تمت محاكمتهم امام المحكمة العسكرية وحكمت المحكمة المذكورة باعدام المجرمين المذكورين شنقاً حتى الموت وتم تنفيذ العقوبة بحقهم صباح هذا اليوم الموافق 21 تموز 1963 وليكن مصير هؤلاء الخونة عبرة لكل من يخون تربة وطنه ويخرج على مباديء امنه السامية ويرتكب الجرائم بحق ابناء هذا الشعب النبيل!! الزعيم رشيد المصلح الحاكم العسكري العام في 22 تموز عام 1963.. طبعاً انتهى هذا البيان وهو مسخرة بكل معنى الكلمة من بدايته الى نهايته وبعد سنين أعدم هذا الزعيم التكريتي في شهر يناير عام 1970 من قبل رفاقه بتهم شتى . الشهيد ابو سعيد ولد في مدينة البصرة في محلة المشراق عام 1920 ودرس الابتدائية والثانوية في مدينته ثم اكمل الجامعة في بيروت بالجامعة الامريكية المعروفة وتخصص في مادة الفيزياء ولأن له ولع بالفلسفة فقد درسها واهتم بدراسة فلسفة سقراط .. وقبل ان يلتحق بالحزب الشيوعي العراقي بدأ نشاطه السياسي بالانضمام الى حزب الشعب الذي كان برئاسة السياسي عزيز شريف وكانت معه في هذا الحزب ابنة عمه وهي زوجته المحامية نظيمة وهبي ولما كان في عام 1948 مدرسا في ثانوية الاعظمية ببغداد انتمى لصفوف الحزب الشيوعي العراقي بالاضافة الى نضاله في حركة السلم العراقية وساهم ايضا في عمل ونشاط المنظمات المهنية والديمقراطية واشترك في مهرجان الشبيبة والطلبة العالمي المنعقد في العاصمة البولونية وارشو عام 1955 واصطحب معه ابنه سعد وابنته نادية الى المهرجان وهي الفنانة انوار عبد الوهاب. حيث انه تعرض لمضايقات كبيرة فقرر الهروب عام 1953 الى سوريا مع اولاده بينما بقيت زوجته نظيمة تقبع في السجون الملكية اي في سجن النساء بسبب اصدارها كراس اغاني السلم والحرية ولكي تستكمل محكوميتها.. وعاد الشهيد ابو سعيد فورا الى العراق بعد سماعه خبر ثورة 14 تموز عام 1958 ولما اجيزت صحيفة الشيوعيين اتحاد الشعب صار يعمل فيها بنشاط بارز واصبح في هيئة التحرير وكان يكتب عمود بعنوان كلمة اليوم في الصفحة الاخيرة وصار جموع العراقيين تترقب الجريدة وتبدأ بقراءة عموده الصحفي والذي امتاز باسلوبه الشعبي البسيط وهو يشخص السلبيات ويطرح معالجاتها ولكنه للاسف وفي سنوات الثورة لم يسلم من الرصد والملاحقة والسجون التي زج بها لكنه خرج اواخر عام 1961 بسبب الضغط الجماهيري علماً ان صحيفة اتحاد الشعب تم غلقها عام 1960 في آذار واعتقال رئيس تحريرها عبد القادر البستاني.. ولما نجح البعثيين في انقلابهم المشؤوم في 8 شباط عام 1963 صاروا يترصدون كل شيوعي وخاصة الكوادر المتقدمة من القيادة وغيرها مما حدى بعدد محدود من الرفاق بممارسة العمل السري الشاق هو والحيدري والعبلي معتمدين على الحاضنة الشعبية وقد استطاعوا من تضميد جراح الحزب وربط الصلات المنقطعة من تنظيمات الحزب في بغداد ومدن العراق كافة لكنهم للاسف وقعوا في مصيدة البعثيين التي نشطت بقوة بعد حركة الشهيد حسن سريع فجرى القبض عليهم وتعذيبهم وقتلهم .. وأخيراً لابد من القول نقلاً عن معارف الشهيد ابو سعيد الذي ذكر أنه كان في منتهى الهندام انيق دون مبالغة لا تسمع اصوات خطواته لكياستها كان قصير القامة نحيف البدن ذو رأس كبير مثلث الحجم نسبيا يملأ وجهه نظارات كبيرة الحجم, كان استاذا محترما جدا من قبل طلابه وحينما يدخل الصف كأنه ملاك ذو سطوة ساحرة .. المجد للشهيد عبد الجبار وهبي والمجد لرفيقيه الحيدري والعبلي . وكل الشهداء الاماجد . والعار للمجرمين اينما كانوا .