قراءة أدبية تحليلية للقصيدة: "المحبّة – الوصية الأخيرة للنور" لرانية مرجية// د. عادل جودة
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 08 تشرين1/أكتوير 2025 10:58
- كتب بواسطة: د. عادل جودة
- الزيارات: 571
د. عادل جودة
قراءة أدبية تحليلية للقصيدة: "المحبّة
– الوصية الأخيرة للنور" لرانية مرجية
دكتور عادل جودة
تُقدّم رانية مرجية في هذه القصيدة الصوفية الفلسفية حواراً درامياً كونياً بين الله والمحبّة والإنسان والكون، في عملٍ يجمع بين العمق الروحي والجمال الشعري.
تبدأ القصيدة بصوت الله الخالق الذي يشرح دوافره الوجودية:
"كنتُ أبحثُ عن وجهٍ يراني" وكأن المحبّة هي تجسيد لشوق الذات الإلهية لمعرفة نفسها عبر الآخر.
المحبّة كأصل وجودي:
تظهر المحبّة ككائن أنثوي من نور، كيان وسيط بين الخالق والمخلوق. ليست مجرد شعور، بل هي "الرحم الذي يعود إليه كل شيء". هذا التصوير يذكرنا بفكرة "الحكمة" في الأديان الإبراهيمية و"الشفقة" في البوذية.
صراع الإنسان:
يمثّل صوت الإنسان المأزق الإنساني الأزلي - العبادات والشعائر التي تتحول إلى حجب عن الجوهر. "أقمتُ المعابدَ دون أن أفتحَ قلبي لكِ" - إدانة شعرية للتدين الشكلي الذي يفتقر للجوهر.
الكون الشاهد: يصوَّر الكون ككائن واعٍ يشهد على نسيان الإنسان ويهمِس له عبر ظواهر الطبيعة بالتذكّر. هذا يذكرنا بفكرة "الآيات الكونية" في الكتب السماوية..
الانزياح اللاهوتي:
تقدم القصيدة لاهوتاً محباً يتجاوز الثواب والعقاب:
"لم أكتب في ألواح القدر جنةً ولا ناراً، بل كتبتُ:
من أحبّ فقد وصل".
هذا تصور صوفي يجعل المحبة هي المعيار الوحيد.
الخاتمة المصالحة:
تنتهي القصيدة باستعادة الوحدة الأصلية حيث يعود الإنسان إلى فهم أن "الطريق إليَّ ليس في الأعلى، بل في القلب".
الانزياحات البلاغية: تستخدم الشاعرة الانزياح بالمفارقة: "الليل يُضيء"، والتجسيد: "الكون يبتسم"، والاستعارة: "المحبة أم الأكوان".
هذه القصيدة ليست مجرد نص أدبي، بل هي تجربة صوفية تذكرنا بأعمال ابن عربي وجلال الدين الرومي
مع لغة عصرية تلامس روح الإنسان المعاصر الباحث عن معناه في عالم مفقود.
تحياتي واحترامي
المتواجون الان
508 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع



