شفق نيوز- نيويورك
عبر الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الأربعاء، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن شكره للسعودية وقطر وتركيا، لدعمهم بلاده خلال المرحلة الانتقالية، فيما لم يذكر العراق، الذي كان من أول البلدان التي أرسلت موفدا وقدمت الدعم والتعاون مع الإدارة الجديدة للبلد.
وقال الشرع، في كلمته، التي تابعتها وكالة شفق نيوز، إن "النظام السابق ارتكب أبشع الجرائم بحق السوريين، إذ قتل نحو مليون إنسان، وعذّب مئات الآلاف، واستخدم البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية في أكثر من 200 هجوم موثق، وسبّب تهجير نحو 14 مليون مواطن وتدمير ما يقارب مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها".
وأضاف أن "ذلك النظام أغلق أي أفق للحل السياسي، وأشعل الفتن الطائفية والعرقية، ولجأ حتى إلى المخدرات كسلاح ضد الشعب والعالم"، مبينا أن "الشعب صبر طويلاً قبل أن يثور مطالباً بحريته وكرامته، فقوبل بالقمع والتنكيل والتهجير، لكنه تمكّن في النهاية من الانتصار في معركة المظلومين والمختفين قسراً، وفاءً لأمهات الشهداء والمفقودين ولأجيال المستقبل".
وتعهّد الشرع بـ"محاسبة كل من تورط في سفك دماء السوريين"، مشيراً إلى أن "الحكومة الجديدة وضعت منذ سقوط النظام خطة واضحة لإعادة بناء الدولة واستعادة شراكاتها الدولية عبر نشاط دبلوماسي واسع".
كما أوضح أن "سوريا تعيد اليوم بناء نفسها استناداً إلى قيم العدالة والحرية والكرامة"، مشدداً على أن "الألم الذي عاشته البلاد لا ينبغي أن يتكرر في أي مكان آخر، مجدداً دعوته لوقف الحرب في غزة".
وأعرب الشرع عن شكره لـ"تركيا والسعودية وقطر وكل الدول التي وقفت إلى جانب سوريا في مسار التعافي"، موضحاً أن بلاده "تحوّلت من مصدر أزمات إلى فرصة تاريخية لإرساء الاستقرار في المنطقة".
وكان العراق، من أولى البلدان العربية التي أرسلت موفدا لسوريا بعد التغيير وسقوط نظام بشار الأسد، وفتحت صفحة تعاون كاملة وجديدة على كافة المستويات، في خطوات دعم صريحة لأحمد الشرع.
وتُعد مشاركة الشرع في اجتماعات الجمعية العامة حدثاً تاريخياً، كونها أول حضور لرئيس سوري منذ عام 1967، ما يعكس تصعيداً دبلوماسياً جديداً لسوريا بعد تغيّر موازين القوى في الداخل وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وترتيب أولوياتها السياسية.
وكان الشرع قد التقى، يوم الثلاثاء، عدداً من القادة العرب والغربيين على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة، من بينهم ملك الأردن عبد الله الثاني، وولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس جمهورية التشيك بيتر بافيل.