مقالات وآراء
الذكرى السادسة لانتفاضة تشرين المجيدة وايقونة الانتفاضة الشهيد صفاء السراي// جمعة عبدالله
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 01 تشرين2/نوفمبر 2025 12:25
- كتب بواسطة: جمعة عبدالله
- الزيارات: 136
جمعة عبدالله
الذكرى السادسة لانتفاضة تشرين المجيدة
وايقونة الانتفاضة الشهيد صفاء السراي
جمعة عبدالله
فجرت هذه الانتفاضة الباسلة, الغضب العراقي الاصيل بالاحتجاجات والتظاهرات السلمية, وتحدت النظام الطائفي الفاسد, وزعزعت كيانه مكانته حتى أصبح على وشك المصير الاسود والمجهول, لهذا اطلقت العنان الى الميليشيات الدموية والمسعورة, التي تدين بالولاء المطلق الى المرشد الايراني خامنئي, ان تمارس العنف الدموي المفرط حتى اغراقها ببرك من الدماء, رغم ان شباب الانتفاضة يرفعون أصواتهم عالية (سلمية ... سلمية) لكن هذه المليشيات الدموية لا تعرف إلا لغة النار والرصاص والموت, وتدربت وتعلمت وتربت على القتل والاغتيال والخطف, لتثبت طاعتها العمياء الى النظام الطائفي الفاسد, والى سيدهم خامنئي ويفتخرون بأنهم عبيده وحراسه الامناء, على النفوذ والوصاية الايرانية المتوغلة عميقاً في الدولة العراقية, واعتبرت نفسها في تصرفاتها الوحشية فوق القانون والدستور, وحتى فوق الدولة العراقية المخطوفة ,. لقد جاء هذه الانتفاضة نتيجة تراكمات سلبية أججت المعاناة والظلم والبؤس والحرمان, اتضح بشكل واضح للداني والقاصي, بأن الاحزاب الطائفية الحاكمة, هي في الحقيقة الامر, مجموعات وعصابات السرقة والنهب والاحتيال والاختلاس, نهبوا ثروات العراق, وغاب الاصلاح والبناء, وغياب الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية. حالة المستشفيات يرثى لها, المدارس مدارس الطين اهلة للسقوط, لا كهرباء, لا ماء, لا فرص عمل للشباب, حتى الخريجين من الجامعات تلوكهم البطالة, أو أن يصبحوا حماميل في سوق الشورجة, او سوق حي جميلة, والوطن مخطوف من المليشيات الايرانية, لذلك جاءت الانتفاضة نتيجة القهر والمعاناة, وجاء شعار الانتفاضة المركزي: نريد وطن و (وإيران بره بره وبغداد تبقى حره حره). هؤلاء الشباب الأبطال لبوا نداء الوطن الوطن, في احتجاجات وتظاهرات سلمية, دفعوا ضريبة الوطن الباهظة, تلقوا رصاص والقنابل الدخانية بصدورهم عارية, وكان مئات من الشباب سقطوا وعانقوا الشهادة بكل تضحية وفداء للوطن, ومنهم ايقونة الانتفاضة صفاء السراي, كان يلهب الشباب بحماسته الوطنية وعنفوانه الثوري, كناشط جماهيري بارز عرفته ساحات التظاهر, كان مهذباً ومحبوباً ويؤجج الروح الاحتجاجية على الطلم والطغيان, وشارك في كل التظاهرات والاحتجاجات السلمية, واكتسب مكانة عالية في نضاله الدؤوب ضد النظام الطائفي الفاساد, الذي انجب من رحمه الفساد والفاسدين, الذين نهبوا خيرات واموال في ظل حماية الميليشيات الدموية, التي أصبحت هي الحاكم المتنفذ, والمتسلطة على رقاب الناس بالإرهاب الدموي وتكميم الأفواه, من ينتقد ايران, ومن يرفض الوصاية الايرانية, مصيره الموت المحتم, بدم بارد, كما اغتالوا ايقونة الانتفاضة الشهيد صفار السراي, وهو من عائلة كادحة, توفى والده مبكراً, وبعد ذلك توفيت امه بالسرطان, كانت بمثابة الأم المقدسة, لذلك يفتخر اعظم بفخر بحب أمه, بأنه (ابن ثنوة) تخرج من الجامعة التكنولوجية قسم المحاسبة, لكنه لم يجد فرصة التعيين, فاشتغل حمال في سوق حي جميلة لسنوات طويلة, ومن تعاسة الاقدار قبل اغتياله باسبوع واحد, وجد وظيفة في اختصاصه المهني, كانت المليشيات له بالمرصاد لقتله تتصيده عدة مرات, ألا ان افلحت في جريمة الاغتيال, بقنبلة دخانية اخترقت جمجمته,, وحمل نعشه جموع الجماهير الغفيرة, التي شيعته وكان الزخم الجماهيري, كالطوفان البحر في جنازة التشيع وعاهدوه بمواصلة درب الحرية, حتى يعود العراق المخطوف الى اهله الحقيقين, بالمعروفين بالرجولة والشهامة والكرم والطيبة, وكان يعبر الشهيد عن حبه للعراق, بأنه اجمل بلدان العالم, يستحق التضحية والفداء, لقد وقف العالم الحر وصحافة الحرة اجلالاً لهذا البطولة الجسورة عند اغتياله. وانقل بعض ما قيل في وفاته:
× وليد جنبلاط رئيس حزب التقدمي الاشتراكي اللبناني في رسالة تعزية بالوفاة بقوله: أن الشهداء لا يذهبون الى الجنة, انهم يتجولون في الكتب السماوية, كل على طريقته, كطائر أو نجمة أو سحابة, انهم يظهرون لنا كل يوم, ويبكون علينا, نحن مازلنا في الجحيم, الذي حاولوا أطفائه بدمائهم.
× صحيفة نيويورك تايمز الامريكية, وصفت الشهيد جيفارا العراق ووضعت حمامة السلام على لحيته.
× نشرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي: تقريراً مصوراً عنه, كما نشرت استفتاء حر وعدته من أهم خمسة وجوه الاحتجاج حول العالم.
تحية إجلال وخشوع واكرام الى ايقونة انتفاضة تشرين شهيد الوطن صفاء السراي.
تحية إجلال وخشوع واكرام لكل شهداء العراق الابرار.
الخزي والعار للنظام الطائفي بكل أحزابه الفاسدة, والى مليشياتهم, ميليشيا الموت الإجرام.
جمعة عبدالله


