اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

شؤون تللسقف

من نشاطاتي في تللسقـف عبر خمسة عقود// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 الموقع الفرعي للكاتب

من نشاطاتي في تللسقـف عبر خمسة عقود

لطيف پولا

 

قبل 59 عاما غنيتُ في تلسقف !!! وانشدتُ لها اليوم ..

 

أجل ,غنيت في عرس في تلسقف قبل 59 سنة.. في شهر شباط 1959م عشية عطلة نصف السنة, وكنت في الصف السادس الابتدائي في مدرسة عوينة الابتدائية للبنين في السنك ـ بغداد ـ وكنت انتظر بفارغ الصبر عطلة نصف السنة لأسافر الى القوش .اخبرني أبن خالي بحو (ابلحد اسحق القوشنايا) , اخبرني بانهم سيسافرون جميعهم الى تلسقف لحضور عرس اخته ايلشواع وخطيبها گوريال.

 

 ومن الجدير بالذكر ان اسحق القوشنايا وايسف القوشنايا هما اخوة جدتي لأمي متزوجان من نساء من تلسقف وسكنا في تلسقف .لكن في هذه الفترة كان اولاد خالي اسحق وهم: فرج , بحو ,ايلشواع وتريزا وامهم المرحومة مريم كانوا في بغداد في منطقة السيد سلطان علي, وكان والدهم خالي اسحق قد توفاه الله قبل هذه السنة. دعونني للذهاب معهم الى تلسقف للمشاركة في العرس  ومن هناك نسافر انا وبحو الى القوش .وكانوا يعرفونني اغني لان بحو كان صديقي الحميم وابن خالي وفي مدرستي وفي الصف السادس الابتدائي ايضا وان كان يكبرني بسنة او سنتين.

 

 تحرك القطار من المحطة العالمية في بغداد في الساعة التاسعة مساءا باتجاه الموصل .وكان اهل العريس گوريال واهل ايلشواع العروس وانا معهم جميعا حاجزين مقاعد في منتصف عربة القطار (فارگون) , ومعنا مسافرون من الموصل وتلكيف ودهوك وحمام العليل وقرى وبلدات اخرى التابعة الى لواء الموصل (هكذا كانت تسمى محافظة نينوى حينها). وبدأ بحو يهمس في اذان الحاضرين يقول لهم: لطيف يعرف يغني!. وبدأ التصفيق يالله لطيف يالله لطيف!! .شرعتُ أغني واول اغنية كانت: (سنجاق مصدرخ هلي). لطالما غنيتها في اعراس محلتنا في القوش وبين اصدقائي قبل هذا التاريخ .وكان المسافرون في العربة جميعهم يصفقون مع اغنيتي. ولما انتهيت من الاغنية جاء احدهم من المقاعد الامامية وتقدم نحوي وطلب مني ان اغني له اغنية وقال انا قادم من الحبانية   وذاهب الى الشرفية .قلت له انا القوشي وشرفية بجانب القوش ..قبلني قائلا: غني لي اغنية ... فعرفت أي نوع من الاغاني يريد .بدأ الحاضرون بالتصفيق الحار تشجيعا لي .فغنيت له اغنية: (خليتي يوني بگو پَـنچارا ... كم دريَـتلي بگو جونجارا ) طرب لها صاحبنا فاخرج لي عدة برتقالات ووضعها في حضني. وجاء شخص اخر وقال لي تعرف تغني كردي؟ قلت له: نعم. بدأ التصفيق! . فغنيت له: أويوي بابكو (وهي اغنية قديمة لمحمد عارف جزراوي) وكنت اغني له عدة اغاني وكذلك لحسن جزراوي ولمريم خان. فقبلني واعطاني علبة دبس. ونهض شخص اخر وجاء نحوي قائلا الله يخليك يا ابني غني بالعربي. فغنيتُ له اغنية لحضيري ابو عزيز (گـتلا يا حمُيَّد اذا صرت طير وطرت گـتلا لصعدلك في جو السما لو صرت) فاعطاني رمانتين كبيرتين من رمان شهربان.

 

وصلنا الى الموصل صباحا ,ذهبنا الى بيت من اقارب العريس گوريال وتناولنا الفطور عندهم وكان قيمر الموصل وخبز الموصل ومربى الموصل ..ومن هنالك استاجروا تكسيات واتجهنا الى تللسقف ,كنت طوال الطريق اغني.. وصلنا تلسقف بعد نصف ساعة تقريبا واحتشدت الجماهير لاستقبالنا وكنت اسمعهم يقولون لقد جلبوا معهم مغني من بغداد!!. واثناء الحفلة كان مكاني بجانب العريس گوريال وتجمهر بعض الاطفال الذين في عمري من حولي سعداء بوجودي ويبدون نوع من المحبة والاعجاب.

