اخر الاخبار:
غزة.. أوامر للجيش الإسرائيلي بتوسيع الحرب - الجمعة, 18 نيسان/أبريل 2025 19:13
إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله - الثلاثاء, 15 نيسان/أبريل 2025 18:28
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل مصير كنيستنا التلاشي والموت؟// كريم إينا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كريم إينا

 

 

هل مصير كنيستنا التلاشي والموت؟

كريم إينا

 

أشعر اليوم بمدية تفتحُ جرحاً عميقاً في أضلعي، الوقوف بوجه الثقافة وتحديها هو الموت بحد ذاته، نركضُ دائماً نحو الهوية وننسى الجوهر لرسالتنا المستقبلية بسبب إختلافات قاسية تجمّدُ حركة رسالتنا المسيحية، فالمرء الآن تراهُ يفكرُ ويبحث ويعمل من أجل ذاته، وهذا ينطبق على الكل يشمل الصغير والكبير،كنّا سابقاً نتغنّى بالماضي كأفضل زمن ونرفضُ التجديد كوننا نخافُ من الحاضر.. والمستقبل.. أو الخوف على الكرسي كونه الإرث البديل عن حالة الإغتراب التي نعيشها الآن، نحنُ اليوم نعيشُ في وطن أصبح خيمة تفتقرُ إلى أبسط مستلزمات الحياة، تركنا المبادىء السامية وأصبحنا نعدو خلف الجهل والأوهام، الله خلق العالم بلا تمييز ألم يستطع الله أن يخلق العالم كلّهم إسلام؟، أو أن يخلق العالم كلّهم مسيحيون؟، أو يزيدية.. أو صابئة.. نعم يستطيع ولكن الله خلق الجميع كفسيفساء متنوعة لأنْ لهُ إرادة بذلك، ربّما يقال بفضل الحوار والتلاقي والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وغيرهم من الإثنيات يشكّلُ خبرة أساسية وعودة للتآلف، وهذا جزءاً من مشيئة الله، حيث ترسو المعرفة على الجميع، هل وحدنا نمتلك الحق والآخرين مجرّد فقاعات تنفجرُ أمام أشعة الشمس؟. لا تتمّ المعرفة إلاّ بالإنفتاح وقبول الآخر، هل ضياع هويتنا يكمنُ في خيمة التي تفتقرُ لأبسط مستلزمات الحياة تسبّب لنا القلق والسأم والهرب من الواقع، من نحنُ وماذا نريد؟ لماذا نهاجر؟، هل وضعنا رؤية واضحة لنا وخطة عمل دقيقة لمستقبل أولادنا؟، يجب الوقوف على بارقة أمل تهدينا للسبيل، ما هذا الصمت من قبل الجميع إزاء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري؟، لا يحقّ لسلطاتنا الحاكمة أن تتنصّل من واجباتها ومسؤولياتها تجاه شعبنا وكنيستنا لما يحدث لها الآن من تهجير قسري وقتل وخطف وتسليب، أين هو الطبيب الذي يداوي جراحاتنا؟، أين المسؤول السياسي الذي يأوينا من برد الشتاء وحرّ الصيف؟، أين أصحاب منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان في إيصال مستحقاتنا من الدولة بأمانة؟، أين ذهبت الأموال والمساعدات التي أتت من الخارج؟، سواء أصبحت بأيدي مسؤولي الدولة أو بأيدي رجال الدين المسؤولون عن الكنائس في العراق، هذه الأموال الضخمة إذا لم تصرف ويساعد بها شعبنا المهجر والمهدد فمتى يتم توزيعها؟، عندما يفرغ العراق من الوجود المسيحي أقول أسفي على هكذا أفعال وسياسات خاطئة، الكنيسة بين الضياع والتطرّف ومصير الكل مجهول، الكل مسؤول عن ضياع أنفسنا وخسارة أطفالنا وكنوزنا، ما زالت هدايتنا تائهة، ومعاناتنا كبيرة، هل اللجوء إلى الهجرة هو حلّ أسلم؟