مقالات وآراء
هل تحولت حكومة السيسي إلى حرس حدود لحماية الكيان؟// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 12 حزيران/يونيو 2025 11:53
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 613
علاء اللامي
هل تحولت حكومة السيسي إلى حرس حدود لحماية الكيان؟
علاء اللامي*
هل تحولت حكومة السيسي إلى حرس حدود صهيوني يمنع المتضامنين العرب من الاقتراب من حدود غزة لفك الحصار عن شعبها الذبيح؟ ياللعار! سيسجل التأريخ أن حكومة السيسي التي جعلت مصر وسيطا بين القتلة الذين يشنون حرب إبادة جماعية وبين ضحاياهم الفلسطينيين قد خرجت اليوم حتى عن هذا العار عار الوساطة ومنع آلاف العرب الذي أطلقوا حملة الصمود من محاولة كسر الحصار وإيقاف المذبحة في غزة!
ففي بيان يقطر تذاكيا ونفاقا قالت الخارجية المصرية إن "مصر ترحب "بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة" مؤكدة استمرارها في "العمل على كافة المستويات لإنهاء العدوان على القطاع"، ولكنها أضافت وهنا بيت القصيد ومغزى موقفها الحقيقي اشترطت على من يحاولون الاقتراب من "المنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات"! فهل هذا هو الوقت المناسب للموافقات المسبقة والإجراءات البيروقراطية؟ إن هذا الشرط الذي تضعه الحكومة المصرية على آلاف المواطنين العرب من دول المغرب الغرب وبمبادرة من جهات شعبية تونسية بالتنسيق مع جهات شعبية جزائرية ومغربية وليبية وموريتانية ليس إجراء إداريا شكليا فحسب بل شرط معرقل وخبيث لمنع القافلة التضامنية من دخول مصر والاقتراب من ميدان المذبحة في غزة خضوعا لأوامر العدو الصهيواميركي.
لقد قام العدو قبل يومين باختطاف مجموعة الشباب والشابات الأمميين الذين حاولوا كسر الحصار على الفلسطينيين في غزة الدامية من المياه الإقليمية واقتاد سفينتهم مادلين الى ميناء أشدود واعتقلهم ورحل قسما منهم وما يزال بعضهم يخوض إضرابا عن الطعام حتى الآن.
لا فرق على الإطلاق بين قرار حكومة السيسي المعرقل والمجهض عمليا لمحاولة فك الحصار باشتراطاته الإدارية السخيفة واللامبررة على الإطلاق والتي لا تحترم لا جهود المتضامنين العرب ولا دماء إخوانهم الفلسطينيين المذبوحين على مرأى من القوات المصرية الممنوعة من التدخل على الحدود وبين اختطاف شباب السفينة مادلين بحجة أنهم خرقوا حدود الكيان وحاولوا الدخول إلى إسرائيل وحدود مياهها الإقليمية رغم إنهم كانوا في المياه الإقليمية!
لقد كان المنتظر والمأمول أن تبادر حكومة مصر والحكومات العربية الأخرى التي ترتبط مع دولة العدو باتفاقيات سلام وعلاقات دبلوماسية، إن تبادر كما فعلت دول أجنبية وغير عربية ولا إسلامية في أميركا اللاتينية إلى قطع علاقاتها مع كيان الإبادة الجماعية أو على الأقل سحب سفيرها منه وإدخال المؤن والغذاء والماء والدواء عبر حدودها المشتركة مع غزة والتي تركت جيش القتلة الصهاينة يسيطر عليها، ولكنها لم تفعل! وهاهي اليوم تعرقل وتحاول منع قافلة تضامنية من المواطنين العرب العزل من أي سلاح من الاقتراب من أراضي فلسطين ... نعم، سيسجل التاريخ هذا العار على حكام مصر الحاليين وسيجللهم الخزي والهوان إلى الأبد ويبقى الأمل معقودا على الشعب المصري العظيم وحركته وقواه الوطنية في أن يتحرك بقوة لفك الحصار عن غزة ويسقط مضمون هذا البيان الخبيث عمليا ويستقبل قافلة الصمود ويتجه معها الى أراضي غزة المخضبة بدماء الأطفال والنساء.
*كاتب عراقي