 

 وفي اليوم الثاني توجهنا انا والمرحوم ابلحد  ابن خالي وصديقي الى القوش.كان ذلك قبل 59 سنة . وبعد 2003 م جئت الى القوش لألتقي باصدقاء اعزاء من تللسقف بعد ان عرفوا بوجودي في القوش وكان اولهم الاستاذ والزميل المرحوم جميل روفائيل اثناء قدومه من مقدونيا واخيه الصديق الاستاذ باسم روفائيل لتبدأ مشاركاتي في معظم النشاطات والمهرجانات والامسيات الفنية والادبية التي قُدمت في تللسقف شاركتُ بعدة اناشيد منها (يا ابناء الرافدين) من تاليفي والحاني, وكونا فرقة للانشاد ودربت الشباب والشابات من تلسقف والقوش والموصل وقدمت ايضا قصائد في مناسبات شتى منها: قصيدتي (يا تللسقف صبرا صبرا) وقصيدة التي اهديتها الى فتاة من تللسقف قطعت بها السبل وهي في الاردن وتحت عنوان (انا وحدي في العباب) .وقصيدة رثاء على روح المرحوم الاستاذ الشاعر عبد الرزاق صادق ماميزا من تلسقف تحت عنوان (يا شاعرا جرع العذاب دهرا!) . وقصيدة  في تأبين المناضل الياس ججو خمرو تحت عنوان (عطاءُ المناضلِ ـ كانون الاول 2010). وعدة قصائد الى صديقي المرحوم جميل روفائيل  يوم كان في مقدونيا منها: (ماذا افعل ياجميلُ ..أجري وحملي ثقيلُ؟).

 

 ولما سألني استاذ جميل عن مصير نشيدي الذي قدمته كنشيد افتتاح في مؤتمر عينكاوة الاول, وقد كان المرحوم هو الاخر من المشاركين في المؤتمر اذار 2007م, كتبت له قصيدة طويلة جوابا لسؤاله قلت في مطلعها: (لا تسل عني وعن نشيدي... قد بح صوتي وسط البيدِ ). وقرأتُ في تللسقف ايضا قصيدة (زردى).

 

وبعد رحيل الصديق العزيز الاستاذ جميل روفائيل الأبدي رثيته بصقيدتين طويلتين الاولى قرأتها بعد ان ودعناه الى مثواه الاخير عنوانها (لا تجزعوا من أمر قضى) في 1/9 /2009 . والثانية, (عاهدتُ نفسي) في تأبينه بعد مرور سنة على رحيله  1/10 / 2010 م. واخترت لكم الاولى التي قرأتها بعد توديعنا للزميل والصديق جميل الوداع الابدي :

                   لا  تجزعوا من أمر قضى

                                                      لطيف پولا

 لا تجزعوا من أمرٍ قد  قضى او نضبَ    

                             إذا الباري اخذ ما الينا وهبَ

ما كلُ نجم ٍ غاب َ من الفانين حُسب َ 

                            فكل النيازك ِ كانت يوما شـُهبا

 آلــيتم ان تزوروا وطـنا معذبـــا   

                          لقد أمسى الوفاءُ هذا اليوم  مـَثـلـَبا

  بالأمس ِ وعدتنا ان تروي اشتياقـَـنا 

                          تـُقاسمنا الـــمُرّ والهَــمّ والكَربا

  اتيتَ تلسقفََ مرحى مرحى مرحبا! 

                          وليس كالمعهود ِ لن تعانقَ الصُحُبا

  من يطفيء الآهات وقد غدت لـُهـُبـا     

                          لا تنفعُ الدموع ُ إن ْ هَطلتْ سُحبا

  وفي القلب ِ أحزانٌ كلّ عنها الكلام ُ   

                             قـَصّرَ في نقلها ومهما قد أسهبا

  وداعا يا جــــميلُ وكلنا نرحـــــــلُ   

                           فـــلماذا اتينا؟ لا نعرف ُ السببا

  كـــل ُحي ٍ يـــموتُ  ولا يخــــلد ُ الا     

                          من يزرع العلـومَ والفــــنَ والاْدبــــا

  نجوبُ الدنيا بحثا، لنــــصل َ المــــأربا        

                          نفترشُ  الضريحَ ونســـكن ُ الخشـــبا

 وغدا المكرُ  فنـّا حِكرا لمن كذبا       

                         فان عشت َ عزيزا تشـــــيخُ مــُـعذبا

شَدّوا  الرحالَ  قسرا فالطغاةُ قد عدّوا 

                        عاشقَ الحرية  ِفي شرعـِهم قد صَبـا

 يفترسنا الجهلُ  وكل يوم نسمع ُ        

                        مِشعلا من قومـِنا في الغربة ِ قد خَبـا

 ان كنتَ مناضلا ميدانك الوطن ُ    

                        تسألنـــي الــــــديارُ الى اين هربــا ؟!

