مدن تتنفس من حنجرتك// صالح مهدي محمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صالح مهدي محمد

 

 

مدن تتنفس من حنجرتك

صالح مهدي محمد

 

كلما مررتِ

تتساقط من الهواء أبجدية لم تُعرف بعد

وتتشكل منها مدنٌ

تتنفس من حنجرتك

 

في خطوك

تتعثر الأرض بنفسها

وتسقط الطرق في هوةٍ

لا يُنقذها سوى ارتجاف أصابعك

 

لم أعد أسميك امرأة

أنتِ انحناء معدنٍ نحو موسيقى

أنتِ ارتعاشُ فكرةٍ في حجر

وأنتِ البحر حين يقرر أن يكون زجاجًا

يترك الموج داخله

كصوتٍ يتدحرج في لانهائيته

 

أنتِ قارةٌ تتغير ملامحها مع كل نظرة

نهضت من جسد اللغة

واكتفت بأن تكون صمتًا يمشي

وصدى يتخفى في المدى

 

حين ألمسك

لا ألمس جلدًا

بل أفتح بوابةً

تندفع منها أسراب ليلٍ أخضر

وأسمع في العمق ارتطام أزمنةٍ ببعضها

كأن التاريخ فقد توازنه

حين اصطدم بك

 

لا أقول إنني أحبك

الحب كلمةٌ ضيقة

لا تسع هذا التيه

أنتِ ما يحدث للكلمة

حين تنفجر من ضيقها

وتتشظى إلى معانٍ

لا تتوقف عند حد

 

في غيابك

لا يغيب شيء

بل يتضاعف العالم

تصير الجدران شفافة

ويطل منها غرباءٌ

يبتسمون لي كأنهم أنا

وأنا آخر

وأنتِ الحضور المتخفي في كل صورة

 

امسكك؟

لا أمسك سوى ارتجاف العناصر

حين تلتقي على مفرق اسمك

وأكتشف أنني لم أعش يومًا

إلا لأصير هذا الذي يذوب

في مدنٍ تتنفس من حنجرتك