جوزيف شلال
ألأرهاب بأسم ألدين ضد ألمدنيين ألأبرياء هي جرائم فاشية ونازية وعنصرية
جوزيف شلال
سياسي عراقي مستقل
المقدمة
اجهزة المخابرات والاستخبارات والامن مع بعض الشيوخ والمراجع المدنية السياسية والدينية الحاقدة على البشرية والعالم لبعض الانظمة والدول الداعمة للمنظمات الارهابية والجماعات المسلحة والفكر المنحل الساقط اللا اخلاقي والتي تنشر الكراهية والايديولوجية التكفيرية قد سخرت ما لديها من امكانيات واموال واعلام انتهازي مراوغ وكذاب للهيمنة على عقول الناقصة فكريا وثقافيا وحضاريا واجتماعيا والتي تم ترويضها كالانعام .
لابد من الاشارة ان الدول والانظمة الداعمة للمنظمات الارهابية والارهابيين والقتلة والمجرمين وفتاوى المحرضين ومعهم الذين تم غسل وبرمجة ادمغتهم قد تمادت في افعالها وجرائمها المشينة منذ بداية السبعينات من القرن الماضي وبعد ان اصبح لديها فائض من الاموال , عدة مئات من الجرائم الوحشية قد حصلت منذ ذلك التاريخ والى هذه الايام , تمت عمليات التصفية للعديد من اصحاب الفكر الحر من الاعلاميين والكتاب والناقدين والرسامين وكل صوت حر لا يقبل تلك الافكار المتخلفة التي هي ضد الحضارة والانسانية والمجتمعات الحرة .
هناك من يستغرب عندما تتحدث وتنبح في وسائلها الاعلامية الهزيلة عن الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة والمشاركة في الحكم وهي تمارس ابشع انواع القمع والارهاب على مواطنيها ناهيك عن بعض الانظمة المتخلفة التي تقوم بقطع الرؤوس والايدي والجلد وقمع المراة والحريات وتمنع من قيام احزاب ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات ثقافية وغيرها ولا تعترف بابسط حقوق الانسان ومواطنته وانسانيته .
طرق الدعم والانتشار
قبل ان نتطرق الى تلك الجماعات التي تدعم الارهاب العالمي نقول كيف ينتقل الارهاب وينتشر من مصادره الى الشرق والى شمال افريقيا وافريقيا وصولا الى العالم الغربي! بات معروفا بان اميركا ومخابراتها ومخابرات بعض الدول الغربية لديها كل المعلومات واطلاع كامل حول طرق واساليب وكيفية وصول الاموال والاسلحة من الدول الداعمة للارهاب الى المنظمات والجماعات الارهابية والميليشيات لكي تنفذ ما يطلب منها.
ليس بالضرورة بان الداعم للارهاب يقوم بتحويل الاموال والمساعدات الاخرى عن طريق وزاراته المالية او سفاراته على اساس انها محصنة في الخارج, تاريخ وسجلات ووثائق الاجهزة المخابراتية التابعة لها لا تدل بانها تقوم بهذه العملية بنفسها , بل كلها تجري بطرق سرية وعلى راسها طريقة / فاعل خير/ !, وكذلك عن طريقة التبرعات من انصار ومشجعي رافعي رايات عمل الخير والاعمال الخيرية والمدارس والجامعات ودور العبادة التابعة لها, هناك دول وشعوب الداعمة للارهاب تختلف فيما بينها في كل شيئ حتى في ثوابتها العقائدية والدينية ! لكن نراها تلتقي لانجاز هدف او حالة معينة لخدمة امنها ومصالحها وديمومة وجودها وهذا هو المهم لديها بالدرجة الاولى.
الارهاب المنفلت دليل على الهمجية
تعدد الامم والشعوب والاقوام والاديان والاحزاب والطوائف والملل شيء طبيعي ومالوف ومتعارف عليه منذ قديم الزمان, من هنا لا بد ان يكون اتخاذ القرارات والبت فيها مركزية تصدر من الجهة التي تتحكم وتدير شؤون تلك المسميات التي ذكرناها ,
سنتناول مسالة التدين بكل جوانبها قديما وحديثا وخاصة العناوين الكبرى التي شغلت العالم وحركته بعد انتشارها اعلاميا بعد الثورة الالكترونية التي غزت العالم من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها, بعض التسميات والاسماء والمصطلحات والعناوين التي اتوا بها مروجي الفكر والايديولوجية الارهابية لم يعرفها او يسمعها احدا الا اصحابها, وهم يريدون اجبار الغير لتصديقها وفرضها بالقوة على الشعوب والاقوام الاخرى بحجة انها مقدسة منزلة من اله غير معترف به الا من قبل هؤلاء.
