حين يتكلم الغبار// صالح مهدي محمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صالح مهدي محمد

 

 

حين يتكلم الغبار

صالح مهدي محمد

 

الغبارُ،

مُهاجرٌ بلا جواز،

يأتي على هيئةِ ذاكرةٍ تسعل.

يستقرّ على كتفِ المرآة،

وينظر إليها

كما لو كانت نافذةً نُسيت في بيتٍ غريق.

 

المرآةُ،

بلا لغةٍ سوى الضوء،

تسأله:

"ما الذي تبحثُ عنه على وجهي؟"

فيردُّ الغبارُ:

"أبحث عن أيامي الضائعة،

عن الأصابع التي كانت تكتبكِ على جبيني ثم ترحل."

 

الريحُ تدخل بينهما كوسيطٍ أعمى،

تنفض الحروفَ عن السطح،

لكنها تُبقي الكلماتِ العالقة في الحواف.

 

في الليل،

حين ينام الضوء،

تُخبر المرآةُ الغبارَ أنّها تحسدُه،

لأنّه يملك القدرةَ على البقاء،

حتى فوق الأشياء التي ترفضُه.

 

أما هو،

فلا يعترف بشيء،

يمضي إلى نافذة أخرى،

حاملاً معه

جزءًا من ملامحنا التي نسيناها.