مقالات وآراء

رأينا لحل مشكلة استهداف الخطوط الناقلة// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

رأينا لحل مشكلة استهداف الخطوط الناقلة

سعد السعيدي

 

في بداية تموز الجاري جرت عمليات إرهابية منسقة استهدفت ابراج الطاقة الكهربائية في كل العراق. وقد ادت هذه العمليات التخريبية الى انقطاع التيار الكهربائي عن العراق بالكامل. وقد اسفرت هذه العمليات عدا عن خسائر بالارواح ، عن تخريب (61) خطاً رئيسياً.

 

وحسب خلية الإعلام الحكومي فقد نفذت هذه الهجمات عبر إطلاق الصواريخ وزرع العبوات الناسفة واستخدام الأسلحة القناصة لاستهداف أسلاك الطاقة. وقد قامت الحكومة باتخاذ اجراءات فورية شملت الايعاز للاجهزة الامنية بالقيام بحراسة تلك الابراج واحباط اية محاولة للتعرض لها من جديد. وقد شملت الاجراءات نصب نقاط مراقبة وتهيئة كمائن واستخدام الكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة. وبالنظر الى الحجم الهائل للاضرار التي خلفتها هذه الهجمات على الاسلاك يكون احد الاسئلة التي تتبادر الى الذهن هو عن السهولة التي تمكن بها هؤلاء المجرمون من الوصول الى تلك الاسلاك وتخريب (61) خطاً رئيسياً منها ؟

 

لن نبحث في من يقف وراء هذه العمليات الارهابية. إذ انها واضحة من كونها محاولة ابتزاز موجهة للكاظمي لوضع حد لتحسن التجهيز الكهربائي. ويرى مختصون بالشأن الأمني إن استهداف تلك الأبراج لا يقتصر على تنظيم داعش فقط ، وانما تقف خلفها ايضا جهات سياسية هدفها زعزعة الاستقرار السياسي والانتخابي. مهما يكن من امر نتساءل لماذا لم يجر لحد الآن اتخاذ اجراءات دائمية لحماية اسلاك نقل الطاقة غير الطرق التقليدية اعلاه وحيث إن عمليات الاستهداف هذه كانت مستمرة منذ بداية العام الحالي حسب الاخبار ؟ نسأل لماذا لم يجر بالتحديد دفن هذه الاسلاك الناقلة بعمق امتار تحت الارض بدلا من تركها معلقة على الابراج في العراء حيث يسهل استهدافها ؟ إن حراسة هذه الابراج من قبل القوات الامنية ستكلف الدولة كثيرا ، ولن تكون ناجعة دائما بسبب اعدادها الهائلة وبسبب تواجدها في المناطق النائية. وعدا التكاليف فسيجري إشغال قوات امنية عن اعمالها للقيام باعمال الحراسة هذه. وقد لاحظنا اختفاء شرطة الطاقة هنا حيث لم نرى اية اشارة لها. فهل فشلت في عملها ام ان ثمة اهداف خفية لدى توجيه الانتباه الاعلامي عنها الى جهة اخرى اولى بالدعاية ؟ إن من المتوقع ان لا يقضي اجراء دفن الاسلاك على كل عمليات استهداف التجهيز الكهربائي. لكنه سيقضي على الاقل على الجزء المتعلق بهذه البنية التحتية. وهذا الجزء بغياب الاحصائيات هو ما نعتقد من كونه الجزء الاكبر. وكان يمكن البدء بعمليات دفن هذه بشكل تدريجي في المناطق التي تتعرض اكثر من غيرها للعمليات الارهابية وصولا الى دفنها باكملها إن اقتضت الحاجة.

 

وفكرة دفن الاسلاك الناقلة كانت قد طرحت منذ سنوات الاحتلال الامريكي لكن لم يؤخذ بها. وعدم الاخذ بها كان بسبب وجود من لا يريد حل مشكلة انقطاع الكهرباء عن المواطنين. واهداف هؤلاء كان استغلال الازمة لتسليط الضغوط على الناس كيلا يبدأوا بالتفكير بامور اخرى لا تكون مستحبة للحكام. ولعبة قطع التيار الكهربائي عن المواطنين كانت ممارسة مستمرة منذ النظام السابق. بيد انها استفحلت مع النظام الحالي.

 

وقد لا يكون مستغربا صمت لجنة الامن والدفاع خلال كل هذه الازمة. فمنذ تحويل رئاستها من الارهابي الصدري حاكم الزاملي الى صدري آخر يعاني من عقد نفسية ، لم نعد نسمع لها اي شيء في ما يتعلق باداء القوات الامنية او في ما يحصل في البلد. وصار عندها الصمت المطبق لدى كل خرق امني هو نشاطها الوحيد !! هل نفهم من طريقة عمل هذه اللجنة مع رئيسها الحالي بانها تقدم بذلك الدليل الناصع عن مدى اهتمامها بمصالح البلد ام انه احد نواتج التحالفات السياسية ، ام هو كليهما معا ؟

 

لقد كان بمقدور الكاظمي بل كان من واجبه المبادرة بدفن اسلاك الطاقة منذ اول يوم استلامه لمنصبه. إذ ان عمليات التعرض الارهابية لم تتوقف ضد هذه البنى التحتية منذ سقوط النظام السابق. لكن هل كان بوارد هذا العميل اتخاذ هذا الاجراء الضروري عندما توفرت له الفرصة ، ام انه كان فقط بوارد القيام بالعكس الذي هو تنفيذ اوامر ورغبات بعض الجهات ؟ إن الجواب الواضح هو ان الكاظمي قد طبق الجزء الثاني فقط. واصحاب المصلحة والرغبة هي الجهة الدولية التي اتت به ودعمته زائدا الجهات المحلية المتخادمة والمستفيدة من الفساد العام. ولم يحصل من تقدم في امر الكهرباء في الفترة الاخيرة إلا بفضل الضغط الشعبي المتمثل بالتظاهرات المستمرة المطالبة بتوفيرها غير التثقيف المستمر الذي نقوم وآخرين به. ولكي لا نغبن جهود الكاظمي في هذا الامر نضيف سعيه منذ لحظة تسنمه الحكم لاستغلال ازمة الكهرباء لتأمين حصوله على ولاية ثانية.

 

وسننتظر تطبيق الكاظمي لفكرتنا إن بقي له الوقت الكافي لها... او يطبقها من سيخلفه.