نظرية التسويق هذه فشلت فشلا ذريعا بعد ان وقف العالم كله ضد تلك الافكار التخريبية والتدميرية التي هي بمثابة ارهاب, النجاح الذي تحقق في الماضي البعيد كان بواسطة الحروب والغزوات والسطو, اما الان وهذا العصر لم يعد الارهاب جماعيا يطبق بل فرديا او ربما من بضعة اشخاص بعدد اصابع اليد, وهؤلاء مختبئون دائما كالجرذان وتم اطلاق تسمية على هذه الجماعات او الافراد بالذئاب المنفلتة او الخلايا النائمة.
الارهاب فقد مركزية العمل في هذا العصر الذي نعيش فيه, من المضحك ان الذي يدعم ويساند ويمول وينشر الارهاب يدعي علنا بانه ضد الارهاب ويكافح الارهاب والامثلة كثيرة لا داعي لذكر الاسماء لانها معروفة للقاصي والداني, في العالم نجد المئات من الاديان والمعتقدات منتشرة لها مرجعية واحدة في اغلب الاحيان, او لديها مجمع يدير تلك المجموعة لاتخاذ القرارات وتمشية شؤون الجماعة وهذا هوعمل مركزي لادارة احوالها وشؤونها.
ان الانسان المؤمن يكون هو ودينه وايمانه واعتقاده مع الله وحده, اما الحياة والامور الدنيوية مع الوطن لها قوانين وضعية اخرى وضعها الانسان بنفسه لكي يسير عليها ويطبقها وهو ما يعرف بتطبيق القانون والدستور, وفي كثير من الاحيان تكون القوانين التي وضعها الانسان افضل بملايين المرات عن تلك التي يقال عنها بانها من عند الله اي لا علاقة الاولى بالثانية, اي بمعنى لا يجوز اقحام الدين والعقائد والعادات بالحياة المدنية اي فصلها عن الامور خاصة السياسية لكي لا يتم تشويه ذلك الدين والمعتقد والعادات.
الانسانية والعدل
ان معاناة بعض الدول من التخلف والفقر والمجاعة والامية والجهل هي حالة طبيعية لانها تتبع طريق الاستبداد والقمع والدكتاتورية ومعادات العالم المتحضر المنفتح , ان غالبية هذه الانظمة والدول عادة ما تكون راديكالية ثيوقراطية عنصرية ويسارية في نفس الوقت لان دائما اليسار العفن القذر المتطرف يكون متحالفا مع هكذا انظمة شمولية منغلقة ارهابية.
لهذا اغلب الحروب وممارسة الارهاب تنطلق من هذه الانظمة نحو العالم مما يؤدي الى قيام دول العالم الحر بمعاقبتها ومحاربتها وفرض العقوبات الاقتصادية عليها , هذه الدول والانظمة معروفة لسنا بحاجة الى التعرف عليها مرة اخرى.
لو تم اجراء احصائيات حول عدد الضحايا والقتلى والحروب والعمليات الارهابية بسبب هذه الانظمة الشوفينية سوف يجد ارقاما مفزعة وخيالية ومروعة, لوكان هناك انصاف وعدل من المنظمات التي تدعي بانها حقوقية وتدافع عن حقوق الانسان والديمقراطيات وبعض الاكاذيب الاخرى لاعتبرتها جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وهناك تطهير عرقي لبعض الاقليات الدينية والقومية , لكن هذه المنظمات لها ازدواجية في المعايير ويعمها فساد داخي وتعمل لصالح من يدفع لها اكثر.
من جهة اخرى يوجد افراد يحملون صفة دينية وبعلم من النظام الحاكم المتواطئ مع هذه الطبقة تدعو الى الارهاب والقتل والتحريض وقتال الكفار والمخالف لهم,
العديد من عمليات القتل ومحاولات الاغتيالات والتصفيات قد حدثت ضد كل من ينتقد او يخالفهم في الفكر والراي , وهذه الجرائم مستمرة الى يومنا هذا دون حساب ورقيب لانها بعلم الانظمة القمعية واجهزة مخابراتها وامنها, اذا كان المواطن ينتمي لنفس عقيدتهم ويقتل بمجرد الاختلاف معه ! فكيف سيكون الحال مع المختلف معهم في العقيدة والراي! .
تاريخ القمع لم يتغير
هذا الاستبداد والقمع والعنصرية ضد الاخر والمختلف كان موجودا منذ القدم ولم يتغير بسبب لم يقوم احدا بالاعتذار ونبذ تلك الافكار لا بل تدرس الى هذا اليوم هذه الافكار وغيرها باعتبارها امور مقدسة صدرت من اناس معصومة عن الاخطاء , اليكم وثيقة تاريخية , لو تم اليوم اصدارها من اي نظام وحكومة غربية للمقيمين والمهاجرين على اراضيها لوصفوا تلك الدولة والحكومة بابشع التعابير والجمل والكلمات, هذه الوثيقة كانت ضد بشر يعيشون على ارضهم منذ ان خلقوا وقبل مجيئ من كتبها ! اليست هذه وسمة عار! تقول الوثيقة
عن عبد الرحمن بن غنم – كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى الشام, وشرط عليهم فيه/ الا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب . ولا يجددوا ما خرب . ولا يمنعوا كنائسهم من ان ينزلها احد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم . ولا يؤووا جاسوسا . ولا يكتموا غشا للمسلمين. ولا يعلموا اولادهم القران. ولا يظهروا شيركا . ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الاسلام ان ارادوا . وان يوقروا المسلمين. وان يقوموا لهم من مجالسهم اذا ارادوا الجلوس. ولا يتشبهوا بالمسلمين في شئ من لباسهم. ولا يتكنوا بكناهم ولا يركبوا سرجا. ولا يتقلدوا سيفا. ولا يبيعوا الخمور. وان يجزوا مقادم رؤوسهم. وان يلزموا زيهم حيثما كانوا. وان يشدوا الزنانير على اوساطهم. ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شئ من طرق المسلمين. ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم. ولا يضربوا بالناقوس الا ضربا خفيفا. ولا يرفعوا اصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شئ من حضرة المسلمين. ولا يخرجوا شعانين. ولا يرفعوا اصواتهم مع موتاهم. ولا يظهروا النيران معهم. ولا يشتروا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين. فان خالفوا شيئا مما شرطوه فلا ذمة لهم. وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من اهل المعاندة والشقاق.
مفاهيم واراء لا يمكن ان تقبل والعالم يعيش تحت هذه الحضارة والعلم والتقدم والحريات, هناك اقحام خطير للدين في الحياة المدنية والسياسية وفي كل شئ, الحرية والراي الحر والانتقاد والديمقراطية كلها محرمة في هذه الانظمة الاستبدادية.
لماذا الارهاب المحلي والخارجي مستمر
ليس للارهاب تعريف محدد , لا يمكن القول بان عملية القتل أو الذبح او تفجير بناية او سيارة على انها ارهابية فقط , لو تم تحديد عمل معين على انه هذا هو الارهاب لاصبح لللارهاب تعريف واضح ومحدد ومعلوم , هذا ما تريده بعض الدول والانظمة والغالبية من شعوبها التي تمارس الارهاب ونشر هذا الفكر القذر بان يتم تحديد وتعريف الارهاب بكلمات معدودة فقط لكي تتهرب من باقي العمليات الارهابية على انها ليست ارهاب , للارهاب مجالات اوسع في العالم مما قد يتصوره هؤلاء هناك ارهاب ديني , وارهاب عقائدي وطائفي ومذهبي , وارهاب سياسي , وكل ما يحدث ضد مبادئ حقوق الانسان العامة والخاصة يقع ايضا ضمن لائحة قوائم الارهاب وابرزها ارهاب ازدراء الاديان الفاشي العنصري, يمكن القول بان كل نظام حكم في العالم يمارس الاستبداد والدكتاتورية والقمع هو ارهاب بكل معنى الكلمة, الاستعمار والاحتلال والغزوات والفتوحات هي ابشع انواع الارهاب ومن اين اتت وجاءت ومن اي جهة كانت مصادرها واهدافها وغاياتها.
الارهاب المحلي هو ارهاب يمارس داخل نطاق الدولة, الدولة تمثل الشعب والارض, هذا النوع متوفر ويمارس في العديد من الدول الى الان, يعود السبب لهذا الارهاب الى وجود انظمة حكم دكتاتورية وليس لها شرعية وغير منتخبة, الانظمة هذه ذات طبيعة وصبغة ثيوقراطية على الاغلب, من يؤكد ذلك هي دساتيرها وتشريعاتها وقوانينها, الارهاب المحلي ياتي من عدة مصادر واهمها هو نظام الدولة, في كل دولة من هذه الدول لديها نظام مميز في تطبيق الارهاب على مواطنيه اولا.
أول ارهاب يمارس من قبل هذه الدول والانظمة هو الارهاب الديني, الارهاب يتمثل باجبار الناس على تطبيق وممارسة اعمال وعادات غير مقتنعين بها مثل اجبارهم عدم الافطار العلني وتشديد الرقابة على اللباس والشعر والحجاب وغيرها,
ارهاب آخر يمارسه النظام ضد شعبه وخاصة الغالبية التي قبلت الذل والمهانة, عدم وجود انتخابات وحريات وعملية تداول السلطة واعلام حر, حتى ان وجدت بعض الانتخابات تكون مزورة وغير نزيهة ونتائجها محسومة لصالح النظام.
الارهاب المحلي في بعض الدول ياتي من وجود ميليشيات واحزاب ذات طابع ديني وتدعي لنفسها حق المقاومة , لكن في حقيقة الامر ما هي الا مافيات وعصابات ومرتزقة ماجورين لتنفيذ مصالح واجندات لدول وانظمة اخرى, الارهاب المحلي الاخر الذي تمارسه هذه الدول والانظمة هو عمليات ايواء الارهابيين والهاربين والمعارضات والقتلة وقادة المنظمات الارهابية على اراضيها, هذا الايواء الذي يقولون عنه بانه عملية انسانية , هذا مخالف للواقع واكذوبة وخداع , هل لهؤلاء من الانظمة وحكامها لديهم ذرة من الانسانية?, اذا كان لهؤلاء هذه الصفات الحميدة عليهم اولا معاملة شعوبهم مع كافة المكونات دون تفرقة ومعاملة انسانية كما يعاملهم الغرب حينما يهربون اليه من بطش الانظمة الدكتاتورية , وهل هذه الانظمة المارقة تعترف باتفاقيات ومعاهدات جنيف ومبادئ حقوق الانسان ومواثيق الامم المتحدة ? , وهل فاقد الشيئ يعطيه لغيره?.
ألارهاب الخارجي
هذه الانظمة وارهابييها من القتلة والمجرمين والمختلين عقليا والمغسولة ادمغتهم لا تمارس ارهابها فقط داخل اراضيها ضد كل من يخالفها في الراي والفكر وضد المختلف معها عقائديا, بل نراها تمارس ارهابا خارجيا ضد شعوب دول العالم الحر , وتحديدا ضد اميركا واوربا واسرائيل اليهود , اي ضد المسيحيين واليهود خاصة , اي لا نجد الى الان عملية ارهابية ضد المواطنين في الصين وشعوب اخرى بالرغم من ان الصين تقمع جميع العقائد والاديان!.
كراهية العالم الامريكي والغربي والمسيحية واليهودية لم ياتي من فراغ, بل هو متاصل منذ القدم في الكتب والمؤلفات بشتى انواعها واشكالها, اضافة الى ابواق ونباح الاعلام من خلال القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي والذباب المرتزق الانتهازي الذي يعمل لصالح بعض الجهات المعروفة التي تمول وتدعم وتشجع الفكر والايديولوجية الارهابية , كذلك هناك المناهج والكتب الدراسية التي تدعوا الى الكراهية والحقد والتكفير.
اذن هذا النوع من الارهاب هو ارهاب فكري وعقائدي , لهذا يشاهد العالم ان الذي يقوم بعملية ارهابية خارجية ضد مصالح اميركا والغرب والمسيحيين واليهود قد غسل دماغه وعقله وتم تعبئته بكل اشكال التطرف والكراهية والحقد, هناك سبب اخر يشجع مثل هؤلاء للقيام بهذه العمليات الارهابية مثل القتل والدهس والنحر والحرق هو بسبب التقدم والحضارة والصناعة والتكنولوجيا والخدمات, اي صار هناك بعد وفارق زمني بمئات السنوات ربما اكثر, وكما يقول المثل الشعبي فاتهم القطار , هناك ارهاب اخر وهو الجهاد وله اشكال متعددة مثل جهاد الهجرة وجهاد انجاب الاطفال , جهاد تطبيق الشريعة وتخويف الدول الغربية وشعوبها, هناك من يدفع الاموال للارهابيين ومنظماتهم عن طريق الوسطاء لاخفاء الدليل, هذا ما تقوم به اغلب اجهزة مخابرات تلك الانظمة من بينها بعض من انظمة دول الخليج وعلى راسهم قطر, وانظمة اخرى وعلى راسهم ايران.
طرق غير مشروعة
اميركا والغرب يعرفون حق المعرفة ومن خلال اجهزتها المخابراتية والتجسسية ومن مراكز امنية مختلفة بان تلك الدول بانظمتها تمارس ارهاب محلي وارهاب خارجي, هذه الدول تدعم الارهاب بالاموال والاعلام ومن خلال النشاطات السرية والعلنية احيانا, هناك انواع اخرى من الارهاب تدخل ضمن هذه القائمة منها خطف الرهائن مقابل فدية بالملايين , تجارة الحشيش والمخدرات , تجارة السلاح , تهريب السيكائر , تهريب مواد وادوية وغسل الاموال, جمع التبرعات لجهات غير معروفة, حصالات الفلوس التي يتم توزيعها في العديد من دول العالم في السوبرماركتات ومحلات اخرى , جمع التبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي , لم تجد دولة واحدة من التي تسير في هذا الطريق الاسود تم تغيير نظامها نحو الافضل والاحسن, بل راينا العكس من ذلك, فان مسيرة الفشل والرجوع الى الوراء قد بدات, مرحلة السقوط الى الهاوية والقعرايضا قد بدات منذ السبعينات من القرن الماضي مع موجة ما يعرف بالصحوة الدينية والقومية وانتشار اليسار العفن, الشعوب بدات بالتراجع الى الخلف وتحديدا الى العصور المظلمة والجاهلية والقبلية الى ان اصبحت من الد اعداء الحضارة والعصرنة والتعايش الانساني والاخلاقي مع العالم.
مقياس الشعوب والدول الفاشلة
الدول الفاشلة تقوم على حكومات مركزية ونظام دكتاتوري, اما حزبية او ثيوقراطية او راديكالية او عسكرية همجية, اذن الدول والانظمة الفاشلة غير قادرة على توفير الحد الادنى من الخدمات الضرورية العامة لمواطنيها, من خلال المؤشر الدولي للدول الفاشلة التي تسمى منظمة صندوق السلام , تعتبر هذه الدول مع شعوبها فاشلة بهذا المقياس, لهذا نجد فيها هجرة واقتتال ديني وطائفي , وفيها فقر وبطالة وفساد وتعصب , الحاكم الفعلي والمرجعية هنا تكون اما بيد شيخ قبيلة او عشيرة او شيخ ديني . للانصاف فقط هناك دول اخرى في العالم تعتبر فاشلة كباكستان , افغانستان , الصومال , جاد , غينيا , وغيرها.
هذه الدول مع شعوبها تشكل خطرا دوليا على الامن والسلام والاستقرار, يجب وضعها تحت المراقبة وتشديد العقوبات عليها ومحاصرتها ومعاملتها معاملة خاصة الى ان تنصاع وتخضع للقوانين والمواثيق الدولية وتعترف بحقوق الانسان والمواطنة والحريات وان تقوم مجبرة بفصل الدين عن السياسة والدولة وبالقوة , وان تكون دول وانظمة علمانية شعارها المواطنة فوق اي اعتبار اخر بما فيها الدين.
في الدول الفاشلة تكثر فيها الميليشيات المسلحة الموالية للاحزاب الحاكمة والحكومات الغير شرعية , في هذه الدول تنعدم الطبقة الوسطى وهو دليل اخر على انهيار القانون والمؤسسات والعدالة والامن , تجد في هذه الانظمة فقط الغني والفقير , اما الطبقة الثالثة وهي الوسطى تكون غالبا من اصحاب المهن والمهنيين والكفاءات, لديها دور كبير ومهم ومميز في التحولات الاجتماعية, الاعداء الحقيقيون لهذه الطبقة هي الانظمة وتوابعها من الميليشيات الارهابية التي تقمع هذه الطبقة وتحاربها وتقوم بتهجيرها وقتلها, جميع المعارضات والاقلام الحرة والافكار تخرج من هذه الطبقة, لهذا نرى انظمة الدول الفاشلة تحاربها وتقمعها اكثر من غيرها وتشن عليها حملات ابادة وتصفيات جسدية , لهذه الاسباب وغيرها لا نجد هذه الطبقة بكثرة في هذه الدول, ان الذي يسيطر ويهيمن على التجارة وكافة مقدرات ومرافق الدولة هي الحاشية والاقرباء والزمر المنتفعة من الانظمة الفاشلة فقط , لا يمكن احداث تقدم يذكر في ظل حكومات وانظمة وطغاة مستبدون يحكمون بالحديد والنار, اما الغالبية من شعوبها الراقصة والتي تم ترويضها واسقيت بسموم الحقد والكراهية والاجرام والقتل قد وصلت الى نقطة اللاعودة, لا بل هناك من الانعام لديها عاطفة ووفاء وحنان اكثر من هذه الشعوب المتحولة.
من السيئ الى الاسوأ
لم نقف يوما ضد التغيير وضد هذه الانظمة الاستبدادية الفاسدة لتغييرها واصلاحها, بل مع ازالتها والقضاء عليها بشتى الطرق اي لا يتحقق السلام الا بالقوة , لكن في المقابل حذرنا من مجيئ انظمة حكم فاشلة, لكن مع الاسف حصل هذا, نحن لا نلوم المواطن العادي عندما يفرح بقدوم انظمة استبدادية, شعارات مزيفة يطلقها الاعلام العربي المرتزق المزيف وبعض الاعلاميين الغوغائيين لكي يستميلوا هذه الطبقة الغير مثقفة والمؤدلجة, كمثال/ تم تسمية الثورات التي حصلت سابقا في بعض الدول بثورات الربيع العربي, في المقابل كان هناك رفض من الاغلبية الصامتة ومن الطبقة المثقفة والمفكرة والواعية لما قد يجري ويحصل في اوطانها بتمويل اجهزة مخابرات لانظمة معروفة لتحويل المنطقة وهذا الشرق الى شرق اوسطي اسلامي راديكالي متخلف ومنبوذ ومكروه من العالم وكانت دويلة قطر تقود تلك الاحداث المخزية والغير شريفة.
اطلقنا منذ اللحظة الاولى على هذا الحراك الخبيث الشيطاني المشبوه بشتاء وخريف عربي وسباة عميق وثورات الثيران الهائجة الهمجية الفاشية الفاشلة النازية الوحشية اللا انسانية, ليشاهد العالم ما حصل ويحصل في ليبيا وتونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا والعراق واية دولة اخرى قد تصاب بهذا المرض السرطاني الوبائي القاتل المدعوم من دويلة قطر,
لم نتطرق ما حدث في العراق ودول اخرى للقضاء على المسيحيين والايزيديين وباقي الطوائف والاديان والقوميات الاخرى, هذا الارهاب ضد هذه الاقليات لم نرى اعلاما واحدا او مثقفا واحدا او نظام او اي مسؤول حكومي في هذه الانظمة المشبوهة او شعوبها قد نددوا واستنكروا او خرجوا على الاقل بمظاهرات ومسيرات مثل ما يخرجون بالملايين لاتفه الامور واسخفها.
