اخر الاخبار:
إسرائيل تختطف أعضاء بحركة حماس من قلب سوريا - الخميس, 12 حزيران/يونيو 2025 10:28
إسرائيل تقصف ميناء الحديدة اليمني من جديد - الثلاثاء, 10 حزيران/يونيو 2025 20:19
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الكلام وعواقبه// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

عرض صفحة الكاتب 

الكلام وعواقبه

قرار المسعود

 

           يقول قائل أن هناك كلام يفهم حسب عمر الشخص ومن حيث درجة علمه وتربيته ومحيطه وتجربته المكتسبة. وإذا قيل في غير محله لا تكون له جدوى ولا فائدة ويقلل من قيمة قائله. وهذا التصريح أو الإدلاء تترتب عليه عواقب وخيمة ويؤثر على الأعمال المنجزة وغير المنجزة في كل المستويات، الاجتماعية والعلمية والثقافية والسياسية على مقدار درجة المسؤولية.

 

       ومن هذا المنظور يصبح التسيير فن وإبداع في بعض الحالات، سواء على مستوى العائلة من طرف ربها أو في مشروع تنموي أو سياسي. وبالعكس إذا كان رب البيت مطبلا ... فكل شيئ ينهار من ورائه وتُجَرُ الكوارث وتنهار العائلات والأمم وتهدم مصانع ومنشأت ودول نتيجة سوء التصرف وسوء التقدير. وما نراه ونعيشه على ساحة الواقع عامة يثبت ذلك. فبمجرد تصريح غير مدروس من رجل سياسة مسؤول تتدهور دولة ومجتمع بكامله وفي المقابل بتخطيط محكم يتم تصدع قطب أحادي في ميزان القوة، كان مبرمج منذ حقبة من الزمن ومَنْ أعَدَ له كل العدة يشاهده ينهار أمامه شيئا فشيئا وهو لا يستطيع إيقافه إلا إذا أعد له مخطط أكثر دراسة من عهد بلفور و كيفية إستعمار الشعوب.

 

          فالعلم الحقيقي إذا إستقر عند أهله وأحسنوا مكانته وتعاملاته وتعاليمه على أحسن ما يرام، يسودوا ويتربعوا على المعمورة ويُحترموا ويُؤخذ بتعاليمهم وتوجيهاتهم. ومن ثم تعيش الأمم والمجتمعات في طمأنينة وأمن وإستقرار بينهم وفي تطور حسب ما تملكه تلك دول والأمم في تبادل بإنصاف. فدول الغرب اليوم كأنها لا تريد التخلص مما تمارسه من هيمنة وغطرسة وتلفيق التهم، ولكنها في نفس الوقت تحس أنها تتلاشى تدريجيا مع تفطن المجتمعات وكشف النوايا وهي تتشبث بمكائدها أمام الضعفاء وأن لا تحاسب عليها. يقول المثل في محيطنا "الدوام يُذَوبُ الرُخام" ويأخذ المظلوم حقه، لأن العقل البشري خُلِقَ للتمييز والإنصاف مهما كان الأمر.

 

         اليوم أظهر الإعلام حقائق المدسوس وأهداف المخططات وتطلع المجتمعات المضطهدة والمهضومة، فاليوم تنديد وغدا تصعيد فات وقت السكوت. بل إصطدام وأخذ الصاع ربما بصاعين و الكيل بمكيالين. كل مخطط و فكرة لها نهاية وحتى الحضارات ستزول، إلا التعامل الحسن للفرد مع أخيه أين ما كان وحيث ما وجد من اللون أو المكان أو العقيدة أو العادات أو درجة التطور. لأن هذه الأفكار والمخططات الدنيئة المبنية على حب المادة على حساب الغير تأباها الطبيعة والعقل. ومن هنا و في أخر المطاف ندرك زوالنا كبشر وما نعمله بسلوك دنيء مهما نصل من العلو والتكبر.

 

          فعندما نراجع الحالة، نجد أن الرابح في الأخير هو مَنْ يتصرف كفرد أو كدولة بما تملكه الطبيعة (فأين هتلر الذي أراد أن يقود العالم أو مَنْ دبروا له المكائد من الصهاينة وما فعل بهم). الأرض خلقت ليعيش فيها كل البشر بدون إستثناء ولا تمييز. فنقول للمهضوم حقوقهم أن دوام الحال من المحال وأن العمل بالعلم والدراسة والتكتل والإتحاد والتشاور والسير على المبادئ المنبثقة من أصل المجتمع في هذا الظرف، أصبح له أهمية قصوى في التصدي من أجل البقاء والإستمرار. يقول نيلسون منديلا " لا أخسر، إنما أربح أو أتعلم" ويضيف مالك بن نبي "أن المعجزات الكبرى في التاريخ مرتبطة دائما بالأفكار الدافعة" وأختمها بإبن خلدون " مَنْ لم يقرأ التاريخ فقد عاش عصره فقط، ومَنْ قرأ التاريخ فقط عاش الدهر كله".

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.