مقالات وآراء

ملامح المرحلة المقبلة في العراق: دشداشة وعقال وربطة عنق// محمد حمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد حمد

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

ملامح المرحلة المقبلة في العراق: دشداشة وعقال وربطة عنق

محمد حمد

 

لا تظنوا أنني نسيت السروال الفضفاض. لا لا ابدا. فالسروال هو الجزء الثابت في ملامح العملية السياسية في العراق مهما تبدّلت الحكومات أو تغيّرت التحالفات او تعقدت التفاهمات. ولحد الأن لم اعثر على صورة تجمع بعض الفائزين يرتدون السروال ويتبادلون الابتسامات الصفراء التي تخفي مشاعر سوداء. كما حصل بين قيس الخزعلي صاحب عصائب (اهل الحق) وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي.

 

على كل حال، صورتان منشورتان على المواقع الاخبارية العراقية. إحداهما تجمع محمد الحلبوسي (تقدم) مع احمد الجبوري "ابو مازن" من حزب (الجماهير الوطنية) وكلاهما بالدشداشة. وصورة اخرى تجمع "ابو مازن" ايضا مع محمد تميم من حزب "تقدم" وكلاهما بدشداشة (صبغ النيل گومي بطرگها) وهما على ما يبدو في وضع المرتاح والمستريح من هموم ومتاعب الانتخابات. واللقاء بالدشداشة لدى بسطاء الناس هو دليل على "الميانة" والتقارب والالفة العائلية. ولهذا فسّر البعض هذا الظهور العلني بالدشاديش على أنه (مناسبة) للتقارب بين حزب "تقدم" لصاحبه محمد الحلبوسي وحزب "الجماهير الوطنية"  لصاحبه احمد الجبوري "ابو مازن". ولا تخلو المفارقات العراقية من وجود صورة ثالثة تجمع الفائز الاول، محمد شياع السوداني مع (ديناصور سياسي شبه منقرض) اسمه اياد علاوي. وهو رجل يجسّد التشاؤم بشكل حقيقي. ويرى (مخاطر جسيمة او عواقب وخيمة) في كل شيء. وكلاهما ببدلة أنيقة وربطة عنق. وما ينقصنى حتى هذه اللحظه، لاكتمال عنوان مقالي هذا، هو صورة تجمع بعض الفائزين بالانتخابات وهم يرتدون "الزبون" الأنيق والعقال الرفيع.

 

ولانني مؤمن بنظرية المؤامرة، فيما يخص العراق فقط، اعتبر هذه اللقاءات الثنائية جزءا من (مؤامرة) تحاك في الخفاء. ودليلي على ذلك هو أن جميع الأطراف التي خاضت الانتخابات وحصلت على بعض المقاعد، دخلت في مرحلة التخندق الطائفي. وبدأت بعض الأصوات تتحدث بلا خجل عن حق المكون الاكبر (والمقصود المكون الشيعي) في الحصول على رئاسة الحكومة.

 

فالعراق لن يتقدم ابدا لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في غيره، طالما بقي نظام المحاصصة المقيت هو المحرك الاساسي للعملية السياسية. وما يرافقها من مناصب ومكاسب وامتيازات مختلفة. يسيل لها لعاب دعاة الوطنية وحب العراق وخدمة العراقيين جميعا !