، نحنُ السكان الأصليون لا تقتلع جذورنا بهذه السهولة، لا نترك ساحة المعركة مهما كلّف الأمر، نعم لقد هجّرنا من بيوتنا ونهبت أموالنا، وتعرضنا للقتل والجوع والسبي والإغتصاب، ورغم ذلك لا نديرُ ظهرنا للجميع ونهاجر، فكرنا وإيماننا وحضارتنا مطبوعة في ذواتنا نعلم بأنّه هناك تزمّت فكري، ديني، مذهبي، سياسي، إجتماعي ربّما نتيجة مآرب إقتصادية أو سياسية تتحكّم فيها مصالح دول، وشركات أجنبية، وأجندات خارجية، وفئات وأفراد متواطئين أو منتفعين قد صاغوا أكلتهم المحببة بقدر مستتر، إنّ هضم حقوق شعبنا الأصيل ونفاذ صبره يولّد أزمات قد تفتقر إلى الديمقراطية لأنّه تصبح مجرّد شعارات يتغنّى بها أصحاب المزاج الغريب، أين نحنُ؟. وإلى متى نبقى مع كنيستنا بالتلاشي والموت البطيء؟. لحدّ الآن نحنُ المواطنين الأصليين لا نشعر في بلدنا بالتساوي في الحقوق والواجبات مع بقية المكونات الأخرى، دائماً ينعتوننا بالأقلية هذا المصطلح المجحف بحق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، رغم التحديات والضغوط غير ممكن إقتلاع الأقليات والجماعات الأخرى من مواطنها الأصلية، ما زلنا منفتحين بحداثتنا ولحمتنا الداخلية، إذا نحنُ قومية صغيرة ولسنا أقلية أو.. جالية شأننا شأن بقية القوميات الكبار، هنا نشأت كنائسنا لا يمكن إخلاء حدائق العراق من المسيحية، لأنّه إذا ما حصل ذلك تصبح حدائق العراق أشواكاً تخنقُ أزهارها، وهذا ما لا نقبلهُ والعالم أيضاً يرفضُ ذلك، يجب الحفاظ على هويتنا والتمسك بقيمنا وعاداتنا الإنسانية، بدأ تناقص عدد المسيحيين الآن في المنطقة بدرجة كبيرة ولا سيما في العراق وسوريا وهذا ما جعل رجال كنيستنا ينبئون بموت المسيحية وتلاشيها في المنطقة، أولائك السريان والكلدان والآشوريين، الذين ما زالوا يذوبون في بوتقة القومية العراقية ويا حبذا لو كان هناك حزب واحد أو كيان سياسي يجمعنا في خيمة واحدة، وفي ظل وحدة العراق، حقهم مكفول بالدستور العراقي، ومضمون بالعقد الإجتماعي، لقد عانى المسيحيون أوضاعاً صعبة، منها: التهميش، والإختطاف، والتهديد، بالتخلي عن الديانة والتهجير والتصفية الجسدية، هذا ما حدث بإسم الحرية والديمقراطية، ودفع إلى الفوضى التي مزقت نسيج الشعب العراقي، وجعلت منهُ شعباً منقسماً.. ومن خلال هذه المراجع التاريخية تعرضت العديد من الكنائس والأديرة في العراق إلى إعتداءات مباشرة، نُفذ الكثير منها خلال إقامة الصلوات والقداديس كحادثة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد في خريف 2010 وتعرضت الأسر المسيحية لتهديد حقيقي من مجاميع متطرفة ومليشيات طائفية وخاصة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فأجبر العديد منها على ترك منازلها وأموالها ومدنها وواجه العديد من الأساقفة والكهنة والعلمانيين عمليات خطف وتصفية جسدية بسبب إيمانهم ومعتقداتهم وتوجب على البعض منهم دفع فدية باهضة إزاء إختطافهم، وها نحنُ الآن مرة أخرى نترك منطقة سهل نينوى ونهربُ إلى إقليم كوردستان في كل محافظاته ومدنه (أربيل، دهوك، سليمانية) بسبب بطش داعش المقيت ولحدّ الآن لا زلنا ننتظر ونترقّب ما يحدث؟. هل نرجع لديارنا أم نهاجر خارج العراق أم نُحاصر ونقتل في أماكننا؟.

..............

المصادر:-

1-   مستقبل المسيحية في العراق- الأب الدكتور يوسف حبي- إعداد وتقديم أدمون لاسو- مطبعة نصيبين- الشرفية- نينوى2014 .

2-   مجلّة الفكر المسيحي العدد (495- 496) أيار- حزيران 2014- مطبعة الأديب البغدادية- ص122.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.