 يمنحون َ شـَهدَهم ليكسبوا الدُببا     

                        ها هم قد عادوا موتى توسدوا الترُبــا

 ألم ترَ الطغاة نمورا من الورق ِ    

                        وكلُ عاتِِ منهم عند الموت ِ ارنبا ؟؟

 وصوت ُ الشعب ِ رعدٌ من الضيم  ِ زمجرَ

                        كالاســـــد ِ وعلــــى الفريسة ِ وثبـــا

 ها قد حــلً السلام ُ ولكي يعـــــــانقَ  

                          الكلـــداني الاثـــوري الكـُــردَ والعربــــا

قد عرفتََ يراعي يوما  حين ينطق ُ  

                        سياط  َ اَلحق ِ يهوى ، زانا ، ليس قصبـــا

يسعى بين الأفاعي حُرا رغم سمِها  

                       وفــي كل ِ نـــــزال ٍ كان دومـــا أصلبــا

قد أحزنك أمري يا جميلُ لأني        

                       أزرع ُ في الرمال ِ ،غيري يجني ذهبـــا

عاتبتني حينما أهملتُ التواصلَ       

                       وقلــــب ُ الشــعراء ِ قــــليل ٌ أن يعتبــــا

 نحن هنا نخيط ُ جراحا لاتنتهي      

                       لتـــُعلـن أخبــــارا  فتثـيـــر الطـَـــَربــــا

 فبدت حياتـُنا مسرحا  للمآسي          

                      وكــــأنّ الفـــرح َ من الوجــوه  شُــــطبا

 والوحش ُ  يريدنا من أجل ِ ان نسلــــــم َ

                      أن نـكســــر َ القلـــم َ ونحـــرق الكـُتـبــا

 يئسنا بعد ليل ٍ طال ظلمُ دجاه ُ     

                     أفلــــــتْ نجومُــه فاحــترقنــــا حَطبــــا

وتاه قطيعـُنا شـــتاتا دون راع ٍ      

                         مـزقته  الذئـابُ  في الدروب ِ إرَبـا

فبتنا كالذين استفاقوا في القبر ِ  

                      قد ضيعنا الآمـال َ وشاهـدنا العجبـــا

 تركنا اعشاشـَنا ويـَمّمنا البوادي                  

                      وأهلنا في التيه ِ قد وصلوا القـُـــُطــُبا

والشرُ  تجَذر على الخير ِ غـَـلبا                                                                     

                      والبانـــي ترهّبَ والذئـــبُ إستكــلبــــــا

والآمال ُ سراب ٌ والآحلام ُ تذوب

                      والأماني تزحفُ  وإنْ  مشت خببــــــا

فبمن تستعين ُ وضِباعُ الظلام ِ

                     تنهشُ في العلن ِ وطنا مـُـــحببـــــا ؟

وكلََـَفت للمكرِ  السباع ُ الثعالبا   

                    يذبـــحك قاتـــلٌ تــــظـــنـًُه راهبــــــــا                    

صديقي وعدوِي عليِ تكالبا    

                    ومن كان آسيا قد صار مٌحاربــــــــــا

آليت ُ على نفسي شعرا أنْ لا أكتب َ

                         فعسى من الغيض ِ أشفي عـَيـَا أجربـا

فلا يروق ُ له ننـــــشد للــــــحياة ِ  

                         صوت ُ الحق ِ يملأ قلوبَهم رُعبـا

لكنك جــدير ٌ بان نبــكيك شعرا          

                        ساتركُ الميدانَ لكـــل من رغبا

ويكفي المرء َ فخرٌ مثل جميلٍ على      

                          منبر ِ الصحافة ِ كالمسيح  صُلبــا 

وجوهر ُ المعدن  بان اذا ذُوٍب َ    

                        والذهب ُ قُـــُيم وبعد أن جُـربــا

ما كلُ نجم ٍ غاب َمن الفانين حُسبا  

                       فكل ُ النيازك كانت يومـا شُــهــبا

لاتجزعوا من أمر قد قضى أو نضبا      

                      إذا البـاري اخـــذ ما الينــــا وهبــا

 

•      صورتان :

1ـ في تأبين المناضل الياس ججو خمرو ( كانون الاول 2010)

2ـ في تأبين الزميل والصديق المرحوم جميل روفائيل 1/9/ 2010

         

أضف تعليق


شؤون تلسقف

تللسقف/ تلا زقيبا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.