اخر الاخبار:
إسقاط مسيرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي - الإثنين, 14 تموز/يوليو 2025 11:27
سوريا.. اشتباكات عنيفة بين "قسد" والجيش - الجمعة, 11 تموز/يوليو 2025 11:25
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

"همسات من الوطن العربي"- قصص قصيرة جداً// رانية مرجية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رانية مرجية

 

عرض صفحة الكاتبة 

"همسات من الوطن العربي"- قصص قصيرة جداً

رانية مرجية

 

إيران – حجر في جيب الطفلة

في أزقة "سَنندَج" الملطخة بصوت البنادق، أخفت ليلى حجراً صغيراً في جيبها.

قالت لأخيها:

– إن جاءوا لاعتقال أبي، سأرميه عليهم...

ضحك أخوها:

– وهل يكفي حجر؟

أجابته بعين لم تعرف الضحك:

– يكفيني أن يشعروا بأني لست خائفة.

 

الأردن – ظلّ الجدّة

في الكرك، نامت أمينة على حصيرة قديمة.

في كل صباح، كانت تخرج صور الجدّة وتغسلها بماء الورد.

قالت لأمها:

– كانت تشبه الأردن، صلبة وحنونة.

صمتت الأم، ثم همست:

– والآن الأردن يشبه صورها... جميلٌ في البرواز، متعبٌ في الحقيقة.

 

فلسطين – حجر العودة

في جنين، انتظرت الحاجة سعاد حفيدها عائدًا من السجن.

حملت له زوّادة، ومفتاح البيت الذي ما زال في حيفا.

وعندما عاد، قال لها:

– جدتي، بيتنا صار فندقًا.

أغمضت عينيها، وناولته المفتاح:

– ما دام لك، لا يهم من يسكنه مؤقتاً.

 

سوريا – صمت على ضفاف بردى

على ضفة بردى، كان الولد يرسم سمكة.

اقتربت منه أمه وقالت:

– لما لا ترسم طائرة؟

أجابها وهو يضغط بالقلم:

– الطائرات تقتلنا…

أريد شيئاً يبقينا في الماء، لا في الهواء.

 

لبنان – صوتٌ تحت الأنقاض

بعد الانفجار، نادت الصغيرة من تحت الركام:

– ماما، لا تطفئي الضوء… أنا خائفة.

ردّت امرأة من بعيد:

– أنا أيضاً يا بنتي… لكن لا ضوء في بيروت الآن، فقط رماد وأغنيات تُغنّى لتنسينا الجراح.

 

العراق – آخر عود ثقاب

في البصرة، جلس الحاج حيدر يشعل آخر عود ثقاب لديه ليغلي الشاي.

تأمله حفيده وقال:

– جدي، لماذا لا تشتري غاز؟

أجابه بمرارة:

– لأنه في بلادي، النار متوفرة... فقط السلام مفقود.

 

الكويت – مَعلّقة على الحائط

في بيت جدها، كانت صورة الأب المفقود بالحرب معلقة كتميمة.

قالت الجدة لحفيديها:

– ما زال هناك، في حدود لم تُغلق بعد.

ضحك أحدهما:

– الجدران تنسى.

ردّت بصلابة:

– نحن من يذكّرها.

 

تونس – وردة في البال

في سيدي بوزيد، تركت نادية وردة على قارعة الطريق.

سألها الشرطي:

– لماذا الوردة هنا؟

قالت:

– كانت هنا عربة محمد… ومن هنا اشتعلت الحكاية.

ثم مشت… كمَن يوقد الثورة كل صباح.

 

مصر – صمت أبي الهول

في الجيزة، نظر الطفل إلى أبي الهول وسأل المرشد:

– ليه ساكت كده؟

ضحك الرجل:

– لأنه شايف كل شيء وساكت…

رد الطفل بعفوية:

– يعني زيه زي جدي… كل ما نحكي له عن غلا المعيشة، يضحك ويسكت.

 

الجزائر – رائحة الليمون

في القصبة، كانت الجدة تُرش ماء الليمون على الدرج.

قالت حفيدتها:

– ليه يا جدتي؟

أجابت:

– حتى ما ينسى البيت ريحته، مثل ما نسينا ريحة التحرير.

أكملت وهي تهمس:

– الثورة مش بس في الكتب، الثورة في تفاصيل البيت.

 

بقلم: رانية مرجية

كاتبة وناشطة فلسطينية تسرد وجع الشعوب من نبض الإنسان العادي، لا من سطور الملوك.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.