اخر الاخبار:
السوداني يدشن مطار الموصل الدولي - الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2025 11:02
سقوط طائرة مسيرة قرب حقل نفطي في كركوك - الأربعاء, 16 تموز/يوليو 2025 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

حرية حرية… وإلّا؟ كتابة ساخرة// رانية مرجية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رانية مرجية

 

عرض صفحة الكاتبة 

حرية حرية… وإلّا؟ كتابة ساخرة

رانية مرجية

 

“حرية حرية!”

هتفوا في المظاهرة.

صرخوا بها حتى بُحّت الحناجر،

رفسوها في الأغاني الوطنية،

لبسوها كوفية، وعلّقوها على الفيسبوك،

لكنهم نسوا أن يسألوا:

حرية مين؟

ومن مين؟

ولإيش بالزبط؟

 

في بلادنا، الحرية مثل الطحينية الأصلية:

كلنا بندّعي إننا عندنا منها…

بس لما تذوقها، بتطلع مغشوشة، مخلوطة بنشا،

ومنكّهة بكمية معتبرة من الخوف.

 

أحب أن أذكّركم أنني كنت حرة تمامًا…

حتى قلت رأيي.

فصرت مشاغبة.

ثم ناشطة.

ثم “بتحب تعمل فتنة”.

ثم “مش من جماعتنا”.

ثم “يا ريت تسكتي”.

 

الحرية في بلادنا تُقاس بكمّية الصمت.

كلما صمتّ أكثر…

قالوا عنك إنسانة عاقلة.

وكلما قلت الحقيقة…

قالوا عنك “متعِبة”،

أو كما وصفني أحدهم يومًا: “هاي بتكتب كتير، لا توظفوها!”

 

بلادنا تحبّ الحريّة شرط أن تكون في الزنزانة.

تحبّ المثقفين… بعد ما يموتوا.

وتحبّ النساء الجريئات… بشرط ألا يظهر صوتهنّ، ولا ظلّهن، ولا حتى كعب حذائهن.

 

أما “حرية التعبير”، فحدث ولا حرج!

قل ما تشاء، لكن تذكّر أن كل كلمة تُسجَّل عليك في محكمة العائلة، ومحكمة الجيران، ومحكمة رئيس البلدية، ومحكمة الفيسبوك التعليقاتية.

وهناك محكمة كبرى اسمها: “شو بدهم يقولوا عنك؟”

 

“حرية حرية!”

صرختُ بها ذات صباح في الرملة.

فجاءني الردّ من امرأة عجوز ترتدي السواد منذ نكسة 67:

“اسكتي، الله لا يبلينا، ما إلنا وهاد الحكي!”

 

ابتسمت.

ومع ذلك قلتها مرة أخرى،

بصوت أعلى، وأقل خوفًا:

حرية حرية!

وإن شاء الله سازيلة!                                               

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.