اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ديالاكتيك الضرورة والصدفة!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

ديالاكتيك الضرورة والصدفة!

د. ادم عربي

 

في ذات مرة، كان طالب دكتوراة في الكيمياء يثبت ميزان الحرارة في دورق التسخين، لينكسر الميزان ويقع في داخل الدورق، ليفور التفاعل والذي، اي طالب الدتوراة، اعياه البحث دون جدوى، ليكتشف ان الزئبق هو الحفاز المثالي لذاك التفاعل. هذه الحادثة بلا شك كانت صدفة، اي انكسار ميزان الحرارة وخروج الزئبق منه الى داخل دورق التفاعل، ولولا هذه الصدفة لما عرف الباحثون تاثير الزئبق في ذاك التفاعل ، لكن هناك رايان في تلك المسالة ، فراي يقول ان كل شيء في الكون ضروري ولا محل للصدفة، وراي اخر يقول ، كل شيء في الكون هو صدفة . المتمحص لكلا الطرفين يجب شيئا من الخطا، لفصلهم الصدفة عن الضرورة، وللتوضيح اكثر فان الضرورة هي ما لا بد ان يكون فهي من داخل الظاهره كتعاقب الليل والنهار بسبب دوران الارض حول الشمس وحول محورها، ولكن لماذا نسمي بعض الظواهر صدف؟ هل حياة انسان والمحكوم بالموت ان تنتهي بدهس سياره له مثلا؟ ، كلا، هذه الحوادث ليست ضرورية، لماذا لان مجريات الظاهرة لا يجب ان تؤدي الى ما تم، ان هلاك مزرعة بسبب ريح قوية، ان للرياح اسبابها او للاعاصير اسبابها، لكن هل من شان تلك الاسباب ان تؤدي الى هلاك المزروعات، كلا، لماذا؟ لان بلا شك هناك اسباب للريح او الاعصار ، ولكن نسبه لبستان المزروعات كانت عابرة ، ليست منبثقة من الامور الجوهرية لنماء المزروعات، لذا نقول ان تلك الحادثة صدفة، لان هلاك المزروعات لم يكن اكيدا، مما سبق يمكن الاستنتاج ان الضرورة والمصادفة ضدين، هل من جامع بينهما؟ ان بين الصدفة والضرورة الكثير المشترك في الحياة، وارتباطهما وثيق ولا يمكن فصل احدهما عن الاخر، دعك من كلا الرايين، فالضرورة الخالية من الصدفة  لا وجود لها والعكس صحيح،

وينبغي دائماً على المرء أن يتمكن من أن يرى وراء الصدفة الضرورة، الظروف التي تنمو على أساسها الصدفة فلذلك لا توجد في الطبيعة والمجتمع ظاهرات ضرورية فقط أو ظاهرات صدفية فقط. إن هذه وتلك توجد معا في الواقع الحقيقي، متداخلة بعضها ببعض، فالضرورة من الممكن أن تتجلى في شكل صدفة. ليس صدفة ان الاشجار الصحراويه تنمو في المناخ الحار الجاف وبصوره عامه اوراقها ابريه ، اما ان يكون لكل نوع من تلك الاشجار نوع معين وشكل معين فانه يتوقف على قدر كبير من الظاهرات الصدفيه من رياح ورمال ولربما امطار، واضح هنا في مثالنا ان الضرورة والصدفه متلاحمان، تلاحما لا انفصام فيه، للضرورة سببها وهذا كما سبق واضح، ولكن هل من سبب للصدفه؟ كلا، لا يمكن لظاهره ان تكون بدون سبب، ولذلك للصدفه سببها ايضا، اذن ما الفرق بينهما؟ الفرق يكمن في سبب الضرورة داخلي من نفس الظاهره، اما في الصدفه فهو خارجي، الصدفه والضرورة وحده لا انفصام بينهما كضدين كما ذكرنا سابقا، وقد يرتفع منسوب احدهما على حساب الاخر، فعودة الى مثالنا السابق - طالب الكتوراه- ، فقد ارتفع لديه منسوب الصدفه على حساب الضرورة ، اين الضرورة في ظاهرة ذاك الباحث ، انها في العمل والفعل الذي يقوم به وهو اجراء تجربة، واين الصدفة؟ انه في الزئبق! ، وقد يرتفع منسوب الضرورة على حساب الصدفة وهو في مثالنا ان النباتات الصحراوية عموما ابرية الاوراق، اين الضرورة هنا؟ اي نبات يعيش في جو صحراوى جاف حار لا بد ان تكون اوراقه ابرية لتقليل النتح! واين المصادفة هنا هي ان نجد بعض النباتات تشذ عن القاعدة ولاسباب عديده ، قد تكون برودة الجو ليلا او قطرات الندى صباحا . من هنا استطيع القول ان الصدفه هي نتاج تقاطع ضرورتين او اكثر... فهل يمكن ان تنتج ضرورة من تقاطع صدفتين او اكثر، نعم يمكن ذلك ، باستطاعتنا دراسة الظاهرات الصدفية وإيجاد قانون وجودها ، لتصبح ظاهرة ضرورية، كثيرة هي الصدف التي تحمل الخير للانسان ، هناك في الفيزياء يتم دراسة ظواهر صدفية، لايجاد قانون عملها ، كما في فيزياء الاجسام الصغيرة والكم التي وجد انها تخضع للسنن الاحصائية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.