مقالات وآراء

الحصيلة مصر داخلة// مصطفى منيغ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مصطفى منيغ

 

عرض صفحة الكاتب 

الحصيلة مصر داخلة

مصطفى منيغ

تطوان : المغرب

 

إسرائيل لم تكن راغبة في اغتيال زعماء حماس خلال الضربة التي وجهتها للدوحة، فلو أرادت ذلك لما أخطأت الهدف ما دامت لها في قَطَر عامة كل بضع خطوات جاسوس يختفي وراء السياحة، إسرائيل اجتاحت تلك الإمارة الصغيرة عن قصد لتبعث برسالة واضحة، موجهة لدول الخليج العربي لتتيقَّن جميعها أن أمنها واستقرار حكامها بما لهم وما عليهم متوقِّف على إسرائيل وليس الولايات المتحدة الأمريكية بكل الاستفزازات المُرخصة من لدن الأخيرة ظلماً بما فيها غير المباحة. الرئيس الأمريكي ترامب أخذَ مِن هؤلاء الأكثر ثراء في الشرق الأوسط ما يزيد عن حاجته تاركاً لإسرائيل ما تستطيع اكتسابه ولو بالقوة المفرطة الكاسحة، دون اكتراث لما لتلك الدول من حرمة ومناعة قانونية  وقرارات دولية بواسطة هيأة الأمم المتحدة بالشرعية مُباحة، بل أعطَى الصلاحية المطلقة لرئيس حكومة إسرائيل إجراء ما تتطلبه جغرافية تلك المنطقة من جراحة ، شريطة تسليم قطاع غزة بعد إبادة معظم أهله وإخراج الباقين من ديارهم نحو بضع دولٍ ومنها الأردن إلى ترامب المقاول بصراحة ما بعدها بجاحة، أما الضفَّة الغربية وعبَّاس الزعيم المغوار وسطها محفوفاً بمنظمة التحرير الفلسطينية سَتُرمَى خارج "رام الله" وكأنها ما كانت مساحة، تأمل البقاء كذكرى لدولة بيعَت بسياسة سلطة فلسطينية وضعت يدها بيد الصهاينة فكانت النتيجة العجز والخنوع وعدة عناوين لنفس الفصيحة وقد أصبحت جد فاضحة.

 

المملكة العربية السعودية في شخص ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان،  التقطت الرسالة مبكراً ومالت صوب باكستان لعقد تحالف استراتيجي ينأى عن التبعية المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية، وتقترب (ولو بطريقة غير مباشرة) إلى الصين العُظمى وما يدور في ذاك المحيط من روسيا وإيران، باستثناء تركيا المعروف عن رئيسها الثرثرة المطبوخة في طنجرة المواقف الكلامية المنتهية إلي السراب، لدرجة فقد معها مصداقية ادعاءات طالما رفعها شعارات تبددت مع الوقت كأن شيئا لم يكن، هناك دولتان عربيتان تخاف منهما إسرائيل خوفاً مهما تستَّرت عن إظهاره تجاوزت حيطتها إلى جعل الواقع يتكلَّف بإبراز المستور، على الأقل لمن تمكنوا من معرفة حقائق ليس من السهل الحصول عليها، وهما الامارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، الأولى تسربت لعقول النافذين مهما كان المجال المسؤولين بكيفية أو أخرى تدبيره أو التأثير في مساره، سياسياُ عسكرياُ أو اقتصادياً، وبمثل الفاعل أصبحت شبه متحكمة لها من يُقبِّل يديها وأرجلها لاعتبارات سنأتي على ذكرها مستقبلاً انشاء الله ، أما المملكة المغربية فلها أكثر من مليون إسرائيلي حاملين الجنسية المغربية، متشبثين حتى الساعة بجذورهم الأصيلة ، بإشارة واحدة من الملك محمد السادس يخنقون نتنياهو وزمرته، لكن المغرب منكب على بناء نفسه ليصبح انطلاقا من سنة 2030 ضمن البلاد الأكثر تطوراً وتقدما في العالم، وما بقي من دول عربية كمملكة البحرين وسلطنة عمان والكويت مجرَّد أسماء لا تعيرها إسرائيل أدنى قيمة، تبقي عليها كلما فكرت في إعطاء الدليل عن العجز العربي ويجب استبدال تلك الدول باستراحات إسرائيلية ذي الخمسة نجوم، الاقامة داخلها مجانية الخدمات لكل ما هو صهيوني عبر المعمور.

 

... الأمل الأول والأخير في جمهورية مصر العربية، رائدة المجد العربي وعز وشرف كل منتسب لأمة أصبحت ليس مهتمة بما تحضر له مصر يل لتتبع خطواتها المباركة للدفاع عن الحق الفلسطيني بنفس الكيفية التي لن تتخلى إسرائيل عن غطرستها الا بالتذوق من جحيم منبعث من فوهات المدافع المصرية حارقة الظلم والظالمين، ومن بتمعن في سيناء وما يتحرك فوقها من تأهب أقوى جيوش العرب الممثَّلة في الجيش المصري العظيم الجاهز لتنظيف المنطقة حتى من رائحة هؤلاء الطغاة من صهاينة تمردوا على الإنسانية، من يتمعن فيما يقع هناك يخرج بالانطباع الحصيلة أن مصر للحرب داخلة.

 

مصطفى منيغ

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

212770222634