مقالات وآراء
تحالف الراغبين ام تحالف العاجزين؟// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 23 أيار 2025 18:44
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 624
محمد حمد
تحالف الراغبين ام تحالف العاجزين؟
محمد حمد
إلى مانويل ماكرون:
(ما كلّ من طلب المعالي نافذا - فيها ولا كلّ الرجالِ فحولا)
اعجب من تصرف قادة فرنسا وبريطانيا وبولندا. كل اسبوع لهم سفرة تضامنية إلى كييف. كل اسبوع لهم مؤتمر صحفي من أجل اوكرانيا. كل اسبوع لديهم خطة أو مشروع او مبادرة هدفها عرقلة اية مفاوضات جادة بين موسكو وكييف. لا يقر لهم قرار. تركوا جانبا هموم ومشاكل شعوبهم واصبحوا ضيوف شرف لدى "ابن الخايبة" زيلينسكي. استغلوا جهله في السياسة وقلّة خبرته في مواجهة الصعاب. واقنعوه، وهو المغلوب على امره، بانهم افضل من يدافع عن اوكرانيا في هذا الكون. بينما هم في الوافع يدافعون عن مصالحهم الشخصية قبل الوطنية. كل واحد منهم يبحث له عن بقعة مضيئة يراه الآخرون من خلالها. تكرههم شعوبهم ونصف الاحزاب في بلدانهم. ومع ذلك يسعون إلى هلاك البشرية.
ليس من حق ثلاث دول أو اربع أن تضع العالم على صفيح ساخن لأن لديها خلافات أو خصومات مع روسيا. كما ان إصرار الاحمق ماكرون رئيس فرنسا إلى الدفع نحو التصعيد مستغلا سذاجة احمق آخر اسمه زيلينسكي (شبيه الشيء منجذب اليه) قد يؤدي إلى عواقب ليس بمقدور احد، لا فرنسا ولا بريطانيا ولا اوكراتيا، تحمل نتائجها الكارثية
وقبل أيام صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قائلا: "استغرب من أن الأوروبيين يسعون إلى الحرب بينما الرئيس ترامب يبذل أقصى الجهود لوضع حد لها".
لقد لمس الوزير الامريكي هذا التوجه نحو الحرب لدى بعض قادة الدولة ألاوروبية في لقاءاته المتكرّرة معهم. وعلى رأس هؤلاء الفرنسي ماكرون (ابو گرون) الذي يسعى جاهدا للانتقام من روسيا بعد أن إزاحته، مع قواعده العسكرية، من دول أفريقية مهمة.
لقد فرض قادة تحالف الراغبين (أو تحالف العاجزين) آلاف العقوبات ضد روسيا. وقد شملت جميع مناحي الحياة والنشاطات الإنسانية الأخرى. كالفن والأدب والرياضة. واستطاعوا تسييس مؤسسات ومنظمات دولية كانت في يوم ما بعيدة جدا عن السياسة. وحرموا شعوبهم من ثراء وعراقة وجمال روسيا الاتحادية. دولة لها تاريخ حافل بالانجازات على اكثر من صعيد. ومع كل ما مارسوا من عدوانية وضغينة وقسوة ضد روسيا خابت آمالهم وتبدّدت اوهامهم.
وفي يوم الثلاثاء المصادف العشرين من هذا الشهر، قرّر "تحالف العاجزين" اعتماد الحزمة رقم ١٧ من العقوبات ضد روسيا. وكذلك الاستمرار في دعم مهرج اوكرانيا عسكريا. ولو كان لدى هؤلاء ذرّة من الحكمة لسالوا أنفسهم: ماذا فعلت بروسيا آلاف العقوبات السابقة؟
الجواب: لا شيء ذي أهمية. بل على العكس كانت نتائجها مدمّرة على المواطنين الاوروبيين وخلقت، في معظم الدول الأوروبية المؤثرة، أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة. وللخروج منها سوف يتعيّن على ماكرون فرنسا وأمثاله الركوع أمام بوابة الكرملين المغلقة. وهو ينشد باعلى صوته:
(لا تغلقوا الابواب عنّي لزلّةٍ - فأنتم كرامٌ والكريمُ غفورُ)
عسى ولعل الرئيس بوتين يسمعه ويسمح له بالدخول ولو من الباب الخلفي!