نص "نعي هوية"// خديجة جعفر
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 10 حزيران/يونيو 2025 11:42
- كتب بواسطة: خديجة جعفر
- الزيارات: 985
خديجة جعفر
نص "نعي هوية"
خديجة جعفر
عندما يرحل كاتب او مفكر، يتوجب علينا الحداد حزنا، ربما لا يكون الأمر شخصيا، وليس توصيفا لحزن فقد، ربما يكون حزن الكفاف، حزن الحد الذي يعطل مسيرة وعي، رحيل المفكرين على أحقية الاختلاف سواء اتفقنا او اختلفنا مع ارائهم لا بد وانه جفاف يصيب نهر وعي نحتاجه ضرورة ثورة في مجتمعاتنا التائهة.
فإلى موتهم خجل النعي:
( نعي لهوية )....
لا تُقلِق موتك
فسوف نتعرفك كما لم نعرف
كل الضاجين من الاحياء حولك
وبدقة ما يُعرَف عنك
من ملامح وجهك
سوف نعرفك بعد موتك اكثر
لاننا الورثة لكل احتفالات الموت
وانت
ما رحلت كما يموت الغامضون
كان موتك مجاهرا
بكل ما أوتي من فوضى التاجيل
واللانتباه لترتيب اوراقك المسبق
لهدر فرص الوداعات
لخيانة الكلمات المؤجلة
خَرَز الطوقِ
لأنثاك المقدر...
كان موتك حدا
وسخونة الحبر في قلمك
ما اسعفت شرح دهشتك
فاستقر من جنائزك
اخر الوجوه
وثقل ابتسامتك...
كان موتك مجاهرا
في حضرة العزف الجنائزي
وما سمعت منه صوت حتفك
يسبقك الان موتك
وسنتعرفك اكثر
سنعرفك كلما قلم تعثر
كلما هربت كلمة من صفحة دفتر
كلما شاحت نظرة خجل
عن شغفٍ غفا
على مفاصل الجسد المبعثر
فلا تُقلِق موتك
نحن الورثة من الموت المؤجل
نغسل موتانا بجهود الحاقدين
لنتعرف الموتى اكثر
لقد تم موتك منذ الامس القريب
فاستقال الرنين من هاتفك
استحال لغة تتمنع في الحديث
ما لم تكن عنه تتأخر
أعلن الصمت عليك الحداد
فرحل منك
واستقر معك
ونحن الغرباء
لا نعرف عن الأحياء كل ما تيسر
ننشغل بتوثيق السطوح من موت
كما يملي علينا الان موتك
وتفاديا لأن يمُسَّهم موتٌ ضَجِر
نثقل الحفل كلمات
تسيل على المنابر ولا تتعثر
تُخمَد اصوات
وتَعلو أخرى
تُفجَع نائحات
وتصفق الأكف
ومن علو موتك
تتابع جنازتك ولا تثأر
لا تقلق يا ابن أمة
توزع الموت في علب الهدايا
فسوف نعرفك بعد موتك اكثر...
7/6/2025
خديجة جعفر
المتواجون الان
652 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع