اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تأملات في القرآن الكريم ح 8// حيدر الحدراوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حيدر الحدراوي

 

تأملات في القرآن الكريم ح 8

حيدر الحدراوي

 

سورة البقرة الشريفة

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ{87} وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ{88} وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ{89} بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ{90} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{91} وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{92} وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ{93} قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{94} وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ{95} وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ{96}

 

يذكر الله عز وجل بني اسرائيل بموسى (ع) وكتابه , والرسل الذين من بعده , انتهاءا بعيسى (ع) والبينات وروح القدس , وكلما جاءهم رسول كذبوه او قتلوه , حتى اصبح بنو اسرائيل اكثر الشعوب تقتيلا للانبياء (ع) , وتكذيبا للرسالات والكتب السماوية , لا لشيء , الا ان تلك الرسالات والكتب السماوية تتعارض مع مصالحهم الشخصية , واهوائهم الشيطانية .

 

وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ{88}

 

واتهم بني اسرائيل قلوبهم , على انها غلف , لا تستوعب الرسالات والكتب , او بطيئة الفهم , او قليلة الخشوع , وما شابه ذلك , لكنها غير الحقيقة , الحقيقة هي ان من يلعنه الله تنزل اللعنة على قلبه فتغلفه بالسواد , طبعا الباطني , فتعمى بصيرته , ويثقل فهمه وتدبره في ايات الله البينات , وهذا لا يشمل بني اسرائيل فقط , بل كل الامم ! .

 

ايما انسان لا يجد الخشوع في قلبه , والخوف من ربه , رغم تواتر الايات البينات , او عند سماع القرآن الكريم , فليعلم ان قلبه اغلف .

 

وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ{89}

 

يروي القرآن الكريم من ان بني اسرائيل كانوا ينتظرون نبي اخر الزمان , ويدعون الله تعالى ان ينصرهم به وبرسالته , وكانوا يهددون العرب والاقوام المجاورة لهم به , وانهم سيقاتلونهم بمجرد ظهوره , فلما جاءهم ما وعدهم الله عز وجل , وعرفوه , بما موجود لديهم في التوراة , كفروا به , بل حاربوه , ورفضوا بعثته ورسالته , كون هذا النبي عربي و من ذرية اسماعيل (ع) , وليس كما تمنوا , ان يكون عبراني من ذرية يعقوب واسحاق (ع) .

 

حتى لو كان هذا النبي عبراني , من ذرية يعقوب واسحاق (ع) , فأنهم سوف يكفرون به , كعادتهم مع كل الانبياء والرسل , فحقت عليهم لعنة الله .

 

بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ{90}

 

ما احقر واتفه ما باعوا به انفسهم , عندما يكفرون بنبي اخر الزمان , محمد ( ص واله ) , بغضا للعرب , من ذرية اسماعيل (ع) , متناسين ان بعثة الانبياء والرسل هي من فضل الله , و الله يؤتي فضله من يشاء من عباده .

 

نال بني اسرائيل نوعين من الغضب الالهي , الاول : عندما كذبوا وقتلوا أنبياءهم , وتحريفهم التوراة .. الخ , والثاني : تكذيبهم بنبي اخر الزمان , محمد (ص واله)

 

كأن النوع الثاني من الغضب يعادل كافة جرائم بني اسرائيل قبل بعثة النبي محمد (ص واله) , الشيء الباهر في الموضوع , ان الغضب الاول على بني اسرائيل كاد ان يرفع عنهم بنبوة محمد (ص واله) , فلم يفلحوا , ولم يوفقوا للايمان , فأكتنفهم الغضب الثاني , الذي سيستمر معهم الى يوم القيامة ! .

 

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{91}

 

يحتج الله تعالى عليهم ( بني اسرائيل ) , حيث اذا قيل لهم آمنوا بما انزل الله , فكان جوابهم اننا نؤمن بما انزل علينا فقط , فأذا كنتم حقا تؤمنون بما انزل عليكم , فلماذا كذبتم انبيائكم وقتلتموهم , وحرفتم التوراة , حذفتم منها نصوصا كثيرة وادخلتم فيها ما يتناسب مع اهوائكم وغيرتم شعائر الله , وبدلتم سننه ؟ .

 

وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{92}

 

ومن ذلك ما جاءكم به موسى (ع) من البينات , واتخذتم العجل من بعده (ع) .

 

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ{93}

 

ومن ذلك ايضا , اخذ الميثاق عليهم , ورفع الطور فوقهم , وامره تعالى لهم , (خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) , لكن للعجل تأثير خاص على قلوبهم المريضة , واحلامهم البذيئة , فاي ايمان تقصدون ؟ , أي ايمان يأمركم بمثل ذلك ؟ .

 

قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{94}

 

يخاطبهم الله تعالى بلسان نبيه المصطفى (ص واله) , ان كان حقا ما تقولون , ان لكم الدار الاخرة خالصة لكم , دون غيركم من الناس , فالموت هو السبيل الوحيد للوصول اليها , فتمنوه , ان كانت دعواكم هذه حقا , فالاولى بالانسان ان يسارع الى الدار الافضل , والمكان الاكثر نعيما , بأي وسيلة كانت , وان كانت الموت نفسه ! , فيستراح اانسان من العناء الذي يلاقيه في هذه الدنيا , من حرّ وبرد , الم وشقاء , فقر وبؤس .... الخ .

 

لكننا نجد العكس ,فبني اسرائيل اشد حرصا على هذه الدنيا الفانية , واكثر الامم خوفا ورعبا وهلعا من الموت والحياة الاخرة , فما المبرر لكل ذلك , اذا كنتم تدعون ان الدار الاخرة خالصة لكم دون غيركم من الناس ! .

 

وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ{95}

 

يخاطب الله تعالى نبيه الكريم محمد (ص واله ) وكافة المسلمين , بانهم لن يتمنوه ابدا , لانهم على يقين تام من كذب ادعاءاتهم , ويعرفون ان محمدا (ص واله) هو اخر انبياء الزمان , كمعرفتهم بأبائهم وابناءهم , او ربما اكثر .

 

وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ{96}

 

يستمر الخطاب الالهي للنبي محمد (ص واله) , لكنك (يا محمد ) تجدهم اشد الناس حرصا على هذه الحياة الدنيا , بل يود احدهم لو يعمر الف عام , او ان يخلد , وحتى لو عمّر الف عام , فأن ذلك لا يعطيه الحصانة من العذاب

 

حيدر الحدراوي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.