د. محمد جواد فارس
جبهة المقاومة الوطنية اللبناني (جمول) في ذكراها 43
د. محمد جواد فارس
خلقت أكتاف الرجال لحمل السلاح، فاما عظماء فوق الارض، أو عظاما في جوفها.
غسان كنفاني
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
ورئيس تحرير مجلة الهدف
تمر الذكرى المجيدة لقيام الجبهة الوطنية اللبنانية في هذه الايام من شهر سبتمبر ايلول (جمول) ، عندما اجتاح الصهيوني اريل شارون وزير الدفاع في الحكومة الاسرائلية عملية (سلامة الجليل) بحجة ضرب منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب اللبناني، في حزيران عام 1982 اكتسح بدبابته وجنوده وطيرانه مناطق واسعة ولكنه اصطدم بمقاومة بطلة في قلعة شقيف من قبل قوات منظمة التحرير الفلسطينة وبمشاركة من الشيوعيين من الحزب الشيوعي اللبناني. والجبهة الوطنية اللبنانية (جمول) تشكلت في 16 ايلول سبتمبر، باعلان مشترك من الحزب الشيوعي اللبناني الذي كان يقوده جورج حاوي ومنظمة العمل الشيوعي بقيادة محسن ابراهيم والاثنين هم من شكلوا الجبهة الوطنية مع قوى قومية ويسارية وجرى التنسيق مع فصائل منظمة التحرير بقياد خليل الوزير (ابو جهاد) المسؤل العسكري والذي اغتيل في تونس من قبل كماندوس اسرائيلي في تونس العاصمة منطقة الحمامات، وكانت (جمول) هي العنوان الابرز لمقاتلة الجيش الاسرائيلي مع قوات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وهي التي من زودت المقاومة اللبنانية بالسلاح، والعمليات المشتركة، وعندما احتلت اسرائيل مساحات واسعة من الجنوب وعملت في منطقة الخيام، منها سجن الخيام واصبح المعتقل الرئيسي ليضم نخبة من الشباب المقاوم ولم يسلم من الصهاينة حتى الاطباء العاملين في الهلال الاحمر الفلسطيني، ومنهم الطبيب العراقي الشيوعي الشجاع الدكتور نظمي العبيدي وهو صاحب الاختصاصيين الطبين في جراحة المسالك البولية و ذلك جراحة العظام.
وبعد يومان من الاجتياح تطوعت باسم الحزب الشيوعي العراقي وانا كنت لتو عائد من تطوعي في الفصيل الاممي للاطباء لمساعدة الشعب الانغولي، دخلت الى لبنان عن طريق وادي العشائر وانا احمل بطاقة الجبهة الديمقراطية بصفة مقاتل، و ندما وصلت الى بر الياس كانت سيارة اسعاف محملة ببنك دم ودخلت بها بيروت الى مستشفى حيفا المركز ومن هناك الى احد المستشفيات الميدانية في منطقة المسيطبة في بناية مهجورة كانت سينما سيميرة ميس وهناك عملت حتى الخروج مع المقاتلين بحرا بعد اتفاق فليب حبيب مع منظمة التحرير الفلسطينية.
لقد استبسل المقاتل الفلسطيني وكذلك المقاتل اللبناني في الدفاع عن بيروت الغربية والتي لم يستطيع الصهاينة الدخول لها وهي العصية عليهم، لكون عزيمة المقاتلين للدفاع عن بيروت الصمود والتصدي، وهنا يجدر ان اشير ان الاتفاق مع فليب حبيب كان يتضمن الحفاظ على المخيمات والتي يعيش فيها الفلسطينين، ولكن للاسف لم يجري التزام بها بل فسح المجل للقوى من الشرقية بالدخول وبمساعدة الجيش الصهيوني وقاموا بمجاز في مخيمي صبرا وشتيلا المكتضين في السكان والتي عرفت بأنها نوع من الابادة الجماعية، وأصبحت وصمة عار في جبين الانسانية.
أما الجبهة الوطنية اللبنانية (جمول) فقد تركت المقاومة الفلسطينية بعد خروجها من بيروت لها اسلحة متوسطة واسلحة فردية مثل اربي جي المقاوم للدبابات وكذلك الكلاشنكوف، واستمرت المقاومة بضرباتها الموجعة لتجمعات الصهاينة والعملاء من خونة الوطن وهذه المقاومة ضربت اروع الامثلة في الثصدي اخذة بتجارب حرب العصابات من التجربة السوفيتية بالحرب الوطنية العظمى، وتجربة كوبا بقيادة الرفيقين فيدل كاسترو وتشي جيفارا ومن مقاومات اخرى في النضال ضد النازية الهتلرية والفاشية الايطالية بقيادة موسى ليني.
وبعد السابع من اكتوبر عام عام 2024 عندما قامت قوات من حماس بعملية طوفان الاقصى، العملية هزت اركان حكومة نتن ياهو جيشه ومخابراته ومنه، اخذ معها المقاومة، سجلات امنية ومخططات للجيش الذي يتواجد في غلاف غزة، شن الطيران الاسرائيلي هجمات على البنيات السكنية واهلها المدنين الامنين وقام برتكاب جرائم بحق الانسانية ادانتها محكمة العدل الدولية وأسمتها جريمة ضد الانسانية، وقام بقصف الجنوب البناني مستهدف حزب الله وقياداته، وبعد انتخاب رئيسا للجمهورية وتشكيل الحكومة بعث رئيس الولايات المتحدة الامريكية ترامب والحليف والشريك لدولة الكيان الصهيوني، مبعوثه بارك لعقد صفقة مع الحكومة البنانية لوقف القتال في لبنان، والصفقة تضمنت نزع سلاح حزب الله في الجنوب ومنطقة نهر اليطاني ومن الطرف الاسرائيلي وقف الهجات الجوية والبرية على لبنان ولانسحاب من الحدود و المناطق التي توغلوا فيها بعد وقف النار من قبل المقاومة واعادة بناء ما خربه من الابنية في الجنوب وبيروت والمدن الاخرى، لم ينفذ الصهاينة واستمروا في عدونهم، ولاكن الحكومة البنانية مصرة عل نزع سلاحة المقاومة وتسليم السلاح للجيش اللبناني، اي كلام هذا نزع سلاح المقاومة، والسكوت عن عربدة الصهاينة وتركهم يسرحون ويمرحون في لبنان وهم يطرحون شعارهم في تشكيل الشرق الاوسط الكبير، اسرائيل الكبرى، ياسادة في حكومة لبنان، كيف تطلبوا من المقاومة تسليم السلاح وجيشكم بدون المقاومة لايستطيع الدفاع لوحده عن الوطنى. وان شعب يحتل بلده ولن يقاوم لا خير فيه.
وفي هذه الايام التي يحتفل بها الشيوعيين واليسارين والديمقراطيين البنانين نزف لهم أجمل التهاني لمواقفهم بالدفاع عن الوطن ضد الصهيونية والامبريالية الامريكية الممول للصهاينة بالمال والسلاح المتطور.
المجد والخلود لشهداء المقاومة اللبنانية (جمول)
وكل شهداء المقاومة في لبنان
طبيب وكاتب