هذه الانظمة الاستبدادية الدينية الثيوقراطية التي جاءت بعد حقبة الاستعمار القديم المباشر تعتبر اسوأ وابشع من ذلك الاستعمار الذي كان له الفضل احيانا في تقدم ونهضة بعض من هذه الدول كمصر وسوريا والعراق ولبنان وغيرها بما انجزوه وتركوه من عمران ونهضة ثقافية وعلمية ونواة الديمقراطية والحداثة والطباعة وما الى ذلك, هذه الانظمة الغريبة والعجيبة لا نشاهد مثيلاتها في اية بقعة اخرى من العالم سوى في هذه المناطق المغضوب عليها علميا وثقافيا ومناخيا والغير قابلة للتطور والتاقلم والانفتاح وتقبل العلم والمعرفة والحياة العصرية والعولمة لان جميع هذه الاشياء تعتبر من المحرمات وبعيدة عن الاخلاق والثوابت والقيم والمقومات المزيفة المليئة بالخرافات والاساطير والقصص والحكايات والتاريخ المزيف المكتوب بحسب الاهواء والاملاءات من قبل المتسلط على الرقاب سواء كان خليفة او امير او سلطان او حاكما مستبدا.
انظمة ذات طابع قبلي او عشائري او اميري او عائلي او طائفي او تابعة لحزب او شخص او مجموعة من العصابات والمافيات التي لا هم لها سوى سرقة الاموال والثروات والفساد والاجرام والسهرات والنكاح والزواج وغيرها من الاعمال والافعال المشينة, الانظمة هذه تنفق من الاموال التي تسرقها وهي اموال الشعب لحماية نفسها لكي تبقى في السلطة الى ما لانهاية اكثر من الاموال التي تصرف لبناء الدولة وتقديم الخدمات ورعاية شعوبها وحمايتها.
سلطة جائرة
سلطات الامر الواقع في هذه الدول تكون دائما محصورة بيد شخص واحد سواء كان رئيسا او ملكا او اميرا او سلطانا, المهم يعتبر هو القائد الاوحد والمبجل والمخلص والحامي والراعي والواهب والمسؤول على جميع انواع السلطات منها التشريعية والتنفيذية والقضائية, اضافة الى ذلك فهو المسؤول الاول والاخير عن جميع الاموال وخزينة الدولة وبنوكها والواردات فيقوم هذا الشريف بسرقة 90 % منها له ولعائلته واعوانه وزمرته وعصاباته والباقي كفضلات يعتبرها هبات ومكرمات منه الى شعبه ودولته, لهذا نرى اغلب هذه الدول تعيش على المساعدات الاوربية والامريكية.
تفتخر جميع هذه الانظمة بانها طائفية ومن مذهب واحد ودساتيرها تدعي وتقول بان دين الدولة الرسمي هو الاسلام , ولا يسمح بسن قانون او امر يخالف الشريعة , البعض من هذه الدول القمعية تطبق الشريعة في نظامها ولكن يتم تطبيقها على الفقير والاجنبي من العمال والعاملات ولم نسمع يوما بان هناك حالة واحدة قد طبقت على الطبقة المتنفذة والحاكمة علما بانها تقوم باعمال غير اخلاقية وغير شريفة وسرقات ونهب واغتصاب سواء في الخارج او في الداخل والامثلة كثيرة.
فاقد الشيئ لا يعطيه, الانظمة المارقة هذه استلمت الحكم والسلطة بطرق غير شريفة وغير شرعية وغير معروفة , منها من قام بتنصيبه من قبل الاستعمار القديم قبل رحيله, منها من جاء بالانقلابات العسكرية ومساعدة اجهزة مخابرات دول اجنبية, تعتبر هذه الانظمة انظمة دينية وفاشية ونازية وارهابية وعنصرية وطائفية ومجرمة وسارقة ومارقة وغير شرعية وغير نزيهة, لا تحترم الانسان وحقوقه الشخصية وقامت بارتكاب ابشع المجازر والاعدامات والاعتقالات والترهيب والتعذيب والقهر والاغتصاب والتنكيل وما الى ذلك من الاعمال الاجرامية التي لا تعد ولا تحصى.
