مقالات وآراء
العراق : أمكهرب منه أو بيه!- ج1// جمال محمد تقي
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 16 آذار/مارس 2025 22:14
- كتب بواسطة: جمال محمد تقي
- الزيارات: 634
جمال محمد تقي
العراق : أمكهرب منه أو بيه!
الجزء الاول
جمال محمد تقي
قيل انها مرحلة انتقالية سيعم بعدها الخير، البلاد والعباد، دستور دائم، يدستر لديمقراطية مستدامة، وانتخابات نزيهة وبرلمان لا يدخله، من امثال محمد العريبي "الموافج الابدي" إلا المنزهون المطهرون، ورئاسات ثلاث، وتنمية لا اخت لها، لا حزب قائد فيها ولا قادسيات ولا خطط انفجارية ولا جيش شعبي ولا سجون ولا اعتقالات ولا تفرد ولا محاكم خاصة ولا قائد ضرورة ولا هم يحزنون، قيل لا حاجة بعدها لفيالق جيش العرمرم، قيل دار للسلم والسلام، دار للعلم والكرامة والحريات واللحمة والتقدم، قيل مثلنا كمثل كوريا الجنوبية واليابان، قيل امريكا ستحررنا كما حررت المانيا وعمرتها، وبكل الاتجاهات حتى بأثر رجعي، قيل لأمريكا مصلحة ولنا مصلحة ولإيران مصلحة لكن مصلحة العراق هي الاولى والاخيرة!
بعد ان ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، صار كل شيء بالمقلوب، القتل صار زلاطة، والاغتيال السياسي كشربة ماء، اما حرية الرأي فهي بالمشمش، ومقتلة ثوار تشرين تشهد، مراكز القوى وحدها حرة من زاخو الى البصرة، وصار كل امير من امراء المكونات دولة داخل دولة، حتى اذا بحثت عن دولة العراق لن تجدها فالحصص طغت على الرابطة الاولى الرابطة الوطنية، ربما تجدها فقط بجواز السفر المصنف عالميا بخانة الحضيض، والعملة التي هي الاخرى بحضيض يزيد على حضيض ايام الحصار، حتى السفارات والتمثيل الخارجي صار مكوناتيا، دولة مفصصة بالامر الواقع غير الاختياري!
سجل حافل بالهدم والفساد!
التعليم والصحة والطرق والجسور والماء والكهرباء كلها بالنازل لو قورنت بوضع ما قبل الحصار، اجمل ما هو باق في العراق يعود لفترة ما قبل الحصار الغاشم، من مدينة الطب الى تماثيل ساحات بغداد الى المتاحف والجسور الى خطوط نقل النفط الى الميناء العائم الى البطاقة التموينية الى معرض بغداد الدولي، الى الطريق السريع، حتى الجندي المجهول، الى المصانع المعطلة بفعل فاعل!
مدن العراق افتقدت لدور السينما والمسارح، التي صارت موبوءة بالمخدرات، واطفال الشوارع المتسربين من الدراسة للعمل او التسول!
بلاد الخيرات يستنزفها لصوص السياسة وسراق الاحلام، تتعاقب الحكومات وهي هي برغم اختلاف الشخوص فالامراء يتوارثون وواجهاتهم تتغير تبعا لاصول لعبة الشفط واللهط والتدليس، من اياد علاوي الى ابراهيم الجعفري الى نوري المالكي الى العبادي الى عادل عبد المهدي الى الكاظمي الى السوداني، العلل ذاتها، مازالت اسس العملية السياسية القائمة فاسدة، وابسط حق مدني وحضاري تقوم عليه كل اسس الحداثة وهو وفرة الكهرباء يجري تعمد تعطيله لاسباب فاسدة متعلقة بامراء المكونات!