مقالات وآراء

• حيدر منعثر يحارب اللصوص بسرقة نص مسرحي من الكاتب والفنان احسان التلال

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 31 تشرين1/أكتوير 2010 19:45

الزيارات: 3538

 حجـاز بـهية 

·        حيدر منعثر يحارب اللصوص بسرقة نص مسرحي من الكاتب والفنان احسان التلال

كثيرة هي عمليات السطو الأدبي والفني على الساحة الثقافية بحيث كنا بين آونة وأخرى نسمع فضيحة جديدة في عهد النظام البائد عن سرقة فنية أو أدبية ... وهي بكل الأحوال غير مبررة وغير شرعية إلا أن النظام البائد لم يضع في دستوره قانونا يحمي حقوق المبدعين وهذا القانون إن وجد فهو غير فعال ومغيب .... قد يبرر البعض إن السرقات الأدبيه والفنية آنذاك كانت تحدث نتيجة للقمع والممارسات التعسفية على الكتاب ونظام الرقابة المقيت وقوانين السلامة الفكرية التي كانت تطبق آنذاك على المطبوعات والأعمال الفنية .... فكان البعض يظطر الى سرقة الأفكار وتبنيها وهي من نتاج كتاب ومبدعين آخرين بحجة التناص أو توارد الخواطر وكلها تبريرات لعملية غير شرعية أسمها السطو الأدبي . أما في عهدنا الجديد وبعد سقوط الصنم سقطت جميع التبريرات لمثل هذه السرقات لأن جرعة الحرية التي حصل عليها العراقيين تفتح لهم الآفاق بأن يضمنون نصوصهم بشتى المضامين الفكرية والسياسية وفي شتى المجالات والفنون وهذا ما حدث في المسرح حيث قام بعض كتاب العراق المبدعين ومنهم الكاتب العراقي إحسان التلال بالولوج الى عوالم السياسة بحرية ومن دون خوف وأبدع بالنصوص التي كتبها بعد التغيير بحيث دخل بنصوصه الى أماكن كانت محرمة على الكتاب أن يتناولوها بأحلامهم لا في نصوصهم ففي أحد أعماله التي كتبها أخيرا وتحديدا في ( نشيد أوروك ) وهو مسرحية إستعراضية ستكون مفتتح مهرجان بغداد الدولي للمسرح حيث يتطرق هذا النص بشكل طريف وشفاف لشخصية فخامة رئيس الدولة مام جلال الطالباني من دون خوف أو تحفظ وبعيدا عن التملق الذي كان سائدا في عهد النظام المقبور عندما يتحدث كاتب عن شخص الرئيس .

        إلا أن هذا الكاتب المبدع تعرض أخيرا الى سطو من زميله وصديقه المخرج المسرحي حيدر منعثر وكشف لنا التلال سر هذا السطو وقد كان فيه وسيط وهذا أطرف ما في الأمر والوسيط في هذا السطو الدكتور والمربي الفاضل ميمون الخالدي وتفاصيل هذا السطو نعرضها كما رواها لنا الكاتب إحسان التلال بأمانة حيث قال إنتهيت من كتابة مسودة مسرحية ( علي بابا والأربعين سياسي ) وقد نويت تقديمها الى فرقة النجف الوطنية للتمثيل وقد بدأنا نبحث أنا والمخرج علي المطبعي عن من يمثل الشخصية الرئيسيه وإتفقت الآراء أن ندعوا الدكتور ميمون الخالدي أن يشترك معنا فهو يتواجد في النجف ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع وهذا الأمر يشجعنا على إشراكه في العمل وفاتح التلال أستاذه الدكتور ميمون الخالدي وطلب منه أن يقرأ النص إلا أن التلال رفض تسليمه النص لأنه كان ينتظر حصوله على دعم جيد من مجلس محافظة النجف للشروع في تمارين المسرحية إلا أنه تحدث للدكتور ميمون الخالدي عن الخطوط العامة للمسرحية فأعجب بها وطلب منه الأسراع في إنتاجها وأصر على أن يحصل على نسخة من النص إلا أن التلال رفض تسليمه النص إلا عندما تبدا التمارين وتخصص ميزانية للعمل  وفي هذه الفترة كان الدكتور ميمون الخالدي يقوم باخراج  مسرحية ( أربو كاكي ) وهي من تمثيل حيدر منعثر وفلاح إبراهيم وزهراء بدن وقد روى الدكتور ميمون تلك المعلومات التي حصل عليها من التلال حول نص مسرحية ( علي بابا والأربعين سياسي ) فما كان من المخرج حيدر منعثر إلا أن كتبها وأبقاها على نفس العنوان ونسبه الى نفسه . ويتسائل التلال متى نكون مبدعين حقيقين صادقين مع أنفسنا ... إذا لم نستطع فلنتنحى ونترك المكان لغيرنا وإلا فالسرقة لا يمكن أن تصنع مبدعا فان سرقت الآن فكرة ومحتوى عمل إبداعي فماذا ستفعل بالغد من المؤكد أنك ستصمت وتموت بالسكتة الفنية .  

• < السابق
• التالي >