مقالات وآراء
الحكيم الذي لم ينكسر// غسان يونان
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 23 أيار 2025 10:51
- كتب بواسطة: غسان يونان
- الزيارات: 1057
غسان يونان
الحكيم الذي لم ينكسر
غسان يونان
في تاريخ الأوطان وفي سجل الرجال العظام تُكتب أسماء الذين صمدوا أمام المحن، بحروف من ذهب، والدكتور سمير جعجع هو من أولئك الرجال الذين سطروا مسيرتهم بتضحياتهم وثباتهم ووطنيتهم.
ولد الدكتور سمير جعجع في قلب لبنان ونشأ مؤمنا بلبنان السيد الحر المستقل، كان في مقدمة المقاومين زمن الحرب، مدافعا عن قناعاته.
حمل لبنان في وجدانه، ودفع أثمانًا باهظة دفاعا عن سيادته وكرامته. لم يساوم، لم يهادن، بل واجه أعتى العواصف بفعل إيمانه القوي وبثباتٍ قلّ نظيره.
في ذروة الظلم، زُجّ بالحكيم في السجن لأكثر من أحد عشر عاما، لا لذنبٍ ارتكبه، بل لأنه كان صلبا حين أرادوه خنوعا، وحرًّا حين أرادوه تابعا، خرج من محنته كما دخلها، شامخًا، نظيف الكف، نقيّ الصفحة.
لم تنجح محاولات الاغتيال المعنوي والجسدي في النيل من عزيمته، ولا كل أشكال الغدر السياسي. بقي صامدًا، رافضًا الانكسار، مؤمنًا بأن لبنان يستحق التضحية.
اليوم، يقف سمير جعجع في قلب المشهد، لا يتزعزع أمام العواصف، ولا تغيّره التوازنات. هو كما عرفه الناس، صلبٌ كالأرز، حكيمٌ في الرؤية، وفيٌّ في الالتزام، قائدٌ لا يحني رأسه… بل يرفعه باسم وطنٍ لا يموت.