غير محترمة
اذن المحصلة النهائية هذه الانظمة الفاشستية لا تستحق الاحترام ولا العيش ولا ان تبقى في الحكم والسلطة اي بمعنى ادق لا بد من التخلص منها والقضاء عليها بشتى انواع الطرق والعوامل والوسائل السلمية والمظاهرات وطلب الحماية والمساعدات الدولية والتدخلات الاجنبية في حالة عدم مقدرة الشعوب من التخلص من مجرميها الفاسدين المارقين,
العالم منذ عدة سنوات قد تخلص من الانظمة الدكتاتورية والشيوعية والاشتراكية كدول المعسكر الشرقي في الاتحاد السوفيتي الروسي ودول شرق اوربا وانظمة اليسار القذر التي تشبه الى حد ما الانظمة والدول الحالية في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا الدول التي يقال عنها بانها تنتمي الى جامعة الدول العربية الفاشلة والفاسدة , وهي في طريقها الى الزوال والانهيار والسقوط في مزابل التاريخ والنفايات كما حدث لبعض الدول منذ سقوط جدار برلين,
غالبية الشعوب العربية فقدت الامل للتخلص من انظمتها وحكامها وسلطاتها الاستبدادية والدكتاتورية , هذا ما شاهدناه ورآه العالم باسره, اي بمعنى ادق تاخرت صحوة الشعوب النائمة للتخلص من حكوماتها الارهابية ما يقارب العشرون عاما بعد زوال المعسكر الاشتراكي الشرقي مع دول دكتاتورية اخرى في العالم.
لصالح من والاسوأ قادم
الدول الغربية ايقنت وفي مقدمتها اميركا وبريطانيا وبعض الدول الاوربية بان هناك ازدياد في العمليات الارهابية و معاداة الغرب الكافر من قبل غالبية الشعوب التي تعيش تحت قمع هذه الانظمة القمعية, بعد الصحوة الاسلامية الثالثة التي بدات في نهاية عقد السبعينات وهيمنة اخوان المسلمين والسلفيين والمتطرفين على الشارع في منطقة الشرق الاوسط وفي باكستان وافغانستان وتركيا وايران وبعض الدول في جنوب شرق اسيا كاندونيسيا وماليزيا و جزء من الفلبين اضافة الى دول اخرى في افريقيا, اذن من الواجب والطبيعي ان تعقد بعض الصفقات والاتفاقيات السرية ما بين اجهزة مخابرات دول غربية مع اقطاب زعماء هذه الجماعات التي اصبحت تسيطر وتهيمن على شعوب المنطقة وعلى الساحة خصوصا لكي تبقى تحت المراقبة والسيطرة .
العامل الاخر لعقد مثل هكذا اتفاقيات وصفقات بعد ان ادركت الدول الغربية من ان لا محال من سقوط الانظمة المتعفنة التي بات الشارع لا يطيقها ويتحملها لانها اصبحت عبئ وكمرض خبيث, من الواضح والمعروف ان للغرب تاريخ عريق في خلق وصناعة المنظات الارهابية والمافيات منها القاعدة وبن لادن لمحاربة الاتحاد السوفيتي في افغانستان,
بعد النظرية المعروفة بان السحر ينقلب دائما ضد الساحر والفاعل, وجدنا بان الغرب واميركا وبريطانيا واسبانيا ودول اخرى قد تاثرت كثيرا من جراء تلك العمليات الارهابية التي ابتدات بهجومات على السفارات في افريقيا وغيرها من الهجمات كهجوم 11 ايلول وما تلاها من عمليات على القوات الامريكية ودول التحالف في افغانستان والعراق ومناطق اخرى.
نتيجة ذلك قامت تلك الدول بصرف وانفاق المليارات لحماية امنها الوطني والقومي من الجماعات والمنظات الارهابية, مما ادى الى تفاقم وانهيار في اقتصادها ومجالات اخرى, لا يمكن ان نقف ونقبل ونوافق بمجيئ انظمة حكم اسوا وابشع قهرا وتطرفا وفسادا وارهابا وقمعا واجراما من الانظمة الحالية, الانظمة التي سوف تحكم المنطقة في السنوات القادمة ستكون اسوا من الاستعمار القديم والانظمة الموجودة حاليا في الحكم بمئات المرات,
الملايين هاجرت وتم تهجيرها وقتلها والاعتداء عليها وعلى حرماتها وكرامتها واملاكها وممتلكاتها ومعتقداتها وحقوقها , فهي تنتظر مرة اخرى لكي ينقلب السحر على صاحبه بعد ان تبدأ مرحلة الفتوحات والغزوات والسبي والاغتصاب في دول الغرب واميركا وبريطانيا وسيفتحون روما والفاتيكان, هذا ما حصل في السابق وهو مستمر الان والاسوأ قادم لا محال وان لغد ناظره قريب اذا لم يتعظ الغرب وتتعظ اميركا وبريطانيا بهذا الخطر القادم والمحدق.
جوزيف شلال
سياسي عراقي مستقل