اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تشرين ثورة مستمرة لأستعادة الهوية الوطنية والمدنية للشعب العراقي// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

تشرين ثورة مستمرة لأستعادة الهوية الوطنية والمدنية للشعب العراقي

د. لبيب سلطان

 

تمر السنة الأولى لثورة تشرين وستبقى مستمرة لسنوات في طريقها الذي بدأه بضعة الاف من الشباب يوم 1 أكتوبر 2019 في ساحة التحرير  بشعار "نريد وطن" . من هذه الشرارة الأولى بدء طريق ثورة شعبية وطنية ساهمت فيها كافة طبقات المجتمع والشعب العراقي ليثبت للعالم وللطبقة الحاكمة الطفيلية الأسلاموية وعصاباتها المسلحة ان هوية العراق المتمدن الحضاري راسخة وهي نفسها هوية  سومر وبابل وثورة الحسين رغم المصائب التي كسرت اجنحة  هذا الشعب المتحضر العريق وكان اخرها محاولة كسر جناحه بمصادرة الدولة مابعد 2003 ومحاولة صبغ العراق بالطائفية وهيمنة تحالف عصابات الأسلام السياسي والفساد على السلطة  والبدء بتدميره كدولة ومجتمع متنوع ولكنه متماسك.

 

يخطأ من يظن ان البطالة وسوء الخدمات هي وحدها من دفع الشباب للثورة رغم اهميتهما لحياة الناس ، فمنذ اليوم الأول ( وكاتب هذه السطور كان وسط ساحة التحرير) كان واضحا ان مطالب هؤلاء الشباب هو استعادة وطن وهوية سرقت منهم  على حين غرة في لحظة اعادة الولادة بعد سقوط الديكتاتورية الصدامية عام 2003 باسم الطائفة والدين وبأدوات اصبغت بلون الديمقراطية   مثل البرلمان والدستور استخدمت لا لبناء دولة ديمقراطية عصرية بل لمحو الشخصة العراقية وهوية المجتمع العراقي للهيمنة عليه وتقسيمه  وتدجينه بقوة السلاح والمال لمصلحة قوى سياسية طائفية لتتقاسم كعكة السلطة والثروة باسم حقوق -التشيع والتسنن والتكرد للتخلص نهائيا من الهوية الوطنية والمدنية للشعب وللشخصية العراقية والدولة العراقية وبدات معركة غير عادلة بين من يملك السلطة والمال والسلاح ومن يملك الأرادة الوطنية والوعي الأنساني بحقوقه وشخصيته  وهويته التي اريد لها المحو والتدجين والتشريد. وقف هؤلاء الشباب كالسد المنيع امام قوات مدججة من عصابات السلطة  اللاخلاقية تقتل من تقتل  وتطلق النار على جموع الشباب الأعزل  دون رحمة أو وازع ، وكيف لا وهي أدوات بيد  تحالف الفساد السياسي ألأسلاموي -المالي -العصبوي . :ان الشباب محقين حينما رفعوا رايات الحسين في أول يوم للثورة  ليقولوا  لهؤلاء القنلة  والسراق المتاجرين السياسيين باسم ال البيت  أنما الشباب هم ثورة الحسين وتم سحب البساط من تحت اقدامهم وتعريتهم كعصابات رجعية  جاهلة وفاسدة لبست رايات الحسن لتسرق وتفسد وتخرب أهم مايملكه العراقيون وهو تاريخهم الثوري ومدنيتهم وحضارتهم الراسخة كالنخيل على أرض الرافدين.

 

ظن جهلة السلطة وتيارات واحزاب التشيع السياسي وعصاباتهم المسلحة ان القوة والبطش سترهب الشباب وفي يوم واحد 25 أكتوبر تم قتل اكثر من 75 شابا وجرح اكثر من الف منهم في عموم العراق، ولكن هيهات ان تنال الرصاصات من سد منيع اقامه العراقيون مع هؤلاء الشباب أمام سد مدجج بالسلاح والمال للأسلام السياسي وعصاباته ومافيات فسادهم ، وكان سد العراقيين هو القوى والأمتن . كنت أذهب للتسوق لجلب الشاي والصمون للمتظاهرين وحينما يعلم التاجر والبقال أنها للثوار والمتظاهرين  يأبى أن ياخذ ثمنها " روح عمي روح هذولة ولدي وتاج راسي" أي انهم روحيته وكيانه وشخصيته. بدأت اولى أنتصارات الثوار باسقاط حكومة المجرم عادل عبد المهدي وبدأ معسكر العصابات السلطوية بالتشتت والتراجع وتقديم التنازلات ولكنه لم ينهار لليوم ، ولكن الثورة مستمرة، وعلى عكس مايراهن عليه الأسلام السياسي الذي بدأ منذ الأن بلبس ثوب الصلاح وضرورة التغيير ، لم و لن تتوقف .  أنها بخلاف اية ثورة أخرى نعرفها سواء في العراق أو المنطقة او العالم ، هي الثورة المستمرة ، وربما ستطول الى سنوات حتى تحقق اهدافها في اعادة ولادة دولة عراقية حديثة ووطنية ومدنية وديمقراطية حقة تمثل هوية المجتمع العراقي وتطلعات الشعب الحضاري العريق  .

 

المعركة القادمة ستكون المقدمة لكسر العظم مع عصابات الولي الفقيه ، تليها معركة  اصلاح النظام السياسي والدستورن تليها معركة مافيات الفساد وأصلاح نظام الدولة ومؤسساتها  -أنها معارك مستمرة وطويلة ستخوضها هذه الثورة الشعبية الأصيلة  ولكنها ستنتصر رغم صعوبة مهماها مادام يقف خلفها جيل وشعب اثبت حضاريته وتمسكه بهويته وحقوقه العراقية  الوطنية وألأنسانية والشخصية.

 

د. لبيب سلطان

1-10-2020

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.